اختبار حقيقي لاتفاق السودان.. توجهات بحماية الاحتجاجات وقرارات جديدة بشأن المعتقلين

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

تسود حالة من الترقب في المشهد السوداني، لمواكب احتجاجية مقرر تسييرها، غدٍ الخميس، إثر دعوات أطلقتها لجان المقاومة الثورية، وأصدرر رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الأربعاء توجيهات للشرطة بحماية المظاهرات في ربوع البلاد، والشروع الفوري في إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات السابقة.

ومظاهرات الخميس هي الأولى عقب عودة حمدوك لمنصبه وتسلم مهامه رئيساً للوزراء في البلاد بمقتضى اتفاق سياسي وقعه مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.

مراجعات

أصدر رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك، توجيها بالإيقاف الفوري للإعفاءات والتعيينات بالخدمة المدنية بكافة الوحدات الحكومية علي المستويين القومي والولائي، وذلك إلى حين إشعار آخر.

وذكر مجلس الوزراء السوداني في بيان الأربعاء، أن حمدوك وجه أيضا بإخضاع حالات التعيين والإعفاءات التي تمت خلال الفترة الماضية للدراسة والتقييم والمراجعة.

وفي وقت سابق، قال حمدوك، في اجتماع مع أعضاء للمجلس المركزي القيادي لقوى الحرية والتغيير، إن تحقيقا فتح في الانتهاكات التي تمت بحق المتظاهرين منذ 25 أكتوبر الماضي.

وقُتل 41 شخصا في مظاهرات مناهضة لحالة الطوارئ التي أعلنها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الشهر الماضي.

والتقى رئيس مجلس الوزراء السوداني بثمانية عشر عضواً من أعضاء المجلس المركزي القيادي لقوى الحرية والتغيير، وناقش اللقاء الأزمة السياسية بالبلاد، والاتفاق السياسي بين رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة، وعبّر الوفد عن موافقتهم على الاتفاق السياسي ودعمهم لرئيس الوزراء.

وشدّد رئيس الوزراء وقادة المجلس المركزي القيادي للحرية والتغيير الحضور، على ضرورة استعجال إطلاق سراح كافة المعتقلين بالعاصمة والأقاليم وحماية المواكب السلمية وضمان حرية التعبير والتظاهر والتنظيم السلمي بكل أنحاء البلاد.

غاية الاتفاق

وقال حمدوك في وقت سابق، إن الاتفاق السياسي الذي وقعه مع البرهان كان بهدف وقف إراقة الدماء، وبحسب لجنة الأطباء المركزية في السودان، فإن 42 قتيلا سقطوا خلال المسيرات الاحتجاجية عقب قرارات البرهان الصادرة في 25 أكتوبر الماضي والتي قضت بفرض حالة الطوارئ وحل مجلسي الوزراء والسيادة.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك أنه بدأ مشاورات لتشكيل الحكومة الانتقالية.

وقال حمدوك خلال مع عدد محدود من الصحفيين بالخرطوم “التقيت مدراء الجامعة السودانية وبدأت مشاورات لتشكيل حكومة من كفاءات وطنية مستقلة”.

والأحد، وقع حمدوك اتفاقا يعيده إلى منصبه بعد حوالي شهر من بدء أحداث السودان والذي وضعه قيد الإقامة الجبرية.

وكان رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، قد أكد الإثنين، أنه ستكون لديه سلطة تشكيل حكومته المستقلة، بمقتضى الاتفاق الذي وقعه الأحد مع كبار قادة الجيش السوداني.

وأوضح حمدوك أنه يتوقع أن تركز الحكومة المقبلة على إعادة صياغة دستور البلاد وإجراء الانتخابات في الموعد المقرر. وقال حمدوك إن توقيع الاتفاق السياسي مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، كان ضرورة لحقن دماء الشباب ولقطع الطريق أمام عودة المؤتمر الوطني.

ويقضي الاتفاق بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة بقيادة حمدوك حتى إجراء الانتخابات، وستظل تحت إشراف الجيش. وردا على ذلك، خرج آلاف السودانيين إلى الشوارع لإدانة ما وصفوه بخيانة القضية الديمقراطية من جانب رئيس الوزراء، الذي كان الوجه المدني لحكومة انتقالية تولت بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019.

ربما يعجبك أيضا