قصة النجاح المصرية تلهم تونس.. والإسلاميون في حالة تخبط ورعب

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

تشهد العلاقات التونسية المصرية تطورا غير مسبوق في السنوات الأخيرة وخاصة مع صعود الرئيس الحالي قيس سعيد إلى الرئاسة في 2019.

ومثلت الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس التونسي يوم 25 يوليو لإنقاذ الدولة من الانهيار فرصة حقيقية لتعزيز هذا التعاون حيث أكدت مصر وقوفها إلى جانب تونس بعد التغييرات السياسية الأخيرة.

بل وقامت مصر بتقديم دعم لتونس في خضم الأزمة الصحية وتفشي وباء كورونا حيث أرسلت مساعدات طبية عاجلة لإنقاذ حياة عدد كبير من التونسيين الذين واجهوا المرض في حين تجاهلتهم منظومة الإسلام السياسي السابقة.

وأدى الرئيس قيس سعيد زيارة تاريخية إلى مصر في أبريل الماضي بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حيث أشاد الرئيس التونسي بجهود مصر في مختلف المجالات ودورها في الحد من انتشار التطرف والإرهاب وسعيها الدؤوب لتحقيق التنمية والتطور الاقتصادي.

وقد أثار ذلك اللقاء حينها مخاوف إخوان تونس إذ اعتبروا التقارب التونسي المصري مؤشرا خطيرا على مصالحهم.

وجاء اللقاء الأخير الذي جمع رئيسة الحكومة نجلاء بودن والرئيس المصري ليؤكد حجم تطور العلاقات بين البلدين حيث أكدت رئيسة الوزراء التونسية اهتمام بلادها بالاستفادة من قصة النجاح المصرية الملهمة بقيادة الرئيس السيسي.

وعبرت بودن اثر  لقائها السيسي على هامش انعقاد “المؤتمر الدولي حول ليبيا” في العاصمة الفرنسية باريس، الجمعة، اهتمام بلادها بنقل تجارب مصر التنموية إلى تونس من خلال التنسيق الثنائي المكثف في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والأمنية.

وأكدت بودن اعتزاز تونس بما يربطها بمصر من علاقات وثيقة ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي.

من جانبه أعرب الرئيس المصري وفق بيان للمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية عن تمنياته لنجاح حكومتها في تجاوز مختلف التحديات الحالية التي تواجه تونس الشقيقة مؤكدا على دعم مصر الكامل لتونس ولجهود الرئيس قيس سعيد والحكومة الجديدة لتحقيق الاستقرار والبناء والتنمية لصالح الشعب التونسي الشقيق.

وأكد الرئيس المصري وفق نفس البيان على استعداد مصر لتقديم كافة الإمكانات الممكنة في هذا الإطار للجانب التونسي في إطار سياسة مصر الثابتة والساعية دائماً إلى التعاون والبناء والتنمية بين الأشقاء.

تونس تستفيد من التجربة المصرية في التخلص من الإخوان

ويرى كثيرون من المتابعين للمشهد التونسي أن الرئيس قيس سعد يريد الاستفادة من التجربة المصرية في التخلص من الإخوان ومن تنظيم كان سيؤدي في النهاية إلى تدمير الدولة المصرية لولا وقوف الشعب والمؤسسة العسكرية المصرية في وجه الجماعة المتطرفة.

وهنالك أوجه شبه واضحة في التجربتين فالشعب المصري خرج يوم 30 يوليو 2013 ضد حكم الجماعة وساند الجيش هذه الخطوة وهو أمر تكرر في تونس ولو ببعض الاختلافات حيث أيد الشعب والجيش الإجراءات الاستثنائية للرئيس التونسي قيس سعيد يوم 25 يوليو بحل الحكومة السابقة وإقالة رئيسها هشام المششي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه.

ويرى مراقبون أن حديث بودن ” عن استنساخ التجربة المصرية” حديث معقول ومنطقي لأنها تجربة أثبتت فعاليتها في الحد من خطر الإخوان وفكرهم وكشف عوراته أمام الشعب والعمل على مواجهة الأفكار الظلامية التي يبنون عليها أطروحاتهم من خلال تعزيز دور الإصلاح الديني والتوعية ونشر الثقافة والهوية الوطنية الجامعة.

كما أن رئيسة الحكومة التونسية أظهرت إعجابها بقدرة مصر في فترة وجيزة تحت قيادة السيسي من إعادة النفوذ المصري في المنطقة ليواجه قوى إقليمية سعت إلى الهيمنة على المنطقة العربية مثل إيران وتركيا بعد سنوات من الضعف والغياب نتيجة حكم التيار الإسلامي.

كما تثير النجاحات الاقتصادية والتنموية التي حققتها مصر من خلال حجم الاستثمارات وتطوير البنية التحتية وبناء المدن الذكية اهتمام القيادة التونسية التي تريد تكرار التجربة لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة.

الإسلاميون يسيئون إلى العلاقات المصرية التونسية

واظهر الإسلاميون حقدا كبيرا على تونس ومصر على حد سواء حيث أرعبهم التقارب بين القيادتين.

ونشرت بعض القوى الإسلامية مجموعة من الإشاعات من بينها مشاركة ضباط مصريين في التخطيط للإجراءات الاستثنائية بل وصل الأمر إلى القول بان عناصر من المخابرات المصرية كانت موجودة في قصر قرطاج لحظة الإعلان عن إجراءات 25 يوليو.

وطبعا كل هذه الإشاعات تم تكذيبها من أطراف محيطة بالرئيس قيس سعيد حيث اعتبرتها محاولة من الإسلام السياسي في تونس لتصدير أزمته الداخلية بعد فشله الذريع في إدارة الدولة ما جعل الآلاف من التونسيين يخرجون إلى الشارع للمطالبة بالتغيير بل وحرق مقرات الحركة الإسلامية في عدد من الولايات.

ربما يعجبك أيضا