الانتخابات المحلية الجزائرية.. خطوة هامة رغم تدني نسب المشاركة

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

فتحت مكاتب الاقتراع في الجزائر أبوابها السبت للتصويت في انتخابات محلية لتجديد المجالس البلدية والجهوية، بما يشكل مرحلة مهمة للرئيس عبد المجيد تبون لطي صفحة حكم الراحل عبد العزيز بوتفليقة تحت ضغط حركة احتجاجية غير مسبوقة.

وشدد تبون على أهمية مصداقية الانتخابات ونزاهتها، واستجابتها للتغيير الذي طالب به الحراك الشعبي. فيما اتسمت الحملة الانتخابية بالفتور في العاصمة والمناطق الأخرى ولم ينشط المرشحون كثيرا لشغل مناصب في مجالس 1541 بلدية و58 ولاية.

مرحلة هامة

في اقتراع يشكل مرحلة مهمة للرئيس عبد المجيد تبون لطي صفحة حكم الراحل عبد العزيز بوتفليقة، بدأ الناخبون الجزائريون السبت في التصويت في انتخابات محلية لتجديد المجالس البلدية والجهوية.

وأدلى الرئيس تبون بصوته برفقة زوجته في مركز انتخاب مدرسة أحمد عُروة بسطاوالي بالضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، بحسب صور عرضها التلفزيون الحكومي.

وبخصوص نسبة المشاركة عبر الرئيس الجزائري عن تفاؤله بارتفاع نسبة المشاركة مقارنة بالانتخابات النيابية. وقال “أعتقد أن نسبة المشاركة ستكون أكبر في الانتخابات المحلية (لكن) الهدف هو الوصول إلى مؤسسات شرعية بأتم معنى الكلمة، وهو ما وصلنا إليه فلا أحد يمكنه القول أنه تم تغيير نتائج انتخابات المجلس الشعبي الوطني. وهذا هدف وصلنا إليه”.

المشاركة

وبلغت  نسبة المشاركة في الساعة العاشرة 4,12% بالنسبة للتصويت على المجالس البلدية و3,90% في التصويت على مجالس الولايات، بحسب ما أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، في الساعة 12:30 (11:30 ت غ).

وارتفعت نسبة المشاركة الإجمالية المؤقتة في الانتخابات المحلية الجزائرية ارتفاعاً كبيرا خلال الفترة المسائية وصلت إلى 24 %، بعد أن سجلت نحو 13 % فقط من نسبة الناخبين.

وأوضح خبراء أنه بالمقارنة مع الانتخابات التشريعية فقد كانت نسبة المشاركة في نفس التوقيت 3,98%.

فيما وصلت نسبة المشاركة في انتخابات المجالس البلدية في التوقيت ذاته – أي الفترة الصباحية- إلى 23.30 % ما يمثل 5 ملايين و526 ألف و642 ناخب، وهي أعلى نسبة من المسجلة في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي لم تتعد حينها 23 %.

واتسمت الحملة الانتخابية التي دامت ثلاثة أسابيع بالفتور في العاصمة كما في المناطق الأخرى. وعلقت بعض الملصقات وعقدت تجمعات داخل قاعات مغلقة، ولم ينشط كثيرا المرشحون لشغل مناصب في مجالس 1541 بلدية و58 ولاية.

لكن رهان المشاركة القوية ليس الرهان الحقيقي حسب مطلعون، خصوصا بعد أن قررت الحكومة التراجع عن الدعم المباشر والعام للمواد الاستهلاكية الأساسية وتحويله إلى إعانات نقدية لصالح المحتاجين فقط.

ويقول آخرون إن الرهانات الحقيقية تتعلق بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة العام القادم، وانهيار القدرة الشرائية التي تنذر باتساع الاحتجاجات النقابية، خصوصا أن مؤشرات عديدة تدل على أن السلطة لا تملك لا الرؤية ولا الاستراتيجية لإيجاد إجابات لعمق الازمة.

عهد جديد

ويبقى مشاركة الناخبين في الاستحقاق الانتخابي هاجساً ورهاناً صعبيْن أمام السلطات الجزائرية والمرشحين من الأحزاب والمستقلين، خصوصاً بعد أن سجلت الانتخابات التشريعية أدنى نسبة مشاركة في تاريخ البلاد.

ومساء الجمعة، دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الناخبين للمشاركة بقوة في الاستحقاق الانتخابي “لاختيار منتخبيهم بناء على الجدارة والكفاءة”.

واعتبر أن المشاركة في الانتخابات هي الوسيلة الناجحة لإحداث التغيير، مستدلا على ذلك بالآية القرآنية الكريمة: “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”.

وأكد أن الانتخابات المحلية لها طابع خاص، متعهدا بإحداث تغيير جذري في قانوني البلدية والولاية لتوسيع صلاحيات المنتخبين المحليين، وهو أحد أبرز مطالب الأحزاب السياسية.

وشدد على أن “عهد شراء الذمم وتمويل الحملات الانتخابية بهدف بسط نفوذ المال الفاسد قد انتهى”.

وتحت حراسة أمنية مشددة، تجرى الانتخابات المحلية بالجزائر، إذ فعّلت السلطات الجزائرية المخطط الأمني الخاص بالمواعيد الانتخابية، بتعزيزات أمنية أمام مراكز التصويت، وتكثيف الدوريات الأمنية في المدن والشوارع الكبرى.

ربما يعجبك أيضا