متلازمة هافانا.. من يشن هجمات بأسلحة الطاقة ؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

متلازمة هافانا، هذه المتلازمة التي صارت لغزا حير العلماء والأطباء وأثارت التساؤلات بشأن طبيعتها وما إذا كانت سلاحا استخباراتيا سريا، لا تزال تشغل بال الدبلوماسيين وأجهزة الاستخبارات الأمريكية. يتعلق الأمر بطاقة موجهة استُهدف بها دبلوماسيون وموظفون حكوميون في واشنطن ودول خارجية.

بلينكن يتعهد بكشف الملابسات

826076f1e606adaf8f796c66fd61f91c

من جهته، تعهد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بكشف ملابسات المتلازمة الغامضة، معلنا تعيين دبلوماسيين مخضرمين، هما جوناثان مور، المكلف بتنسيق رد وزارة الخارجية، ومارغريت أويهارا، التي ستتولى التأكد من أن كل شخص تظهر عليه أعراض الإصابة يتلقى عناية طبية مناسبة.

ودعا بلينكن كل دبلوماسي معني إلى كشف وضعه دون خوف من “انتقادات” أو من “تداعيات سلبية”، مضيفاً: “كلنا في حكومة الولايات المتحدة، وخصوصاً في وزارة الخارجية، عازمون على كشف أسباب ومرتكبي هذه الحوادث ورعاية المتضررين وحماية زملائنا”.

وأضاف الوزير الأمريكي: “نعتمد على كل قدرات أجهزتنا المخابراتية. نقوم بتوظيف أفضل العقول العلمية داخل الإدارة وكذلك خارجها”.

وتابع أن الضحايا المفترضين تتم رعايتهم منذ الشهر الماضي في مستشفى جامعة جونز هوبكنز، وهي منشأة معروفة في بالتيمور بالقرب من واشنطن، مشيراً إلى أن بعض الدبلوماسيين يخضعون الآن لفحوصات معمقة عصبية وسمعية وللنظر، قبل مغادرتهم للعمل في الخارج “من أجل الحصول على أساس للمقارنة إذا أبلغوا لاحقاً عن حادث صحي غير طبيعي”.

شكوك بشأن روسيا

حتى الآن من غير المعروف عما إذا كانت جهة ما تستهدف المسؤولين الأمريكيين عن عمد بهجمات الطاقة الموجهة، لكن تقريرا لمجلة «بوليتيكو» الأمريكية ذكر أن مسؤولين أمريكيين تنتابهم شكوك في أن يكون جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية وراء تدبير هذه الهجمات.

الاتحاد السوفيتي أجرى اختبارات على تأثير موجات الراديو قبل نحو 50 عاما. السوفييت كانوا يوجهون موجات ميكروويف تجاه السفارة الأمريكية في موسكو بين عامي 1953، 1976 لأهداف غير معروفة.

دراسة تمت بتكليف من الخارجية الأمريكية آنذاك خلصت إلى أن هذه الموجات لم تؤد إلى مشاكل صحية لدى العاملين في السفارة قبل إغلاق القضية عام 1978. لكن في عام 2011 صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ترددات الراديو الكهرومغناطيسية كأحد مسببات السرطان المحتملة. السلطات الأمريكية تعمل حاليا على تطوير مستشعرات توضع على الملابس وتنبه من يرتديها إلى وجود أشعة ميكروويف .

وقالت مصادر مختلفة إن هناك مؤشرات متزايدة على تورط روسيا بسبب تواجد أفراد من المخابرات الروسية في المواقع التي أبلغ فيها عن حوادث متلازمة هافانا، وحال التأكد من ذلك، فإنه من المحتمل حدوث صدام بين واشنطن وموسكو.

متلازمة هافانا والصحة العامة

في عامي 2016، و2017 شعر دبلوماسيون أمريكيون يعملون في سفارة واشنطن في العاصمة الكوبية، هافانا، بأعراض فقدان السمع، غالبيتهم قالوا إنهم سمعوا صوتا عاليا جدا سبب لهم اهتزازا في الدماغ بعضهم تعافى من الأعراض بعد وقت قصير. وبعضهم استمر يعاني من نوبات القلق والصداع .

الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم رجحت أن هذه الأعراض تحدث بسبب التعرض لموجات طاقة صوتية موجهة، هذه الطاقة تكون في صورة موجات إلكترومغناطيسية أو موجات ميكروويف لاترى بالعين المجردة يتم توجيهها ناحية الهدف.

دراسة أمريكية نشرت في دورية غاما العلمية قالت إن حجم المادة البيضاء في أدمغة غالبية من ظهرت عليهم أعراض متلازمة هافانا صغير جدا. هذا يجعل سرعة انتقال الإشارات العصبية داخل المخ لديهم أكبر من السرعة الطبيعية وبالتالي يظهر تأثير الموجات الكهرومغناطيسية عليهم.

ربما يعجبك أيضا