انتفاضة إيرانية عارمة.. عطش «أصفهان» يضع نظام الملالي في ورطة!

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

أوضاع مشتعلة ومواجهات عدة يشهدها الشارع الإيراني حاليًا مع استمرار تظاهرات “العطش” في محافظة أصفهان بوسط البلاد، وذلك على الرغم من محاولات القوات الأمنية لمنع المحتجين بالقوة، وترهيبهم للعزوف عن ما شرعوا فيه.

السلطات الإيرانية دائمًا ما تضع هذه المشاهد نصب أعينا، وكأنها تتلذذ بمواصلة عمليات الترهيب لكل المعارضين الذين ينتقدون النظام في الداخل، أو حتى طبقات الشعب البسيطة التي تحاول المطالبة بحقوقها، لكن النظام لم يتعظ مطلقًا بثورات البلدان الأخرى، ضاربًا بنتائجها عرض الحائط، حيث يبقي على انتهاجه لمبدأ القمع والترهيب.

مع استمرار الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتتالية، وخاصة عندما لا يكون لنظام الملالي القدرة على حلها، فمن الطبيعي أن نجد احتجاجات، تظاهرات، وثورات، إذ تتجه القطاعات والأشخاص المتضررة بمن فيهم الشباب للبحث عن طريق الخلاص وقد كان!.

إذ فجرت موجة عطش قاسية اجتاحت عدد من المحافظات الإيرانية، فتيل أزمة جديدة، كانت بمثابة صفعة جديدة على وجه النظام، ما دفع المواطنين إلى الاستمرار في تنظيم احتجاجات على سوء إدارة “مافيا المياه” في السلطة، بحسب ما يصف النشطاء المدنيون ونشطاء البيئة الإيرانيين.

وكانت الشرطة في المدينة التي تشهد منذ الأسبوع الماضي احتجاجات تنديد بجفاف نهر زاينده رود، ونقل المياه منه إلى الصناعات العسكرية والتجارية الحكومية، فدشنت فجر الخميس، حملة على خيام المزارعين، وهاجمت خيم الاحتجاج وأضرمت فيها النيران، كما منعت المزارعين الأصفهانيين من الاستمرار في التظاهر.

وعلى إثر ذلك تدفقت أطياف من الشعب في شوارع مدن إيران مختلفة، مطالبين بالإطاحة بهذا النظام تحت شعار “الموت لخامنئي”، و”ليسقط نظام ولاية الفقيه”.

تطورات الأحداث

وفي تطورات المشهد، استمرت المواجهات بين الشباب وبين قوات الحرس والشرطة ورجال الأمن المتنكرين في أصفهان، حتى ظهر اليوم (السبت) مما أسفر عن وقوع أكثر من 100 جريح، ونحو 300 معتقل، نتيجة لاستخدام الرصاص الكروي والغاز المسيل للدموع.

الإصابات جاءت أغلبها في الرأس والوجه، لكن معظم المصابين قد رفضوا الذهاب إلى المستشفى لتجنب الاعتقال.

وعلى الرغم من ذلك، يواصل الشباب النشامي والمزارعون في أصفهان التظاهرات والاشتباك مع قوات الحرس والباسيج وعناصر الشرطة في قاع نهر زاينده رود وفي الشوارع المحيطة به، وأجبروهم على الانسحاب في كثير من المواقع.

الموت لـ«الديكتاتور»

لقمع هذه الانتفاضة، شدد النظام الإيراني قبضته لتضيق الخناق على المحتجين، إذ عطل الإنترنت في أصفهان وبعض المدن الأخرى، مثل أورميه والأهواز، لمنع التغطية الإخبارية وانتشار الانتفاضة.

أدى ذلك إلى احتقان الشارع الأصفهاني بشكل كبير، ليواصل المزارعون وأهالي أصفهان تجمعاتهم الاحتجاجية في مختلف الأحياء، مرددين شعارات ضد جرائم حكومة نظام الملالي ودعم المزارعين.

وردد المتظاهرون في كثير من المناطق هتافات “الموت للديكتاتور”، “الموت لخامنئي”، “يا عديم الشرف”، “تجمهر هذا الحشد الكبير للنضال ضد الزعيم (خامنئي)”، “ليسقط نظام ولاية الفقيه بسبب كل هذه السنوات من الجرائم”، و”اخجل يا خامنئي، واترك البلاد “، وغيرها من الهتافات.

فيما أشعل بعض المحتجين النار في قاع نهر زاينده رود لمعالجة الغاز المسيل للدموع ورددوا هتافات: “جئنا للنضال، نتحداكم في النضال”، “على الملالي أن يرحلوا لا تنفعهم الدبابة والمدفعية”، و”الموت للشاه والملالي”.

وتم إغلاق شارع مشتاق من قبل الشباب، وأظهرت السيارات تضامنها مع المتظاهرين من خلال إطلاق أبواقها باستمرار.

ومن جانبها، وجهت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، تحياتها للمواطنين والشباب في أصفهان الذين قاوموا هجوم الحرس وإطلاق الغاز المسيل للدموع، قائلة: “إن العدو الوحيد لأصفهان وزاينده رود هو نظام ولاية الفقيه الذي احتل إيران بكاملها منذ أكثر من أربعة عقود، وقد أسر وطننا”، مؤكدة على أن الشعب قد عقد العزم على تحرير إيران من هذا النظام.

ردود أفعال

وعلى خلفية ما يشهده الشارع الإيراني، يقف النظام الإيراني على وجهين مريرين لعملة واحدة، الوجه الأول كراهية ورفض الشعب له، والوجه الثاني المجتمع الدولي، والعزلة التي قد تكون هي المحددة لخط نهاية النظام.

وفي هذا الصدد، أدانت اللجنة البريطانية من أجل إيران حرة، النظام الإيراني بشدة لقمعه وهجومه على الاحتجاجات العامة السارية في جميع أنحاء البلاد بسبب نقص المياه.

1 49

وتضامنت مع أهالي ومزارعي أصفهان والمدن الأخرى، وجميع المحافظات التي تطالب بثبات بحصصهم في المياه بجميع أنحاء إيران.

ومن جانبه، كتب وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو على “تويتر”: “قبل عام قتل النظام الإيراني أكثر من 1500 محتج.. وقام بلطجيو خامنئي في أصفهان مرة أخرى بإطلاق النار على الإيرانيين بدم بارد على الإيرانيين بسبب العطش.. أقول للشعب الإيراني الشجاع: الأمريكيون معكم”.

وفي ذات السياق، اعترف تاج زاده، أحد الخبراء الحكوميين في إيران، بأن المجتمع الإيراني عشية الانفجار بنظرة مختلفة تمامًا وتزايد الكراهية لنظام الملالي، مشيرًا إلى تغيير المرحلة قائلًا: “نحن ندخل مرحلة جديدة من اندلاع احتجاجات شعبية وعلى (النظام) أن يعد نفسه لمواجهتها، حسبما أفادت “منظمة مجاهدي خلق الإيرانية”.

وما بين هذا وذاك، القمع المتزايد من قبل النظام الإيراني، كان سببًا أساسيًا في تصاعد وتيرة الاحتجاجات الأخيرة على خلفية ندرة المياه في جميع أنحاء البلاد، لتتحول إلى احتجاجات شعبية عارمة ضد النظام وقمعه وسياساته الترهيبية التي تحولت إلى مشاريع نهب للموارد الطبيعية، على حد وصف النشطاء في إيران.

ربما يعجبك أيضا