اليمن.. «مأرب» قلعة الجمهورية تدحر المشروع الحوثي

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تستمر المعارك الضارية في محافظة مأرب الاستراتيجية التي تسميت مليشيا إيران في اليمن للسيطرة عليها، واستعاد الجيش اليمني والمقاومة الشعبية وقوات القبائل زمام المبادرة حيث تمكنوا من تحرير واستعادة مواقع عسكرية استراتيجية جنوب مأرب، رغم تكثيف المليشيات الحوثية الكسروية الموالية لإيران لعملياتها العسكرية، لكن قوات الشرعية في سبيل ذلك قدمت مئات الشهداء.

وفي الوقت الذي كانت تعتقد فيه إيران وقيادة الحرس الثوري الإيراني أن مأرب لقمة سائغة، خصوصا أنها تسعى لإقحام الملف اليمني كورقة ضمن المباحثات النووية مع الغرب، وفي الوقت الذي قاد فيه سفير إيران في صنعاء القائد العسكري الإيراني حسن إيرلو الخطط للهجوم على المحافظة، منيت مليشيا الحوثي بخسائر فادحة.

وبحسب إحصائيات التحالف العربي فإن المعارك في مأرب أسفرت منذ بدايتها عن مصرع 27 ألف من عناصر المليشيا الحوثية، فيما اعترفت مليشيا الحوثي نفسها بمقتل 14.700 من عناصرها في معارك مأرب منذ يونيو الماضي.

وكانت التعزيزات العسكرية من كافة أنحاء اليمن وصلت لدعم الجبهات في جنوب مأرب، فعلى سبيل المثال وصلت كتيبة شهداء مأرب المدربة بحسب الحكومة اليمنية “تدريبا عاليا والمجهزة بالأسلحة والعتاد العسكري، إلى مدينة مأرب الصامدة، للانخراط في جبهات القتال لجانب الجيش والمقاومة”.

يقول المحلل السياسي اليمني عبدالسلام محمد: “يصر الحوثي أن مأرب آخر معاركه ليسود اليمنيين، ويصر اليمنيون على أن صحراء مأرب المكان المفضل لدفن الحوثي وسلالته، يبحث الحوثي في مأرب عن نفط وغاز لبناء نظامه السلالي، ويستعد اليمنيون لتأمين الجمهورية ومعها نفط وغاز المستقبل الذي ستغذيه جيف السلالة، مأرب عقاب الله للحوثيين وإيران!”.

وأضاف:” يبدو أن مأرب لا تستنزف الحوثي أو تفككه فحسب، بل تحولت إلى محرقة ومدفن في الصحراء لكل جيفه مع إصرارهم على استهداف المدينة التي يأوي إليها ما يقارب من ثلاثة ملايين نازح.”.

عمليات التحالف

أما تحالف دعم الشرعية في اليمن فأعلن خلال الأسبوع الماضي مقتل “أكثر من ألف مسلح حوثي، حيث نفذ التحالف عشرات الغارات في المواقع الحوثيين في جبهات جنوبي مأرب، كما دمرت عشرات الآليات العسكرية.

كما دمر التحالف دعم الشرعية في اليمن، معسكر تدريبي لعناصر الميليشيا الحوثية جنوب ماهلية في محافظة مأرب، ما أسفر أسفرت عن مقتل أكثر من 60 عنصراً إرهابياً، وأشار إلى أن مليشيا الحوثي تزج بأبناء القبائل إلى “المحرقة” في مأرب.

الموقف الأممي

فيما قال المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، إن الهجوم المستمر على مدينة مأرب يقوض فرص الوصول إلى تسوية تفاوضية للنزاع في البلد العربي، وقال إن “الحلول الجزئية لن تؤدي إلى حل مستدام، يجب التركيز على الأولويات العاجلة الرامية لتخفيف أثر الحرب على المدنيين”، وتابع: “لا يوجد حل عسكري مستدام للنزاع، يجب على جميع الأطراف المتحاربة خفض العنف وإعطاء الأولوية لسلامة المدنيين بدلا من الحرص على تحقيق المكاسب العسكرية”.

نزوج الآلاف

بدورها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، ، نزوح أكثر من 15 ألف شخص خلال الشهر الجاري، جراء تصاعد النزاع في محافظة مأرب وسط اليمن.

وقالت المنظمة في بيان، إن “أكثر من 15 ألف شخص فروا في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري من المناطق المتضررة من النزاع بمأرب إلى أماكن أكثر أماناً فيها”، وأضاف البيان: “ندعو بشكل عاجل جميع الأطراف إلى إنهاء الأعمال العدائية الجارية، ونناشد الحصول على تمويل عاجل لدعم المتضررين”.

ونقل البيان عن كريستا روتنشتاينر، رئيسة بعثة المنظمة الدولية في اليمن قولها: “لم نشهد هذا القدر من اليأس في مأرب في العامين الماضيين كما شهدناه في الشهرين الماضيين”، وأضافت أن “مواقع النزوح البالغ عددها 137 في المحافظة، شهدت زيادة بنحو عشرة أضعاف في عدد الوافدين الجدد منذ سبتمبر/ أيلول 2021”.

لذا فمعركة مأرب مصيرية لليمن والعرب والمسلمين جميعا وهي بوابة لتحقيق النصر حتى استكمال استعادة الدولة اليمنية، وهزيمة القوات الحكومية فيها سيعني تغيير المعادلة الإقليمية الحالية بشكل كامل لصالح إيران.

ربما يعجبك أيضا