منتدى التعاون الصيني الأفريقي.. بكين والقارة السمراء تناقشان «سبل ترسيخ الشراكة»

إبراهيم جابر
الصين وإفريقيا

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – شهد منتدي التعاون الصيني الأفريقي، التأكيد على أهمية التعاون بين بكين والقارة السمراء وتعزيز التنمية المستدامة، وسبل ترسيخ الشراكة البناءة ، لتستكمل الرحلة التي بدأت قبل 21 عاما طريقها في تعزيز التكاتف والتضامن المشترك المبني على تحقيق المصالح والمكاسب المتبادلة بين الجانبين.

وكانت عقدت ثلاث قمم وسبعة اجتماعات وزارية منذ إقامة منتدى التعاون الصيني – الإفريقي قبل نحو 21 عاما، ليصبح منصة مهمة ونشطة للحوار الجماعي الصيني – الأفريقي وآلية فعالة للتعاون العملي ويلعب دورًا مهمًا في دفع الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين وعزز التعاون الصيني – الأفريقي في مختلف المجالات.

“مستقبل مشترك”

وانطلق، أمس (الإثنين)؛ المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدي التعاون الصيني – الإفريقي (فوكاك)، تحت عنوان “تعميق الشراكة بين الصين وأفريقيا، وتعزيز التنمية المستدامة، وبناء مجتمع صيني – أفريقي ذي مستقبل مشترك في عصر جديد”، في العاصمة السنغالية داكار بمشاركة الرئيس الصيني شي جين بينج الذي ألقى كلمة في افتتاح المؤتمر عبر الفيديو.

وذكر تقرير لسفارة الصين بالقاهرة أن المؤتمر، الذي استمرت أعماله لمدة يومين، سيقيم تنفيذ نتائج متابعة قمة منتدى بكين 2018، والوحدة الصينية الأفريقية في مكافحة جائحة “كورونا”، فضلا عن التخطيط لتطوير التعاون الصيني – الأفريقي في السنوات الثلاث المقبلة، مؤكدا أن مصر تعد دولة أفريقية كبرى واقتصاد ناشئ، وتمثل العلاقات بين الصين ومصر نموذجا لذروة واتساع وعمق العلاقات الصينية – الأفريقية.

وأضاف أن الرئيس الصيني، طرح سلسلة من المقترحات والتدابير الجديدة لسياسة الصين تجاه أفريقيا خاصة في قمة بكين، حيث أعلن عن تنفيذ “ثمانية إجراءات رئيسية”؛ لتعزيز بناء مجتمع صيني – أفريقي أوثق له مستقبل مشترك، وهو ما أصبح علامة بارزة في تاريخ العلاقات الصينية – الإفريقية.

وأفاد بأن الشركات الصينية استغلت صناديق مختلفة لمساعدة الدول الأفريقية في تنفيذ المزيد من مشروعات البنية التحتية، بما فيها بناء وتحديث أكثر من 10 آلاف كلم من السكك الحديدية وحوالي 100 ألف كيلومتر من الطرق العامة، مشيرا إلى مواصلة العمل في مشروعات البنية التحتية المشتركة حتى في ظل تفشي الجائحة، بما في ذلك خط سكة حديد (مومباسا – نيروبي) وخط سكة حديد (أديس أبابا – جيبوتي).

“التجارة الحرة”

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد خلال مشاركته عبر الفيديو كونفرانس في منتدى التعاون الصيني الأفريقي، بمشاركة الرئيس الصيني أهمية المنتدى في تعزيز التكاتف والتضامن المشترك المبني على تحقيق المصالح والمكاسب المتبادلة بين الجانبين، لمواجهة الآثار السلبية لجائحة كورونا على معدلات النمو الاقتصادي، منوها بأن التعافي الاقتصادي من الجائحة يتطلب تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بشكل يعود بالفائدة على مختلف شعوب القارة، بما في ذلك تخفيف الديون المتراكمة، فضلاً عن مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على تجاوز الأزمة الاقتصادية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي عبر صفحته ب”فيس بوك”، بأن المنتدى شهد مناقشة سبل ترسيخ الشراكة البناءة بين القارة الأفريقية والصين، بما فيها التنسيق والتشاور فيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها الجانبان في سبيل التعافي الاقتصادي من تداعيات جائحة كورونا.

وأشار السيسي إلى ضرورة استكمال تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية سعياً لتحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري، وأهمية الشراكة الفاعلة مع الصين لتنفيذ هذا التوجه، مشيراً إلى أن مصر ستسعى لتحقيقه في ظل رئاستها الحالية لتجمع الكوميسا من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية، وتحقيق التكامل بين القطاع الخاص الأفريقي ونظيره في الدول الصديقة، والتوسع في مجالات التحول الرقمي والتجارة الإلكترونية.

“مواجهة كورونا”

وشدد الرئيس المصري على أهمية تعظيم الاستفادة من الدروس المستخلصة من تجارب الدول التي قطعت شوطاً كبيراً في احتواء فيروس كورونا ونقل تلك التجارب لبناء قدرات الدول الأكثر احتياجاً لمساعدتها على تخطي تلك الأزمة، من خلال تبادل الخبرات في مجالات الوقاية والتكنولوجيا الحيوية والتصنيع الدوائي، مشيداً بالتجربة المصرية-الصينية في مجال تصنيع اللقاحات.

وبين السيسي أن تغير المناخ وتبعاته السلبية يعد أيضاً على رأس التحديات التي تتطلب تضافراً وتضامناً، أخذاً في الاعتبار الآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية لتغير المناخ على مختلف أنحاء القارة الإفريقية، مشيراً إلى اعتزام مصر خلال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، التي ستستضيفها في عام ٢٠٢٢، العمل مع كافة الأطراف باسم القارة الأفريقية ولصالحها، لضمان خروجها بنتائج متوازنة تساهم في دعم الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ، وتعزيز قدرة الدول النامية على التكيف وعلى النفاذ إلى التمويل.

وأكد ضرورة التنسيق المشترك بين أفريقيا والصين اتصالاً بالقضايا الخاصة بتعزيز السلم والأمن، بهدف تحقيق الأهداف المنشودة في أجندة التنمية الإفريقية 2063، واستناداً إلى المبادئ الخاصة بسيادة الدول واحترام أولوياتها الوطنية، معرباً في هذا الصدد عن التطلع لأن يمثل مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، الذي ستستضيف مصر مقره، نموذجاً للتعاون مع الصين على أساس نشر الأمن والاستقرار في ربوع القارة.

ربما يعجبك أيضا