بعد العودة العربية إلى سوريا.. هل توازن دمشق علاقتها مع طهران؟!

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

تعكس الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، إلى دمشق، التحسن الذي طرأ على العلاقات بين سوريا وعدد من الدول العربية، بعد مقاطعة امتدت لنحو 7 سنوات.

حيث بعد اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا، كما قطعت دول عربية عدة علاقاتها مع دمشق، فيما أبقت أخرى بينها الأردن على اتصالات محدودة بين الطرفين.

وقد تطرقت صحيفة “صداي إصلاحات” إلى ما يُتداول من أخبار حول محاولات الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته الحد من نفوذ إيران في سوريا، مؤكدة وجود بعض الشواهد والأدلة على هذه المساعي والمحاولات، حيث بادرت الحكومة السورية في السنوات الأخيرة على منع استيراد السيارات الإيرانية إلى داخل سوريا، بحجة الجودة الضعيفة لهذه الصناعة الإيرانية.

وأضافت الصحيفة أن تعارض المصالح بين طهران ودمشق لم يكن محصورا على الجانب الاقتصادي، بل شمل الجانب العسكري كذلك، حيث ذكرت وسائل إعلام أن بشار الأسد كان وراء عزل وتغيير قائد قوة فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني من سوريا، جواد غفاري، بسبب خلافات حول محل استقرار القوات الإيرانية هناك، وكذلك ما اعتبرته الحكومة السورية انتهاكات للسيادة السورية من قبل المسؤول العسكري الإيراني.

ونوهت الصحيفة إلى أن الخطوات التي يقوم بها بشار الأسد، لا سيما وهو مَدين لإيران وحزب الله، مدعاة للتأمل والتفكير، حيث إن الرئيس السوري قد مُني بخسائر كثيرة لكنّ إيران قد بادرت- وبعدها روسيا- إلى مساعدته وحولت الهزيمة إلى نصر وتفوق.

تقويض سيادة سوريا

أشار تقييم للجيش الاسرائيلي إلى انخفاض حدة المعارك في الساحة السورية نتيجة توازن القوى في المسرح السوري بعد سنوات من الحرب، واهتمام نظام بشار الأسد وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرساء الاستقرار السياسي لفرض سيطرة النظام على معظم الأراضي السورية بهدف الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار.

وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن “أنشطة إيران العسكرية في سوريا، بدأت تثير استياء نظام بشار الأسد لأنها تقوض سعيه لفرض سيطرته على كامل سوريا”، كما أن بوتين “بات يدرك أهمية الضربات الإسرائيلية لكبح الإيرانيين، الذين ينافسون الروس اقتصادياً في سوريا”.

وتابعت الصحيفة، أن هناك اعتقاداً داخل هيئة الأركان الإسرائيلية يدعو إلى وجوب دعم نظام بشار الأسد لبسط سيطرته على كامل سوريا، بهدف التخلص من الإيرانيين وتقليص نفوذهم في حدود إسرائيل الشمالية، لافتاً إلى أن هناك جهداً سياسياً من قبل إسرائيل لدفع الولايات المتحدة إلى دعم الأسد في إعادة إعمار سوريا.

طرد قائد فيلق القدس

ويبدو أن دمشق هي الأخرى بدأت في التوازن في علاقتها مع طهران؛ بما يشجع لعودتها إلى دائرة الجامعة العربية.

وكانت تقارير إعلامية أفادت الخميس الأسبوع الماضي بأن الرئيس بشار الأسد أمر بطرد “جواد غفاري” قائد قوة فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني من سوريا.

وبحسب تلك التقارير فإن بعض المسؤولين في حكومة الأسد واجهوا مشاكل جدية مع بعض تصرفات وأفعال غفاري، بل اعتبروها “انتهاكاً لسيادة سوريا”.

وحسب تقرير لقناة العربية، أوضح أن هناك تباطؤاً في الانتشار الإيراني العسكري جنوبي سوريا، إلا أن إيران ليست في وارد التراجع عن بناء جبهات والتموضع في تلك المنطقة.

كذلك، أكدت المصادر أن المجموعات الإيرانية المنتشرة على الأراضي السورية، تستغل الظروف الاقتصادية وتشتري أراضي جنوبي البلاد.

تهميش في خطط الإعمار

وقد صرح مسؤول إيراني، بأن إيران ”مهمشة“ في قضية إعادة الإعمار بسوريا، مشيراً إلى هيمنة تركية في هذا المجال.

وبحسب ما نقل موقع “صوت بيروت”، أوضح رضا شهرستاني عضو مجلس إدارة جمعية منتجي الصلب في إيران، لموقع ”اقتصاد أون لاين“، أن ”حكام دمشق يفكرون الآن في إعادة بناء البنية التحتية لسوريا بعد الحرب، وكان من المتوقع أن يكون لإيران نصيب كبير في إعادة إعمار المدن السورية والبناء في هذا البلد، لكن إيران أصبحت مهمشة تماماً وأصبحت بدلاً منها تركيا التي هيمنت على سوق الإسكان والتنمية في سوريا“.

وفي جانب آخر، وقبل يومين كتب موقع الغرفة التجارية في طهران أن “الحكومة السورية ألغت ترخيص واردات السيارات من إيران إلى سوريا”.

وكتبت غرفة التجارة في طهران بهذا الخصوص أن رخصة استيراد السيارات المصنوعة في إيران “ألغيت من قبل الحكومة السورية قبل عام ونصف على الأقل ولا يُسمح بدخول أي سيارات محلية الصنع إلى هذا البلد”.

وأفاد التقرير أن من أسباب منع واردات السيارات وقطع الغيار من إيران “هو فرض وتطبيق بعض المعايير الصارمة من قبل حكومة دمشق، كما أن الأخيرة رفعت أيضًا رسوم استيراد السيارات من إيران”.

ويأتي هذا بعدما أنشأت شركة “إيران خودرو” للسيارات الإيرانية منذ عدة أعوام مصنعا كبيرا لها في سوريا.

محاولة للبقاء

ومحاولة من طهران للبقاء في سوريا وتوفير الأموال التي عجزت عن توفيرها لدمشق بسبب أزمتها الاقتصادية؛ كان رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، علي رضا رشيديان، قال يوم السبت الماضي، إن بلاده توصلت لاتفاقات مهمة مع سوريا؛ بشأن استئناف الزيارات الدينية وتسيير قوافل الزوار الإيرانيين إلى سوريا، بداية من الأسابيع القليلة المقبلة.

ويبدو أن دمشق تحاول الانتهاء من المرحلة العسكرية في سوريا، وتسعى لاجبار إيران إلى الدخول إلى مساحة العلاقات الاقتصادية وفق ما تحدده الدولة السورية، فقد بحث وزیر الزراعة والإصلاح الزراعي السوري محمد حسان قطنا، أمس الأربعاء، مع وفد إیراني یمثل شرکات إیرانیة خاصة تشجیع الاستثمار والفرص الاستثماریة فی القطاع الزراعی المطروحة من قبل الوزارة.

وأکد وزیر الزراعة السوري إن قانون الاستثمار الجدید رقم 18 قدم تسهیلات کبیرة للاستثمار في المجالات کافة؛ مبیناً أن وزارته طرحت 12 مشروعاً زراعیاً للاستثمار یمکن الاطلاع علیها في هیئة الاستثمار السوریة.

ربما يعجبك أيضا