احتجاجات السودان.. مظاهرات ضد قرارات البرهان وتعامل خشن من قوات الأمن

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

تحت شعار “لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية”، دعت لجان المقاومة الشعبية بالعاصمة الخرطوم للمشاركة والحشد فيما أسمته “مليونية الغضب”، السبت، رفضا لإطاحة الجيش السوداني بالحكومة الانتقالية وللمطالبة بإبعاد المكون العسكري عن السلطة.

قُتل خمسة متظاهرين وأصيب العشرات بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع من جانب قوات الأمن اليوم خلال احتجاجات ضد مجلس السيادة الجديد الذي شكله عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، حسبما أعلنت لجنة الأطباء المركزية في السودان. 

مليونية غضب

وقالت تنسيقيات لجان المقاومة بالخرطوم، وهي اللجان التي تقود التظاهرات في الأحياء، في بيان، نشر على الصفحة الرسمية لتجمع المهنيين السودانيين، قائد الحراك الاحتجاجي، على موقع فيسبوك: “توافقنا على أن يكون، السبت، يوما ثوريا تسير فيه مليونيات الغضب”.

وأهاب البيان بـ”الجميع داخل السودان وخارجه بالمشاركة بالفعالية في المليونية”.

بدوره، ناشد تجمع الجيولوجيون السودانيون، أحد مكونات تجمع المهنيين، بالمشاركة في “مليونية 13 نوفمبر”، وفق المصدر ذاته.

ومنذ حوالي أسبوعين يشهد السودان احتجاجات يومية، للمطالبة بحكم مدني، فيما قال البرهان، في أكثر من مناسبة، إن الجيش ملتزم بالتحول الديمقراطي، وإنه بصدد اختيار رئيس وزراء لتشكيل حكومة كفاءات، بلا انتماءات حزبية.

وأكد شهود عيان وقوع إصابات وحالات اختناق بالغاز وسط المحتجين.

وأوضحوا أنه تم اعتقال عدد من المتظاهرين بواسطة أشخاص كانوا في سيارات بلا لوحات اقتادوهم إلى جهة غير معلومة.

ولم تقتصر الاحتجاجات علي العاصمة بل امتدت إلى مدن أخري، مثل عطبرة في شمال السودان، بورتسودان في الشرق، الأبيض في الغرب، وودمدني بوسط البلاد.

مجلس جديد ومظاهرات غاضبة

وفي 25 أكتوبر الماضي، أعلن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، تلاها احتجاجات رافضة وانتقادات دولية تطالب بعودة الحكومة الانتقالية.

وشملت الفترة الماضية وساطات دولية وأفريقية لتجنيب البلاد دوامات الفوضى واضطرابات جديدة إلا أنها تعثرت في الوصول لصيغة توافق مع إصرار المكون المدني على عودة الحكومة الانتقالية، فيما أصدر البرهان، الخميس، مرسوماً دستورياً بتشكيل مجلس سيادة جديد برئاسته اعتبره محللون يزيد الأمور تعقيدا حيث خرجت احتجاجات مناوئة في الخرطوم ومناطق أخرى وسط دعوات لخروج مكثف السبت.

وعقب أداء البرهان اليمين الدستورية رئيسا لمجلس السيادة أمام رئيس القضاء فتح الرحمن عابدين خرجت مظاهرات في الخرطوم للاحتجاج على المرسوم.

ويضم المجلس الجديد 13 عضوا، 9 كانوا أعضاء في المجلس السابق، بينهم 5 من كبار ضباط الجيش، و4 أعضاء جدد حلوا محل أعضاء المجلس السابق المنتمين إلى قوى الحرية والتغيير.

وبقي في المجلس قادة الجبهة الثورية وهم مالك عقار والطاهر حجر والهادي إدريس. وحظيت المرأة بمقعدين من أصل 5 مقاعد مدنية في المجلس الجديد. فيما تم تأجيل تسمية ممثل شرق السودان في المجلس الجديد إلى حين إجراء “مزيد من المشاورات”.

وعلى الفور، شهدت مناطق عدة في العاصمة السودانية مظاهرات احتجاجية حيث أحرق محتجون غاضبون إطارات سيارات وقطعوا طرقا رئيسية في مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.

كما خرج متظاهرون في عدة أحياء سكنية في مناطق جنوب الخرطوم للتنديد بما يصفونه بـ”الانقلاب العسكري” ومطالبين بعودة الحكومة المدنية.

ربما يعجبك أيضا