بعد توتر العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.. هل اقتربت نهاية شهر العسل بين بايدن وبينيت؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

لم تعد طلبات إسرائيل تحظى بالإجماع داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، مثلما كان الأمر في الماضي.

وبات بعض التقدميين في الحزب الديمقراطي يوجهون انتقادات لم تكن توجه يوما لإسرائيل، فمثلا بعض الديمقراطيين مثل رشيدة طليب وإلهان عمر يشككون حاليا فيما يسمى بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بعدما كان ذلك أحد الثوابت التي كانت تستخدمها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتبرير العمليات العسكرية.

أسباب التوتر بين إسرائيل وواشنطن

تراجع العلاقات الأمريكية الإسرائيلية دفع معهد واشنطن للبحث عن أسباب رفض التقدميين لطلبات إسرائيل، وخلص إلى أن أحد أبرز الأسباب هو احتضان ترامب لإسرائيل في وقت ينفر فيه الديمقراطيون من كل ما أيده الرئيس السابق.

تجلى تأثير الضغط التقدمي مؤخرا في رسالة احتجاج قوية على التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية، قدمتها السفارة الأمريكية لدى تل أبيب، عقب مصادقة الاحتلال على بناء 3000 وحدة سكنية في المستوطنات.

رفض تصنيف المنظمات الفلسطينية بالإرهابية

كذلك رفضت واشنطن أيضًا قرار وزير الأمن الإسرائيلي، تصنيف منظمات المجتمع المدني الفلسطينية وهي “الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان” و”الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين”، و”الحق” و”اتحاد لجان العمل الزراعي”، و”اتحاد لجان المرأة العربية”، و”مركز بيسان للبحوث والإنماء”، كمنظمات إرهابية.

الخطوة الإسرائيلية أثارت ردود فعلٍ قاسية وسط أعضاء كونجرس ديموقراطيين، من بينهم بيتي مكولوم، العضو في مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا، والتي أصدرت بياناً رسمياً دانت فيه “إسرائيل” على إخراجها من القانون “منظمات مدنية فلسطينية شرعية تدفع حقوق الإنسان”. وقالت إن “هذه محاولة إسكات انتقادات حول حقوق الفلسطينيين.

دعوات لإلغاء القرار

بدورها ناشدت مكولوم، إدارة بايدن دعوة إسرائيل فورًا إلى إلغاء القرار وإعادة هذه المنظمات بحيث تستطيع العمل ومواصلة عملها المهم.

مكولوم لم تكن الوحيدة. مارك بوكان، عضو مجلس النواب عن ولاية ويسكنسن، غرّد على تويتر: “على إسرائيل إلغاء القرار الجارف بوسم منظمات مجتمع مدني فلسطينية بأنها منظمات إرهابية. منظمات كثيرة من بينها تعمل على تحقيق سلام للمنطقة وهي منتقدة جهورية لحماس والسلطة الفلسطينية”.

اصطدام أمريكي إسرائيلي

فضلا عن ذلك، اصطدمت الولايات المتحدة بتحذيراتٍ إسرائيلية، بشأن افتتاح قنصليتها للفلسطينيين في القدس، والتي أغلقت بقرار من ترامب عام 2019، حسبما أفاد موقع «واللا» العبري.

وكان الناطق باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أصر عقب صدور الإعلان ضد المنظمات، أنّ الولايات المتحدة لم تُطلع مسبقاً عن الإعلان، وأن “إسرائيل” لم تنقل إلى الولايات المتحدة تحديثاً محدداً فيما خص الإعلان، وقال: “نحن في اتصالات مع الشركاء الإسرائيليين من أجل الحصول على معلومات أكثر فيما خص الأساس الذي بُني عليه الإعلان. على حد علمنا، من الدقيق القول إننا لم نتلقّ معلومات محددة فيما خص إعلانٍ مستقبلي. نتوقع أن نسمع من الوفد الإسرائيلي”.

إحباطٍ متزايد في واشنطن

ويرى خبراء في الشأن الإسرائيلي، أن إصرار الولايات المتحدة على أن “إسرائيل” لم تُطلعها، يعكس دلالة على وجود مشكلة أخطر في العلاقات بين الحليفتين، أو ربما الأمر يتعلق بدلالة على إحباطٍ متزايد في واشنطن من الحكومة الجديدة في “إسرائيل” وتعاملها مع الفلسطينيين.

وطرح الكاتب الإسرائيلي “إيتامار آيخنر” في مقال لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، عدة أسئلة، أهمها: هل انتهى شهر العسل بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس الأمريكي جو بايدن؟، وما إذا كان التعنّت الأمريكي في موضوع المنظمات الفلسطينية يدلّ على مشكلة أعمق وإحباط في واشنطن من أداء الحكومة الإسرائيلية وطريقة تعاملها مع الفلسطينيين، في ظل ضرر دبلوماسي آخذ في الاتساع؟.

إعادة النظر في العلاقات مع واشنطن

ودعا الخبراء بالشأن الإسرائيلي إلى إعادة النظر في العلاقات مع الولايات المتحدة، وإجراء تعديل في السياسة الإسرائيلية الحالية التي تتسبب حاليا باحتكاك بين حكومة الاحتلال وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وخاصة فيما يتعلق بملفات البرنامج النووي الإيراني، الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني والعلاقات مع الصين.

وكانت الولايات المتحدة قد شهدت تغيرات ديمغرافية وسياسية مع عودة الحزب الديمقراطي إلى البيت الأبيض والسيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب في الكونجرس، فضلا عن التغيرات الديمغرافية والأيديولوجية في الحزب الديمقراطي نفسه واشتداد الصراع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الأمر الذي يستوجب إعادة النظر حيال العلاقات مع الولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا