«مت هنا أو اذهب لبولندا».. بيلاروسيا تستغل المهاجرين لأغراض سياسية

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

“مت هنا أو اذهب لبولندا”.. تحت هذا العنوان أصدرت بيلاروسيا قرارها أمام المهاجرين العالقين على الحدود مع بولندا، وفق ما وثقته منظمة هيومن رايتس ووتش، ما ينذر بامتداد أمد الكارثة الإنسانية ويعد بمزيد من الأرواح المزهقة.

كارثة إنسانية   

صرخات أطلقها وما زال يطلقها آلاف المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط، حيث أفاد لاجئون فلسطينيون قادمون من سوريا، لمجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا بأنهم يواجهون أشد أنواع الانتهاكات والتعذيب والضرب من قبل حرس الحدود البولندي، ويوضعون في حفر فردية، فضلا عن سلب كل ممتلكاتهم، إضافة إلى أنهم محرمون من الطعام والماء ويفترشون الغابات في درجات حرارة وصلت إلى حد التجمد.

ويزداد الوضع خطورة مع انخفاض درجات الحرارة في المنطقة الحدودية مع اقتراب فصل الشتاء. ويعاني الكثير من المهاجرين من عدم وجود مأوى لهم، أو امتلاكهم مجرد أماكن إقامة بدائية.

وفاة 8 مهاجرين

منظمة هيومن رايتس ووتش وثقت في آخر تقاريرها، وفاة 8 مهاجرين بسبب الأوضاع على الحدود، مؤكدة أنه تم احتجاز المهاجرين في مناطق مفتوحة رغم تدني درجات الحرارة، مشيرة إلى مواصلة البولنديين عمليات الصب للمهاجرين، في حين لا تسمح لهم بيلاروسيا بالتراجع.

يتهم التقرير، الاتحاد الأوروبي بتجاهل معاناة المهاجرين العالقين على الحدود، ويطالبه بالتحرك حالا لإنقاذهم والعمل مع بولندا لإيصال المساعدات الإنسانية إليهم، مطالبا بولندا بإيقاف عمليات الإعادة القصرية للمهاجرين، وبيلاروسيا بالسماح لهم بالعودة إلى بلادهم.

استغلال المهاجرين لأغراض سياسية

في وقت دعت فيه رئيسة المفوضية الأوروبية، بيلاروسيا للتوقف عن تعريض حياة الناس للخطر، معتبرة استغلال المهاجرين لأغراض سياسية أمر غير مقبول.

ويتهم  الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بإحضار المهاجرين إلى بلاده ثم إرسالهم إلى الحدود، واستغلالهم للانتقام من الاتحاد الأوروبي بسبب عدم اعتراف التكتل بفوزه في الانتخابات العام الماضي.

تقليص حجم الكارثة

وفي محاولة لتدارك الموقف، قال المتحدث باسم المفوضية التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد يراقب الرحلات الجوية إلى بيلاروسيا من 20 دولة، معظمها من الشرق الأوسط للحد منها. كما أعلن العراق تنظيم رحلة جوية استثنائية لإعادة المهاجرين العراقيين، فكيف ستسهم مثل هذه المحاولات في تقليص حجم الكارثة؟.

وشددت المتحدثة باسم البيت الأبيض على مواصلة واشنطن الضغط على روسيا من أجل حل أزمة المهاجرين بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي.

خفض التصعيد

وتوصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي إلى اتفاق على “خفض التصعيد” في أزمة المهاجرين، وذلك في وقت يتصاعد التوتر بين مينسك والاتحاد الأوروبي.

وكانت وزارة الخارجية البيلاروسية قد أكدت أن مينسك سترد بصرامة على حزمة العقوبات الأوروبية الجديدة، مؤكدة رفضها تحويل أزمة المهاجرين إلى مواجهة، وأنها ستدافع بشدة عن استقلال بلادها كما نفت اتهامات بروكسل أن مينسك تنسق حركة المهاجرين باتجاه أوروبا.

بناء جدار على الحدود مع بيلاروسيا

وفي ظل أزمة توافد المهاجرين على الحدود بين البلدين أعلنت بولندا أنها تعتزم البدء في بناء جدار على الحدود مع بيلاروسيا خلال العام الجاري.

ومؤخرا، شهدت أزمة المهاجرين العالقين على الحدود البولندية البلاروسية تطورات دراماتيكية على مدى الأيام الماضية، وصلت حتى تخوف جهات محلية ودولية من تحولها إلى نزاع مسلح بين الجارين النقيضين.

حرب هجينة

وترى بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، أن بيلاروسيا تستخدم المهاجرين كسلاح في “حرب هجينة” ضد الاتحاد، ردا على العقوبات التي فرضتها بروكسل على مينسك. أما بلاروسيا فاعتبرت أن بولندا، ومن ورائها حلفائها الغربيين، يستخدمون أزمة الهجرة ذريعة لتصعيد الموقف في المنطقة، في إطار الكباش السياسي الحاصل بين الدول الغربية وروسيا وحلفائها.

ربما يعجبك أيضا