قبل الانتخابات.. دعوات دولية متواصلة لسحب المرتزقة ودعم استقرار ليبيا

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

يعلق المجتمع الدولي آماله على إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في ليبيا وفق “خارطة الطريق” التي وضعتها الأمم المتحدة، ويأمل الكثيرون في إنهاء أزمة المرتزقة وانسحاب القوات والميليشيات الأجنبية من “بلد المختار”، قبل إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده المقرر يوم 24 ديسمبر المقبل، بهدف إنهاء حالة الفوضى التي غرقت فيها ليبيا منذ عام 2011.

في سياق متصل، أكد مؤتمر باريس الدولي من أجل ليبيا على الاحترام الكامل لسيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها ووحدتها الوطنية، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في الشؤون الليبية.

وأثنت الدول المشاركة في المؤتمر، أمس الجمعة، على التزام المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية بضمان إنجاح عملية الانتقال عن طريق إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر المقبل، وفق البيان الختامي الذي نشرته السفارة الفرنسية بليبيا، كما شددت على أهمية التزام جميع الجهات الليبية الفاعلة بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حرة ونزيهة وجامعة تتسم بالمصداقية في موعدها.

جهود مصرية

الجهود المصرية لا تتوقف من أجل وصول ليبيا إلى مرحلة من الاستقرار السياسي بخروج المرتزقة قبل الانتخابات المنتظرة، واتفق الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون على دعم المسار السياسي القائم في “بلد المختار”.

واتفق الجانبان على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية وتقويض “التدخلات الأجنبية غير المشروعة التي تساهم في تأجيج الأزمة”، وفق ما أفاد المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية في بيان.

خروج تدريجي

أعلن الجيش الليبي، الخميس الماضي، أنه قرر إخراج 300 مرتزق أجنبي من المناطق الخاضعة لسيطرته، كدفعة أولى، دون التقيد بشرط الخروج المتزامن والمتوازن الذي تم الاتفاق عليه بين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5.

تستبق هذه الخطوة الهامة التي قام بها الجيش الليبي، عملية البدء الفعلي في تنفيذ الخطة والرزنامة المتفق عليها بين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة، والتي تقضي بقيام كل طرف بسحب المقاتلين الأجانب إلى نقاط ومواقع متفق عليها، ثم تبدأ عملية الإجلاء التدريجي لهم بشكل متزامن ومتوازن وبحضور مراقبين دوليين تابعين للأمم المتحدة، ثم توثيق الأعداد الحقيقية للمرتزقة وتنتهي بترحيلهم على شكل دفعات متتالية.

وتضغط السلطات الليبية ودول إقليمية وغربية لإخراج كل المرتزقة الأجانب من البلد، وتعتبر أن تحقيق الاستقرار والسلام الدائم في ليبيا، يرتبط بشكل مباشر بخروج نهائي لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة.

توجه غربي

أكدت نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس، أمس الجمعة، التزام الولايات المتحدة بالعمل الدبلوماسي لتعزيز الاستقرار والديمقراطية والعدالة في ليبيا.

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون -في ختام مؤتمر دولي حول ليبيا في باريس- إن المرتزقة سيغادرون ليبيا خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدًا أن على تركيا وروسيا أن تسحبا المرتزقة من ليبيا “بدون تأخير” لأن وجودهم “يهدد الاستقرار والأمن في البلاد والمنطقة برمتها”.

من جانبه، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس كليفرلي، أمس الجمعة، إن العملية السياسية في ليبيا في مرحلة محورية، داعيًا الليبيين والمجتمع الدولي إلى العمل معًا لتعزيز سيادة البلاد. وشدد كليفرلي على ضرورة سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا “دون تأخير”.

وفي ذات السياق، دعت الجهات الليبية الفاعلة والمرشحين الليبيين على الالتزام باحترام حقوق خصومهم السياسيين وقبول نتائج الانتخابات، وهددت بفرض عقوبات على الأفراد الذين “سيحاولون القيام بأي عمل من شأنه أن يعرقل أو يقوض نتائج” الانتخابات سواء كانوا داخل ليبيا أو خارجها.

إلى ذلك أشادت بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار عبر خطة العمل الشاملة، التي أعدتها اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) لسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوى الأجنبية من البلاد، معبرة عن دعمها للخطة.

ربما يعجبك أيضا