عودة سوريا إلى الحضن العربي.. وزير الخارجية الإماراتي يزور دمشق ويلتقي الأسد

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي بهذا المستوى الرفيع إلى سوريا منذ أكثر من 10 سنوات، توجه وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى دمشق، وكان في استقباله نظيره السوري فيصل المقداد.

واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد،  الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان مع الوفد المرافق له، أمس الثلاثاء الموافق 9 نوفمبر، وجرى خلال اللقاء الذي عقد بحضور وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ومنصور فضل الله عزام وزير شؤون الرئاسة السورية، وخليفة شاهين المرر وزير دولة، وعلي محمد بن حماد الشامسي رئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية هذه الزيارة في تعزيزها وتنمية التعاون المشترك في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

و خلال اللقاء، استعرض الجانبان، تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وسوريا، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ونقل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتمنياتهم للجمهورية العربية السورية الشقيقة الاستقرار والتقدم والازدهار، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام».

c486fbd7 523e 4820 b0c1 6ff45a32cfe1

من جانبه، نقل الرئيس السوري، تحياته إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتمنياته لدولة الإمارات المزيد من التطور والازدهار والرخاء.

وأكد الأسد على العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين، مشيداً بالمواقف الموضوعية التي تتخذها دولة الإمارات.

من جانبه، أكد الشيخ عبدالله بن زايد، خلال اللقاء، حرص دولة الإمارات على أمن واستقرار ووحدة سوريا الشقيقة ودعمها لكل الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة السورية، وترسيخ دعائم الاستقرار بالبلاد وتلبية تطلعات الشعب السوري الشقيق في التنمية والتطور والرخاء.

c37218f5 f795 48e1 882e d210e6ed57ce

عودة سوريا للحضن العربي

شكلت زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى سوريا، على رأس وفد إماراتي، واللقاء الذي جمعه والرئيس السوري بشار الأسد، تأكيداً على دعم دولة الإمارات لجهود الاستقرار في سوريا.

وتشكل الزيارة دفعة للعمل العربي المشترك، الأمر الذي ينعكس بدوره على الأمن القومي العربي في ظل التحديات التي تهدد المنطقة.

وثمّن مراقبون سوريون الزيارة التي تأتي في وقت دقيق ومهم في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة والعالم بشكل عام، ووصفوها بـ« البنّاءة».

في الوقت نفسه، أبرز المراقبون تعويل بلادهم على الدور الإماراتي الكبير في إطار عودة سوريا للحضن العربي، في مواجهة التدخلات الخارجية التي تشهدها المنطقة، وبما تشكله سوريا من ثقل في العمل العربي المشترك، بمعطيات التاريخ والجغرافيا.

من جانبه، قال المستشار بالحكومة السورية عبد القادر عزوز، إن زيارة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي إلى دمشق هي محل ترحيب من قبل الدولة السورية، خاصة أن القيادة الإماراتية اتسمت بموقف متوازن حلال سنوات الحرب على سوريا.

وأشار عزوز إلى أن الزيارة جاءت تتويجاً للعديد من المبادرات الإيجابية وفيما يتعلق بالتعاون الدبلوماسي بين البلدين، وأيضاً كان هناك تبادل للوفود الاقتصادية بين البلدين، بالإضافة إلى التنسيق حول القضايا والملفات التي تخص المنطقة والإقليم عموماً، وفقا لـ«سكاي نيوز».

2903321527886658389

دور إماراتي متوازن

في شهر ديسمبر من عام 2018، أعادت الإمارات فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق، بعد 7 سنوات على إغلاقها في عام 2011.

وفي 20 من شهر أكتوبر الماضي، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، قد تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري بشار الأسد، بحثا خلاله علاقات البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصالحهما المتبادلة.

وخلال الاتصال بحث الشيخ محمد بن زايد والرئيس السوري، علاقات البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصالحهما المتبادلة، كما تناول الاتصال تطورات الأوضاع في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى مجمل القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.

وفي شهر مارس الماضي، كان الشيخ عبد الله بن زايد، قد أطلق مبادرة تدعو إلى ضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، وقال، آنذاك: «إن من الأدوار المهمة لعودة سوريا هو أن تعود لجامعة الدول العربية، وهذا يتطلب جهدا أيضا من الجانب السوري كما يتطلب جهدا من الزملاء في الجامعة».

وتعتبر زيارة الشيخ عبدالله بن زايد إلى دمشق، ترجمة عملية لتلك المبادرة الهادفة لإنقاذ سوريا وإعادتها إلى محيطها العربي الطبيعي.

واعتبر مراقبون إن المبادرة الشهيرة التي أطلقها الشيخ عبد الله بن زايد في مارس الماضي، بمثابة النداء الأخير لإنقاذ سوريا من الهاوية، ولوقف معاناة ملايين السوريين.

ودائما ما تطلق الإمارات السباق في المبادرات الانفتاحية المتتالية على سوريا، والهادفة لانتشال هذا البلد العربي المحوري من أزمته المديدة، التي تنعكس سلبا على الأمن القومي العربي، وتضر بمصالح مختلف الشعوب والبلدان العربية، وتخفيف تداعيات الحصار الإنسانية الكارثية عليها.

ربما يعجبك أيضا