زيارة نجلاء بودن إلى الجزائر ..بحث عن الدعم الاقتصادي دون التفريط في سيادة القرار الوطني

كريم بن صالح
رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن

رؤية_كريم بن صالح

قامت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، أمس (الخميس)، بزيارة إلى الجزائر حيث حيث كان في استقبالها في مطار هواري بومدين الدولي، الوزير الأول الجزائري وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان مرفوقًا بوزير الشؤون الخارجية والجالية بالخارج رمطان لعمامرة.

كما استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نجلاء بودن حيث تم التباحث حول العديد من الملفات الهامة بين البلدين.

وأشارت الحكومة الجزائرية في بيان إلى ” أن الزيارة تندرج في سياق التأكيد على جودة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين، وعلى الإرادة المشتركة التي تحدو الجانبين لتعزيز وتنويع التعاون، لاسيما التحضير للاستحقاقات الثنائية الهامة المقبلة”.
بدورها قالت بودن في تصريح للقناة الرسمية الجزائرية إن “الزيارة تأتي في إطار التشاور المتواصل بين البلدين من أجل رفع العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي، وأنه ستتم خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا دراسة التحديات الراهنة التي تهم البلدين”.
بدورها قالت رئاسة الحكومة التونسية إنه سيجري خلال الزيارة الإعداد لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة التونسية – الجزائرية المزمع عقدها قريبا، إضافة إلى بقية اللجان القطاعية الثنائية المشتركة”.

أما الرئاسة التونسية فعلقت على الزيارة قائلة إنه “تأكيدا للعلاقات التونسية – الجزائرية المتينة وترجمة لإرادة قيادتي البلدين للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية المتضامنة والمستديمة، استجابة لتطلعات الشعبين الشقيقين”.

وكانت الجزائر عبرت مرارا عن استعدادها لتقديم الدعم لتونس للخروج من أزمتها الاقتصادية وتعزز ذلك بتصريحات مماثلة بعد اتخاذ الرئيس قيس سعيد للإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو الماضي.

سيادة القرار الوطني وملف الصحراء

لكن الرئيس التونسي يريد ترجمة الوعود الاقتصادية الجزائرية دون التفريط في سيادة القرار الوطني خاصة وأن السلطات الجزائرية باتت تتحدث نيابة عن تونس في عدد من الملفات من بينها الموقف من إقليم الصحراء المتنازع عليه مع المغرب.

وتسعى تونس دائما إلى اتخاذ موقف الحياد في الملف والإبقاء على علاقات متوازنة مع المغرب والجزائر.

وتقول العديد من المصادر إن السلطات التونسية تعمل على إخبار الجزائريين بضرورة احترام وجهة نظر تونس في ملف الصحراء وانها ترفض استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد لتوجيه الدبلوماسية لصالح الجزائر.

ويبدو أن بودن لن تتطرق إلى المسائل السياسية والخلافية في المنطقة وأنها ستركز فقط في لقاءاتها مع المسؤولين الجزائريين على الملف الاقتصادي.

وكان وزير الخارجية التونسي الأسبق احمد ونيس طالب الحكومة التونسية بضرورة التمسك بنهج الحياد في ملف الصحراء والعمل على تقريب وجهات النظر لأن الانخراط في أي محور ستكون له الكثير من التداعيات.

ويؤكد الرئيس التونسي على سيادة القرار الوطني خاصة وأن لتبون تصريحات سابقة قال فيها ” إن الجزائر لن تسمح لأي كان أن يهدد تونس أمنيا، ولن تبقى في موقف المتفرج في حال وقوعه” وهو ما فهم منه ان تونس تخضع للهيمنة الجزائرية.

وتابع تبون في نفس السياق ” لن أقبل بالضغط على تونس، لا دخل لكم في تونس، لها دستورها ورئيسها ويمكنها تدبير أمورها بنفسها، الجزائر لن تتدخل في شؤون تونس الداخلية لأنها دولة مستقلة ويمكنها تسيير أمورها جيدا”.

علاقة الجزائر بالإسلام السياسي لا تزال تخيف تونس

وأظهرت بعض الأوساط السياسية القريبة من مؤسسة الرئاسة عن مخاوف من العلاقة المريبة التي تجمع جهات رسمية جزائرية بالإسلام السياسي في المنطقة خاصة في تونس وليبيا إضافة إلى تعزيز العلاقات الجزائرية التركية.

وكان رئيس حركة النهضة الإسلامية ورئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي تربطه علاقات وطيدة بالرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة وتواصلت في الحكم الحالي.

وقد سئل الرئيس الجزائري تبون بعد فترة من اتخاذ الرئيس قيس سعيد للإجراءات الاستثنائية حول إمكانية أن يتخذ الغنوشي من الجزائر منفى له او انه سيستقبل بشكل رسمي.

وقد كان رد تبون أن بلاده تقف من نفس المسافة مع جميع الأطراف وان الغنوشي لم يتصل بالجزائر بعد 25 يوليو.

وفي كل الأحوال تعرف العلاقات التونسية الجزائرية الكثير من التطور وسط جهود لمزيد تعزيزها مع احترام السيادة الوطنية لكل دولة.

ربما يعجبك أيضا