قبل أسبوع من العودة إلى فيينا.. إيران في دائرة الضغط الإقليمي والدولي

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

يبدو أن هناك غضبًا إقليميًا ودولي من تحدي إيران واستمرارها في رفع مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسب مرتفعة. فقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران رفعت بشكل ملحوظ احتياطاتها من اليورانيوم المخصب عالي النقاء في الأشهر الأخيرة، وتواصل، في الوقت نفسه، فرض قيود على عمليات الرقابة على أنشطتها النووية.

وخلال تقريرها ربع السنوي، أكدت الوكالة، أمس الأربعاء 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، أنه بحسب تقديرات مطلع نوفمبر، فقد رفعت طهران مخزونها من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، إلى 17.7 كيلوجرام، ويظهر زيادة تصل قدرها نحو 8 كيلوجرامات مقارنة بشهر أغسطس (آب) الماضي.

وأضاف تقرير الوكالة، أمس الأربعاء، أن إيران تمتلك حاليا نحو 113.8 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة (مقابل 84.3 كيلوجرام في أغسطس الماضي).

وذكر التقرير أن إيران لا تزال تمنع المفتشين الدوليين من الوصول إلى مصنع مكونات أجهزة الطرد المركزي في موقع “كرج” النووي، من أجل تركيب كاميرات المراقبة.

ونفى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي احتمال أن تكون كاميراتها للمراقبة قد استخدمت من جانب منفذي هجوم على هذا المصنع في يونيو (حزيران) الماضي، كما تدعي طهران.

كما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن دبلوماسيين مطلعين على الأنشطة النووية الإيرانية أن إيران استأنفت إنتاج معدات الطرد المركزي المتطورة في موقع حرج، والتي لم يتمكن مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مراقبتها أو الوصول إليها منذ شهور.

زيارة جروسي

وفي محاولة لتهدئة الرأي العام الدولي، كانت طهران قد وجهت دعوة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة طهران. وقد أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذریة الإیرانیة بهروز کمالوندي، أن المدیر العام للوکالة الدولیة للطاقة الذریة رافائیل جروسي سیزور إیران عصر الإثنین المقبل.

وقال کمالوندي لوکالة فارس، أمس الأربعاء: إن المدیر العام للوکالة الدولیة للطاقة الذریة رافائیل جروسی، سیزور إیران لیجري محادثات في الیوم التالي (الثلاثاء) مع کل من رئیس منظمة الطاقة الذریة الإیرانیة محمد إسلامي ووزیر الخارجیة حسین أمیر عبداللهیان.

ضغوط على طهران

وللضغط على طهران، قبل العودة إلى هذه المحادثات النووية في فيينا، في 28 نوفمبر، حتى تتمكن مجموعة 5 + 1 من التعامل مع إيران ومحاولة تسهيل العودة إلى اتفاق موحد؛ قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ ناقشا كيفية تنسيق موقفيهما عشية المحادثات النووية الإيرانية.

كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، عشية المحادثات النووية الإيرانية، القوى العالمية إلى اتخاذ إجراءات ضد تهديدات إيران.

وفي إشارة إلى نفوذ إيران والقوات التي تعمل بالوكالة عنها في لبنان وسوريا، شدد بينيت على أن إسرائيل ستحمي نفسها بقواتها بغض النظر عن نتيجة المحادثات.

وفي تحرك تاريخي؛ كان الدافع وراءه الضغط على إيران، أجرى الرئيسان الصيني شي جينبينغ، والإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أمس، أول محادثة هاتفية على الإطلاق بين رئيسَي الدولتين، تطرق خلالها الأخير إلى برنامج إيران النووي، مشدداً «على ضرورة منعها من امتلاك القدرة على صنع أسلحة ذرية».

وقال مراقبون إن المكالمة قد تكون رسالة إسرائيلية إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، وسط تحفظ إسرائيل عن استئناف المحادثات النووية نهاية الشهر الجاري في فيينا بين طهران والقوى الكبرى.

أسبوع حاسم

تكثف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهودها الرامية لتنسيق المواقف مع الحلفاء، بشأن مجموعة واسعة من المخاوف المتعلقة بإيران، عبر إرسال عدة وفود رفيعة إلى دول مجلس التعاون الخليجي.

فقد أعلن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، دانييل بنايم، عن إنشاء آلية جديدة تتألف من الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج لمعالجة المخاوف بشأن برنامج إيران النووي وأنشطتها الإقليمية.

وقال بنايم في حديث لقناة الحرة الفضائية، إن مثل هذه الآلية ستناقش خلال زيارة الوفد الأمريكي برئاسة روبرت مالي إلى المنطقة.

واستعرض المبعوث الأمريكي الخاص بإيران روبرت مالي، مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د. نايف الحجرف، مستجدات «مفاوضات فيينا»، خلال استقباله له في السعودية، أمس، في حين ذكرت «البنتاجون» أن وزير الدفاع لويد أوستن سيتوجه اليوم إلى المنامة وأبوظبي.

وقال المتحدث باسم «البنتاجون» جون كيربي إن «أوستن سيجتمع خلال زيارته مع قيادات الدولة والعسكريين في البحرين والإمارات، إضافة إلى القوات الأمريكية المتمركزة في كلا البلدين»، مؤكداً عزم بلاده دفع وتقوية الشراكات الدفاعية الدائمة والالتزام بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.

وتزامن ذلك مع إجراء مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ مناقشات مع مسؤولين سعوديين ويمنيين، في الرياض، بهدف دفع عملية السلام بين حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وجماعة «أنصار الله» الحوثية المتحالفة مع طهران، في وقت تتصاعد الاشتباكات المسلحة على عدة جبهات يمنية، في مقدمتها الحديدة ومأرب، مع تواصل محاولات الاعتداء الحوثية على المملكة، وانضم ليندركينغ إلى فريق مشترك من وكالات أميركية لتنسيق مقاربات الأمن الإقليمي خلال جولته التي تشمل المنامة.

ربما يعجبك أيضا