بسبب «أوميكرون».. حالة من الذعر تجتاح أسواق الأسهم حول العالم

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

حالة من الذعر تجتاح العالم منذ إعلان جنوب أفريقيا الخميس الماضي عن اكتشاف سلالة جديدة من كورونا تدعى “أوميكرون”، حيث سارعت العديد من الدول إلى تفعيل قيود السفر مرة أخرى تحديدا حظر السفر من وإلى جنوب أفريقيا، وبالتزامن مع هذا بدأت أسواق الأسهم العالمية تبدي ردة فعل عنيفة، إذ هوت يوم الجمعة الماضي أخر جلسات الأسبوع بأعلى وتيرة في أكثر من عام، كما خسرت أسعار النفط نحو 10 دولارات، لتدق هذه المؤشرات الحمراء ناقوس الخطر بأن الوباء لم ينتهِ بعد وأن التعافي الاقتصادي في خطر.

أوميكرون يعيد العالم إلى دائرة قيود السفر

قالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة الماضي، إن النتائج الأولية تشير إلى أن السلالة الجديدة “أوميكرون” هي الأشد عدوى بين كل متحورات كورونا التي ظهرت حتى الآن، ووصفتها كسلالة “تبعث على القلق”.

كانت العلامات الأولى على احتمال انتشار نوع جديد من كورونا في جنوب أفريقيا قد ظهرت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، عندما زادت الإصابات بالفيروس بشكل مفاجئ وحاد، من أقل من 300 حالة في 16 نوفمبر إلى أكثر من 1200 حالة في 25 نوفمبر، ووقعت الغالبية العظمى من هذه الإصابات في جوهانسبرج، ما دفع خبراء الصحة في جنوب أفريقيا للنظر في التسلسل الجيني للعينات الفيروسية ليكتشفوا أنهم أمام سلالة جديدة أكثر عدوى من دلتا.

وعلى الرغم من منظمة الصحة العالمية حذرت من الإسراع إلى فرض قيود على السفر، داعية الدول إلى اتباع نهج علمي قائم على المخاطر، كما حظر خبراء الأوبئة من أن الوقت قد فات لتفعيل قيود السفر بغرض منع انتشار أوميكرون، إلا أن العديد من الدول بينها أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وإستراليا وكندا والسعودية والإمارات والمغرب حظرت الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا ودول مثل بوتسوانا وناميبيا وزيمبابوي وإسواتيني.

وبالفعل هناك دول غير مجاورة لجنوب أفريقيا سجلت إصابات بـ”أوميكرون” مثل بلجيكا وهونج كونج وحتى بريطانيا وإيطاليا وألمانيا.  

العالم قد ينتظر أسابيع ليفهم تماما طبيعة الطفرة الجديدة لفيروس كورونا، وما إذا كانت اللقاحات الحالية والعلاجات المتوفرة فعالة ضدها أم لا، إلا أن الدرس المستفاد من الجائحة على مدار نحو عامين هو أن التحرك المبكر فيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية دائما ما يؤتي ثماره ويحد من الخطر، لذا فلا أحد يمكنه أن يلوم الدول التي قامت بحظر السفر من وإلى جنوب أفريقيا والدول المجاورة.

أول ردة فعل من أسواق الأسهم العالمية

فور الإعلان عن قرارات حظر السفر إلى جنوب أفريقيا والبلدان المجاورة، كان من الطبيعي أن نشاهد أسهم شركات الطيران والسفر تتراجع بقوة، إلا أن الأمر امتد ليشمل غالبية الأسهم فتكبدت أسواق الأسهم العالمية في ختام تعاملات الأسبوع الماضي “يوم الجمعة” خسائر هي الأقوى منذ أكثر من عام.

في الولايات المتحدة، تراجع المؤشر داو جوز الصناعي بنسبة 2.53 % عند إغلاق جلسة 26 نوفمبر إلى 34899.34 نقطة، كما نزل المؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بـ2.27 % إلى 4594.72 نقطة، في حين هبط المؤشر ناسداك 2.23 % إلى 15491.66 نقطة.

أوروبيا، تراجع مؤشر”ستوكس يوروب 600″ بنسبة 3.7% ليسجل أسوأ أداء يومي منذ يونيو 2020، كما هوى “فايننشال تايمز 100” البريطاني 3.6%، وتراجع “داكس” الألماني و”كاك” الفرنسي بأكثر من 4%، وهوت أسهم قطاع السفر والترفيه في عموما أوروبا بنسبة 8.8 % في أكبر خسارة يومية لها منذ مارس 2020، أي في ذروة الجائحة.

في آسيا، سجلت الأسهم اليابانية أدنى مستوياتها منذ نهاية أكتوبر، ليغلق مشر نيكي متراجعا بـ2.53% عند 28751.62 نقطة، وهو أقل مستوى إغلاق منذ 25 أكتوبر، وأكبر تراجع يومي له خلال أكثر من خمسة شهور، كما ترجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.01% ليغلق عند 1984.98 نقطة وهو أقل مستوى في ستة أسابيع، جاء ذلك بضغط من أسهم شركات الطيران التي تراجعت بنحو 5.4% إلى أدنى مستوياتها في 7 أشهر، في حين تراجع مؤشر توبكس للنقل البري 2.9 % إلى أقل مستوى له في عام.

أيضا تراجعت أسهم شركات السياحة في الصين بأكثر من 1%، لينهي مؤشر شنغهاي المركب تعاملات يوم الجمعة الماضي متراجعا بنسبة 0.56% عند 3564 نقطة، فيما سجل مؤشر شنتشن تراجعًا بـ0.20% ليصل إلى 2507 نقاط.

بالنسبة لأسعار النفط فخسرت خلال أخر جلسات الأسبوع الماضي، نحو عشرة دولارات، مسجلة أكبر تراجع في يوم واحد منذ أبريل 2020، بعدما عزز اكتشاف سلالة أوميكرون مخاوف تضخم فائض المعروض العالمي في الربع الأول من 2022.

جائحة أوميكرون تضرب البورصات العربية

عدوى التراجعات العالمية التي بدأت يوم الجمعة الماضي، وصلت صباح اليوم الأحد – أولى جلسات الأسبوع للبورصات العربية-إلى شاشات التداول بالبورصات العربية ليخيم اللون الأحمر عليها مع ختام التداولات.  

وفي التفاصيل، فقد المؤشر العام للسوق السعودية مستوى الـ11 ألف نقطة لأول مرة منذ 4 أشهر، ليغلق عند مستوى 10787 نقطة متراجعا بنسبة 4.5 % كأكبر تراجع يومي منذ يونيو 2020.

كما تراجع مؤشر سوق دبي المالي بأكثر من 5% إلى مستوى 3006 نقاط، وفي أبوظبي تراجع مؤشر السوق المالية بنسبة 1.8% إلى مستوى 8300 نقطة، في ختام تعاملات اليوم الأحد.

أما في قطر، فتراجع المؤشر العام للبورصة بنسبة 2.77% بإقفاله عند مستوى 11463.91 نقطة، كما تراجعت مؤشرات بورصة الكويت بشكل جماعي فانخفض المؤشر العام بـ2.8%، وهبط مؤشر السوق الأول بـ 2.68%، ومؤشر “الرئيسي” بـ3.14%، و”رئيسي 50″ بـ3.3%، وسط خسائر سوقية بـ 1.2 مليار دينار.

وفي البحرين تراجع المؤشر العام للسوق المالية بـ1.9% إلى مستوى 1744.63 نقطة.

بالانتقال إلى مصر، نلاحظ أن المشهد لم يختلف كثيرا، إذ أنهت مؤشرات البورصة تعاملاتها اليوم على تراجع جماعي، فهبط المؤشر الرئيسي “إيجى إكس 30” بنسبة 1.34% إلى مستوى 11277 نقطة، وهبط مؤشر “إيجى إكس 50″ بنسبة 1.33%، و”إيجى إكس 30 محدد الأوزان” بنسبة 1.57%،وذلك وسط خسائر سوقية بلغت 7.4 مليار جنيه.

 ربما مشاهدة اللون الأحمر على شاشات التداول العالمية هو أمر غير مستحب للجميع سواء صناع السياسات الاقتصادية أو المستثمرين، إلا أن الأمر قد يكون مجرد ردة فعل على حالة عدم اليقين الخاصة بمتحور “أوميكرون” ومدى خطورته وقدرة اللقاحات الحالية على التصدي له من عدمها، ما يعني أننا قد نشاهد الأسواق تتحرك في قطاع عرضي خلال الفترة المقبلة –التي قد تستمر لأسابيع أو نهاية العام الجاري- في انتظار خروج خبراء الأوبئة واللقاحات بإجابات على هذه الأسئلة واستكشاف مدى قدرة العالم على احتواء هذه السلالة الجديدة والتصدي لها دون العودة إلى مربع العزلة العالمية والإغلاق العام.

ربما يعجبك أيضا