بعد أسبوع حافل.. إلى أين وصلت مؤشرات الأسواق العالمية؟

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

أنهت الأسواق العالمية، أمس الجمعة، أسبوعا حافلا بالقرارات الهامة سواء تلك التي صدرت عن عدد من البنوك المركزية المحورية في خارطة الاقتصاد العالمي وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي لتعلن عن سياساتها للمرحلة المقبلة في وقت يشهد فيه العالم موجة تضخمية غير مسبوقة، أو قرار مجموعة “أوبك بلس” الخاص بسياسة إنتاج النفط في ديسمبر والذي يأتي أيضا في توقيت حساس لأسواق الطاقة التي تشهد مستويات سعرية قوية، كما شهد الأسبوع المنصرم إعلان الكثير من الشركات الكبرى عن نتائج أعمالها للربع الثالث من 2021 ما أثر على معنويات المستثمرين وقاد المؤشرات لتقلبات على مدار جلسات الأسبوع.   

“وول ستريت” إلى مستويات قياسية

البداية من “وول ستريت”، حيث واصلت مؤشراتها الرئيسية استهداف مستويات قياسية جديدة، لتنهي تعاملات أخر جلسات الأسبوع “الجمعة” على صعود جماعي، إذ ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″بنسبة 0.4% ليغلق عند 4697 نقطة، وذلك للأسبوع الرابع على التوالي، كما صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.6% ليغلق عند 36327 نقطة، كما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بـ0.2% ليغلق عند 15971نقطة.

جاء هذا الصعود الجماعي بدعم من تقرير الوظائف الأمريكية، إذ أعلن مكتب إحصاءات العمل، أمس الجمعة، عن إضافة الاقتصاد لـ531 ألف وظيفة خلال أكتوبر وهو مستوى أعلى من التوقعات البالغة 450 ألف وظيفة، كما تراجع معدل البطالة بنحو 0.2% إلى 4.6% بنهاية الشهر الماضي، في إشارة إلى قوة تعافي أكبر اقتصاد في العالم، ساهمت في تهدئة المخاوف المتزايدة بشأن الأوضاع في سوق العمل الأمريكي، وأزمة نقص العمالة.

 كانت الأسهم تلقت دفعة إيجابية خلال الأسبوع المنصرم، تحديدا يوم الأربعاء الماضي مع إعلان المركزي الأمريكي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير “صفر إلى 0.25%” والبدء اعتبارا من نوفمبر الجاري في خفض شهري قدره 15 مليار دولار من مشترياته من سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة برهون عقارية.

هذه الأخبار دفعت مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنهاية تعاملات الأربعاء إلى الصعود بـ0.7% إلى مستوى 4660.57 نقطة في حين قفز المؤشر ناسداك المجمع بأكثر من 1% ليغلق عند 15809.65 نقطة، وربح “داو جونز” الصناعي نحو 105.64 نقطة، ليغلق عند 36158.27 نقطة.

أسواق أوروبا تواصل المكاسب للأسبوع الخامس  

إلى جانب قرار الاحتياطي الفيدرالي كانت أسواق أوروبا تترقب أيضا نتائج اجتماع نوفمبر للجنة السياسات ببنك إنجلترا والتي جاءت مخالفة لتوقعات برفع أسعار الفائدة، إذ أعلن يوم الخميس الماضي الإبقاء على معدل الفائدة عند أدنى مستوياته التاريخية 0.1% وعلى برنامج شراء السندات لدعم اقتصاد بريطانيا المتضرر من الجائحة بما مجموعه تريليون جنيه استرليني، هذه الأخبار إلى جانب تحسن معنويات السوق مع استمرار الإعلان عن نتائج الربع الثالث والتي جاءت غالبيها إيجابية وأضف إلى ذلك إعلان شركة فايزر عن تطوير عقار يقلص من احتمالات الوفاة جراء الإصابة بكورونا بنسبة 89%، وهو الخبر الذي قاد أسهم شركات السياحة الأوروبي للارتفاع بـ1.4%.

وكانت رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاجارد أكدت الأربعاء الماضي – عقب اجتماع لمجلس المحافظين- رفضها لتكهنات السوق بشأن زيادة أسعار الفائدة في عام 2022، مؤكدة أن هذه التكهنات لا تتسق مع توجهات المركزي الأوروبي المستقبلية.

في ختام تعاملات الجمعة، صعد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.1% ليغلق عند 483.4 نقطة، مسجلا مكاسب أسبوعية بنسبة 1.6%، وذلك للأسبوع الخامس على التوالي، فيما تجاوز مؤشر كاك 40 الفرنسي حاجز الـ7000 نقطة للمرة الأولى على الإطلاق، ليغلق عند 7040 نقطة مرتفعا بـ0.8%.

كما زاد فوتسي 100 البريطاني بنسبة 0.3% إلى 7303 نقاط، وصعد داكس الألماني بنحو 0.1% مسجلًا 16.054 ألف نقطة.

أسواق آسيا والشرق الأوسط.. تباين في الأداء

بالانتقال إلى آسيا نلاحظ أن الأسهم اليابانية خالفت الاتجاه الصاعد في “وول ستريت” وأسواق أوروبا، لتنهي تعاملات الأسبوع متراجعة، وسط تحذيرات من شركات صناعية كبرى من استمرار تأثير أزمة نقص الرقائق على خططها الإنتاجية، وبنهاية جلسة أمس تراجع مؤشر “نيكي” بنحو 0.6% ليغلق عند مستوى 29612 نقطة، كما هبط مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقًا بنسبة 0.7% عند 2041 نقطة.

كما تراجعت الأسهم الصينية بضغط من أسهم قطاع العقارات إلى جانب عودة معدلات الإصابة بكورونا إلى الارتفاع والدعوة إلى التأهب لإعلان حالة طوارئ في البلاد، ليتراجع مؤشر “شنغهاي المركب” في نهاية تعاملات أمس الجمعة، بـ1% عند 3492 نقطة مسجلاً خسائر أسبوعية بأعلى وتيرة منذ 7 أسابيع “بنسبة 1.6%”.

كما انخفض مؤشر “شنتشن” 0.8% إلى 2406 نقاط، ومؤشر “سي إس أي 300” بنسبة 0.5% إلى 4842 نقطة.

أما في دول الخليج، فتباين أداء المؤشرات، ففي حين واصل مؤشر سوق أبوظبي التحليق إلى مستويات تاريخية ليغلق بنهاية تعاملات الخميس الماضي – خر جلسات الأسبوع- فوق مستوى الـ8000 نقطة لأول مرة في تاريخه مرتفعا بـ0.6%، تراجع مؤشر دبي هامشيا بـ0.1% إلى مستوى3107.67 نقطة.

كما انخفض مؤشرا السوق السعودية بـ0.1% وبورصة مسقط بـ0.3%، وذلك بضغط من عمليات جني الأرباح، بعد ختامها تعاملات أكتوبر عند مستويات قياسية، فيما واصلت مؤشرات الكويت الصعود محققة مكاسب أسبوعية بـ 1.4% للمؤشر العام وبـ 2.7% لمؤشر السوق “الرئيسي”، وارتفع أيضا مؤشرا البحرين بـ2.9%، وقطر بـ1.1%.

وفي مصر، تمكن مؤشر المؤشر الرئيسي للبورصة “إيجي إكس 30” من الارتفاع على مدار جلسات الأسبوع المنصرم بـ 0.92% ليغلق عند مستوى 11612.84 نقطة، مقابل 11506.63 نقطة إغلاق الأسبوع السابق، مسجلا ثاني أطول موجة مكاسب أسبوعية في 2021.

أسواق الطاقة والمعادن

بالنسبة لأسواق النفط كانت هناك مجموعة من الأخبار التي أثرت على حركة الأسعار إلى جانب عمليات جني الأرباح بعد أن وصل خاما “برنت” و”غرب تكساس” إلى مستويات قياسية الإثنين الماضي، أهم هذه الأخبار كان إعلان منظمة أوبك وحلفائها الخميس الماضي، عن تثبيت زيادة الإنتاج المقررة بمقدار 400 ألف برميل يوميا في ديسمبر المقبل دون زيادة جديدة كما كانت تأمل واشنطن، وقبلها أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن  زيادة مخزونات الخام بـ3.3 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 29 أكتوبر إلى 434.1 مليون برميل، بوتيرة فاقت توقعات بزيادة قدرها مقارنة 2.2 مليون برميل.

هذا فضلا عن إعلان إيران عن استئناف مفاوضات الاتفاق النووي في 29 نوفمبر الجاري، في خطوة باتجاه زيادة صادراتها النفطية.

أمام هذا، سجل النفط أول خسارة أسبوعية له منذ 8 أسابيع، ليتراجع برنت بنحو 1.2% على مدار الأسبوع الأول من نوفمبر، وهبط خام غرب تكساس بـ2.8%.

على النقيض، تمكن الذهب من تسجيل مكاسب أسبوعية بـ1.8%، إذ أنهت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر تعاملات أمس الجمعة مرتفعة بنسبة 1.3% عند 1816.80 دولار للأوقية، بدعم من عزوف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة في الأجل القريب، كما ارتفعت الفضة بـ 1.2% إلى 24.05 دولار للأونصة، والبلاتين 0.7% إلى 1032.71 دولار للأونصة وصعد البلاديوم أيضا 1.3% إلى 2025.32 دولارا للأونصة.

مؤشر الدولار الأمريكي أيضا سجل مكاسب أسبوعية بـ0.22%، مدعوما بتقرير الوظائف الأمريكية، إذ ارتفع بنهاية تعاملات الجمعة – مقابل سلة من ست عملات رئيسية- إلى 94.634 وهو أعلى مستوى له منذ 25 سبتمبر 2020.

ربما يعجبك أيضا