الأمير تشارلز في مصر.. برنامج مكثف وزيارة تاريخية لتوطيد العلاقات الثنائية

كتبت – سهام عيد

في رسالة مفاداها التقارب والتناغم السياسي بين مصر والمملكة المتحدة، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم (الخميس) في القاهرة، الأمير تشارلز أمير ويلز وقرينته الأميرة كاميلا دوقة كورنوول، قادمان من عمان في زيارة تاريخية إلى مصر تستمر لمدة يومين.

تعد هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها ولي العهد البريطاني وقرينته إلى خارج البلاد، منذ تفشي جائحة كورونا الوبائية في العالم.

برنامج مكثف

بحسب ما أعلنته السفارة البريطانية، فإن برنامج زيارة العهد البريطاني وقرينته المكثف يتضمن لقاءات رسمية وأخرى دينية، بالإضافة إلى زيارات لمواقع تاريخية وأثرية، كما سيلتقي أمير ويلز بحرفيين ومحافظين على التراث للاحتفاء بالحرف التقليدية والدعم من المملكة المتحدة لحفظ التراث الثقافي، إلى جانب مهارات الحرفيين.

من جانب آخر، سوف يبدي أمير ويلز دعمه لمبادرة الأسواق المستدامة التي يرعاها، من خلال اجتماع لرواد أعمال شباب من القطاع الخاص لبحث فرص تنمية الأعمال بشكل مبتكر وصديق للبيئة في مصر.

ويركز برنامج زيارة دوقة كورنوول على تمكين النساء من خلال استماعها لتجارب قيادات نسائية في مصر وجهودهن لتشجيع حماية الطبيعة؛ كما ستستمع لشرح حول كيفية ابتكار النساء المعيلات لعائلاتهن لطرق لدعم أنفسهن وإعالة عائلاتهن، ويحضر صاحبا السمو الملكي حفل استقبال بريطاني- مصري للاحتفال بالروابط بين البلدين، وفي اليوم الأخير من هذه الجولة، سوف يزور صاحبا السمو الملكي مدينة الإسكندرية، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.

تأتي زيارة ولي العهد البريطاني وقرينته إلى مصر بُعيد استضافة جلاسكو لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ “cop26″، واختيار مصر لاستضافة القمة القادمة “cop 27” العام القادم بمدينة شرم الشيخ، إذ يولي الأمير تشارلز اهتماما كبيرا بمسألة التغير المناخي وانطلاقا من ذلك سيبحث خلال زيارته المقبلة إلى مصر سبل العمل معا للتصدي لتغير المناخ.

تندرج الزيارة في إطار الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات بين مصر والمملكة المتحدة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وفرصة جيدة لتفاهم في العديد من القضايا الإقليمية والعالمية لا سيما خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن مباحثات العمل سويًا للتصدي لتغير المناخ.

في غضون ذلك، رحب السفيرالبريطاني في مصر جاريث بايلي وعدد من الطلاب بزيارة أمير ويلز ودوقة كورنوول في مصر، حيث نشر مقطع فيديو، قائلين: “أهلا في مصر أم الدنيا”.

لقطات من آخر زيارة إلى القاهرة

يشار إلى أن هذه الزيارة التي يقوم بها السمو الملكي الأمير تشارلز وزوجته دوقة كورنوال إلى مصر هي ثانى زيارة رسمية لهما إلى البلاد، حيث قاما بزيارتها بـ2006 في إطار جولة عالمية شملت السعودية والهند بهدف تعزيز التفاهم والتسامح بشكل أفضل بين الأديان، ودعم مبادرات البيئة، وتشجيع فرص العمل والتدريب المستدامة للشباب.

زار حينها الأمير تشارلز وزوجته جامع الأزهر وحديقة الأزهر والمتحف المصري وواحة سيوة، وافتتح حينها الجامعة البريطانية بالقاهرة، وقال في كلمة ألقاها بجامعة الأزهر: “أعتقد من كل قلبي أن الرجال والنساء المسؤولين يجب أن يعملوا لاستعادة الاحترام المتبادل بين الأديان، وأن علينا بذل كل ما في وسعنا للتغلب على انعدام الثقة الذي يسمم حياة الكثير من الناس”، وفقا لموقع اليوم السابع.

وكان الأمير تشارلز قد زار الغردقة كجزء من جولة شهر العسل مع الأميرة ديانا عام 1981، كما قام سمو الأمير الملكي بزيارة جامع الأزهربصحبة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الراحل الإمام محمد سيد طنطاوي.

 ووفقا للمكتب الملكي، كلارنس هاوس، سيلتقي صاحبا السمو الملكي شيخ الأزهر لبحث والتحاور بشأن التناغم الديني، ودور الدين في الحفاظ على البيئة، وتعزيز الروابط الدينية بين المملكة المتحدة ومصر.

ووُلِد الأمير تشارلز في قصر باكنغهام يوم 14 نوفمبر عام 1948، وبدأ تعليمه بمدرسة (هيل هاوس) في لندن عام 1956. وفي عامه التاسع نُصّب صاحب السمو الملكي أميرا لويلز وإيرلا لتشيستر وهو لقب يُمنح تقليدياً لوريث عرش بريطانيا.

وفي عام 1969، توجت الملكة إليزابيث الأمير تشارلز رسميا، كأمير ويلز في مراسم عٌقدت بقلعة كارنارفون، مقاطعة ويلز. وتخرج الأمير من جامعة كامبريدج في عام 1970 وحصل على شهادة جامعية في التاريخ وعلم الآثار والأنثروبولوجيا.