مركز الإنذار المبكر: مشاهدات شخصية.. كيف تتم البيعة في تنظيم الإخوان المسلمون؟

يوسف بنده

رؤية

نشر مركز الإنذار المبكر، شهادة حول البيعة في جماعة الإخوان المسلمين، وجاء في الشهادة: عرفت الإخوان طفلاً في الحادية عشرة من عمري، عام 1996، ذلك العام الذي شهد بيعة المرشد الخامس مصطفى مشهور، بعد ذلك بعامين أو أكثر قليلاً شاهدت في منزل أحد أساتذتي في الإخوان لوحة معلقة على الحائط، مكتوب عليها أركان البيعة العشرة!

الفهم والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والأخـوَّة والثقة.

بعد ذلك الموقف بعقدين من الزمان كنت أجلس على مقهى بشارع التحرير مع أحد شباب الإخوان والذي خرج تواً من السجن، أخبرني أنه حمل في رقبته بيعة، قال معقباً:” مَن مَاتَ وَليسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً”. قالها بنبرة ساخرة، فقد تركهم في السجن وكتب ناقداً وناقضاً لهم، ثم التفت سائلاً إن كنت بايعت، قلت:”لا أعرف!”.

عكس جميع الإخوان في مصر نشأت في قرية من توابع مركز كرداسة، يطلق عليه الناس في المحروسة قندهار مصر، وهى تسمية مبالغ فيها؛ سببها انتشار جماعات الإسلام السياسي في قرى المركز، والتي خرج منها أمراء للجهاد والجماعة الإسلامية ومسؤولون في الإخوان بالآلاف، وفي تلك القرى نحكم حكماً في ظاهره إسلامياً، أو هكذا كان الوضع قبل ثورة يونيو 2013، التي أنقذت مصر والمنطقة العربية عموماً من فيروس الطاعة الإخواني!

وفي ذلك اليوم من شهر رمضان عام 1996، اختارني أستاذي الأول في الإخوان من بين عشرات الأطفال بمسجد على مقربة من منزل أسرتي، وبدأت رحلتي مع التجهيز للبيعة، التي عرفت مصادفة أنني أعطيتها بشكل مباشر للمرشد الخامس مصطفى مشهور في بدايات الألفية الثالثة!

وفي مشهد على ضرورة الطاعة العمياء وإلا لن يكون عضو الإخوان من المقربين، جاء في الشهادة: بالعودة إلى رسائل البنا، وكتب التربية في الإخوان عرفت لماذا تقدم زملائي في الأسرة وظللت أنا على مكاني حتى تركتهم، وتذكرت ورقة المتابعة التي كنت أقدمها أسبوعياً للأستاذ عبد الصبور دون أدنى تعقيب منه، فقد كانت تلك الورقة هي سند مرور أحدهم ورحيل آخر؛ لأن مسؤول كل أسرة يرفع بشكل دوري لمسؤولي الشعبة تقرير عن كل عضو في الأسرة، وبناء على ذلك التقرير يتم التدرج في مراتب التربية، وصولاً إلى البيعة بشكلها العام، ثم الدخول في منهج تربوي آخر وصولاً إلى البيعة الخاصة للمجاهدين.

وما حدث معي أن تقاريري جميعها كانت بالسلب، فلم أكن أنصت لحديث شيخي عن رفضه حبي للقراءة، خصوصاً سلسلة الأدب العالمي للناشئين التي واظب مشروع القراءة للجميع المدعوم من وزارة الثقافة المصرية على نشرها بثمن بخس، كنت أجمعه من مصروفي الدراسي. أيضاً كنت كثير السؤال، في كل شئ، لا أستطيع إتيان مسألة دون فهمها، وكنت أرفض اتباع الأوامر، وأعاني من مشاكل تلازمني حتى اليوم في الطاعة العمياء، وهى جميعها أشياء تطعن في العضو الذي يرغب في الانتساب للجماعة، وزاد الطين بله عندما حدثت ردة فكرية وكدت أعود للجماعة مرة أخرى عام 2011، بعد ست سنوات من الترك، لكن في ذلك العام اشتعل الوطن العربي، في ثورات متتابعة بدأت بتونس، ثم وصلت إلى مصر، واشتركت فيها مثل الملايين غيري، وعندما كنت أردد في الميدان بلادي بلادي بلادي، كان الإخوان يهتفون:”الله غايتنا، الرسول قدوتنا – القرآن شرعتنا – الجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا”. وهي العبارات المختصرة لأركان البيعة العشرة في رسالة التعاليم، التي تخلق فرداً يدين بالولاء ليس للجماعة وفقط، ولكن لشخص حسن البنا، ولا يعرف غيره سواء أرض أو وطن أو أقرباء بالدم!

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا