مفاوضات فيينا.. هل تُمنح إيران فرصة جديدة؟

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

تأمل الولايات المتحدة بالعودة سريعا إلى طاولة المفاوضات مع إيران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، ورغم أن القيادة المركزية الأمريكية صرحت بأن كافة المسارات متاحة للتعامل مع الملف النووي الإيراني، إلا أنها تسعى لأن تُصبغ المفاوضات القادمة بصبغة سلمية دبلوماسية.

استئناف المفاوضات

أعلنت إيران عن استئناف محادثات فيينا مع القوى الكبرى حول إحياء الاتفاق النووي للعام 2015، في 29 نوفمبر، حسبما قال الأربعاء علي باقري كني كبير مفاوضي طهران، وسط تفاقم المخاوف الغربية من التقدم في المجال النووي الذي تحققه الجمهورية الإسلامية.

قال علي باقري كني كبير مفاوضي إيران في الملف النووي الأربعاء، إن محادثات إيران مع القوى العالمية حول إعادة الالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، سوف تستأنف يوم 29 نوفمبر، فيما تتزايد مخاوف الغرب مما تحرزه إيران من تقدم في المجال النووي.

وصرح باقري كني على تويتر “اتفقنا على بدء المفاوضات التي تستهدف إزالة العقوبات غير المشروعة وغير الإنسانية في 29 نوفمبر في فيينا”، وهو ما أكده في وقت لاحق بيانان من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وكانت طهران والقوى العالمية الست قد بدأت في أبريل بحث السبل لإنقاذ الاتفاق النووي الذي انهار في 2018، بعد سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة منه مما دفع طهران إلى انتهاك القيود الواردة به بشأن تخصيب اليورانيوم في العام التالي. لكن المحادثات توقفت منذ انتخاب الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي في يونيو والذي من المتوقع أن يتخذ نهجا متشددا عندما تستأنف المحادثات في فيينا.

مسارات أمريكا

لوّح قائد القيادة المركزية الأمريكية كينيث ماكنزي بالخيار العسكري في حال فشلت المحادثات النووية مع إيران.

وقال ماكنزي “الدبلوماسيون يتولون القيادة في هذا الأمر، لكنّ القيادة المركزية لديها دائماً مجموعة متنوعة من الخطط التي يمكننا تنفيذها إذا صدر توجيه بذلك”.

وأضاف أنّ طهران لم تتخذ قراراً للمضي قدماً في تصنيع رأس حربي حقيقي، لكنه يشاطر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مخاوفهم بشأن التقدم الذي أحرزته إيران.

وأشار ماكنزي إلى أنّ إيران لم تقم بعد بالتوصل إلى تصميم رأس حربي صغير بما يكفي ليتم تثبيته فوق أيّ من صواريخها الباليستية البالغ عددها (3) آلاف.

وقال أيضاً: “إنّ إيران أظهرت أنّ صواريخها لديها قدرة مثبتة على ضرب الأهداف بدقة، مضيفاً أنّ الشيء الوحيد الذي فعله الإيرانيون خلال الأعوام الـ3 إلى الـ5 الماضية هو بناء منصة صواريخ باليستية ذات قدرة عالية.

من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي المكلّف بالملف الإيراني روبرت مالي أنّ واشنطن لن تقف “مكتوفة الأيدي”، إذا لم تعمل إيران سريعاً على العودة إلى الاتفاق النووي خلال المحادثات التي تستأنف الأسبوع المقبل في فيينا، وفق ما أوردت رويترز.

وقال مالي: “إذا قرر الإيرانيون عدم العودة إلى الاتفاق، فسيتعين علينا أن ننظر في وسائل أخرى تشمل الدبلوماسية لمواجهة طموحات طهران النووية”.

الخلاصة أن المفاوضات المقبلة في فيينا، كل السيناريوهات فيها واردة، وكل الخيارات محتملة، ما يعني أن المواقف أو التوجهات كلها قد تُطرح في  وقت لاحق، رغم وجود رغبة في الوصول إلى تسوية تُنهي الأزمة النووية الحالية، لكن كيف يتم ذلك في ظل اتساع رقعة التفاوض؟

يبدو أن كل الأطراف المعنية بالوصول إلى التفاوض لن تترك ما يمكن أن تستخدمه لتحسين شروط الجلوس والتفاوض، مع تمسك الطرفين الأمريكي والإيراني بالسقوف العالية للشروط، التي وُضعت أمام عجلة إعادة إحياء الاتفاق النووي.

ربما يعجبك أيضا