بعد الحظر.. ما مصير أموال حماس في بريطانيا؟

عاطف عبداللطيف
حركة حماس

كتب – عاطف عبداللطيف

قرار بريطاني صادم لجماعة الإخوان باعتبار حماس حركة إرهابية في المملكة المتحدة، وحظر حركة حماس الفلسطينية بشكل كامل وإدراجها ضمن قائمة منظمات الإرهاب المحظورة في البلاد، وتحذيرات من تعرض المنتمين إليها ومناصريها للسجن المشدد.

التحرك ليس تضييقًا سياسيًا فقط بل جاء ليقطع الطريق على جمع التبرعات ومنع أي نشاطات سياسية للحركة على الأراضي البريطانية التي كانت مأوى ومرتعا للإخوان ومن يعاونهم، ويحد بشكل كبير من أي قوة عسكرية أو سياسية أو مالية أو خطر لعناصر حمساوية في أوروبا، وبات السؤال يدور حول حجم أموال الحركة في بريطانيا بعد الحظر.

ولسنوات طوال دأبت حماس على جمع الأموال من الداخل معتمدة على التهريب وتمارس عمليات غسيل أموال واسعة وتهريب بضائع ممنوعة، إضافةً إلى أوروبا؛ بجانب جمع التبرعات تحت ستار دعم القضية الفلسطينية ودعم قطاع غزة، فمثلًا في قارة أوروبا كانت المحطة الرئيسية لها بريطانيا، ومن بعدها فرنسا ثم ألمانيا.

أموال حماس

دأبت حماس على توجيه أموال من منظماتها في بريطانيا لحساب بنك الإنتاج التابع للحركة في قطاع غزة، وهو بنك كان يقرض مواطني القطاع وبفوائد كبيرة رغم أن الحركة كانت تزعم أنه إسلامي ويعمل وفق الشريعة الإسلامية، كما كانت توجه أموالًا من هذا البنك لحساب نشطائها في غزة، وبعد قرار بريطانيا فقد تتوقف الأموال التي تضخ من بريطانيا لهذا البنك وتلجأ الحركة للضخ من حساباتها في بنوك تركيا للحفاظ على البنك ومنع انهياره.

بحسب مجلة “فوربس” الأمريكية، فإن الدخل السنوي لحركة حماس يزيد على 700 مليون دولار حتى العام 2018، ولدى الحركة حتى العام 2020 استثمارات في بريطانيا وحدها تزيد عن نصف مليار دولار، وحتى وقت قريب كان لقادة الحركة في بريطانيا حسابات خاصة في بنك “اتش اس بي سي”.

وعلى رأس تلك القيادات أنس التكريتي القيادي الإخواني والذي كان يتولى رئاسة مؤسسة “قرطبة” التي كانت الحركة تساهم فيها وتستغلها لجمع الأموال والتبرعات بحجة دعم القضية الفلسطينية، ومحمد كاظم صوالحة، القيادي في حماس، ومن خلال تلك الحسابات كانت الأموال تخرج وتدخل لحساب الحركة.

تعاون قديم

على مدى سنوات كان لحركة حماس تواجد كبير في أوروبا عامة وفي بريطانيا خاصة واستثمارات كبيرة، كما حاولت حركة حماس إحداث اختراق من خلال اتصالها مع الرئيس السابق لحزب العمال البريطاني جيريمي كوربين.

والتقى كوربين مع قادة من “حماس” في فلسطين بالعام 2010، وفي العام 2012، شارك في ندوة مع عدد من قادة حماس، ودعا قادة من الحركة إلى مجلس العموم البريطاني عام 2015، ولكن في العام 2016، وبعد أن اتهمته منظمات مؤيدة لإسرائيل باللاسامية فإنه اعتذر عن وصف “حماس” بالأصدقاء.

مصير مجهول

وبحسب موقع “العربية نت”، لجأت حماس لاستثمار أموالها في بريطانيا بتوجيه من قيادات التنظيم الدولي للإخوان، وأسست في بريطانيا وحدها نحو 60 جمعية خيرية ومؤسسة إغاثية وصندوقًا ماليًا لغرض جمع الأموال، حتى أن مبنى “ويست جي هاوس” في غرب لندن التابع لجماعة الإخوان، كان يضم نحو 25 منظمة وجمعية تابعة للجماعة وحماس معًا، ومن أبرز تلك الجمعيات جمعية “إم إيه بي” و”مؤسسة قرطبة” و”منظمة الإغاثة الإسلامية” التي حصلت على أموال من الحكومة البريطانية نفسها والمجلس الإسلامي، وتأسس على يد قيادات الإخوان وحماس في بريطانيا ويضم نحو 500 مؤسسة إسلامية تابعة للجماعة وحماس في جميع أنحاء بريطانيا، ثم الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية والذي يمتلك 11 فرعًا في بريطانيا وجميعها لها حسابات في بنوك بريطانيا ومهددة بالتجميد والمصادرة بعد قرار حظر الحركة.

ربما يعجبك أيضا