تأكيدًا لسياسات التهويد.. رئيس الاحتلال يقتحم الحرم الإبراهيمي في خطوة استفزازية

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

على وقع احتجاجات وغضب فلسطيني، اقتحم رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ (60 عاما)، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، جنوبي الضفة الغربية يرافقه قادة المستوطنين وأعضاء من الكنيست.

ووسط احتفالات وإجراءات عسكرية مشددة أضاء إسحاق هرتسوغ، شمعدان ما يسمى بعيد الأنوار اليهودي في الحرم الشريف إيذانًا بالاحتفال.

مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال

ورغم كل الاحتياطات التي اتخذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، من إغلاق كامل للمكان ومنع رفع أذاني العصر والمغرب ومنع دخول المصلين الفلسطينيين للمسجد، إلا أن مواجهات اندلعت بين جنود الاحتلال وعدد من المتظاهرين، عند مدخل المسجد، فرقت بالقوة.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية فإن قوات الاحتلال الإسرائيلية، اعترضت طريق الأهالي المتوجهين إلى منازلهم الواقعة في شارع الشهداء في محيط الحرم الإبراهيمي.

هتافات منددة باقتحام هرتسوغ

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن «المواجهات اندلعت بين المواطنين وقوات الاحتلال التي عززت من تواجدها في منطقة باب الزاوية وسط المدينة، دون أن يبلغ عن إصابات».

وذكر شهود عيان أن عشرات الفلسطينيين رفعوا العلم الفلسطيني عقب صلاة الظهر أمام مدخل المسجد الإبراهيمي، وهتفوا منددين باقتحام هرتسوغ.

سابقة خطيرة

من جانبها نددت الخارجية الفلسطينية، بأشد العبارات عملية الاقتحام، معتبر أنها سابقة خطيرة تؤكد حجم مشاركة الاطراف الرسمية الإسرائيلية في عمليات تهويد الحرم الإبراهيمي بأكمله.

سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت برفع العلم الإسرائيلي على سطح الحرم هذا اليوم، إلى جانب نصب الشمعدان عليه، في محاولة لتكريس تهويده بحجة الاعياد اليهودية، على طريق مخطط سياسي اسرائيلي استعماري يستغل الاعياد لتحقيق المزيد من المطامع والمشاريع الاستيطانية التوسعية في الارض الفلسطينية المحتلة، وفقا لما ذكرته الخارجية الفلسطينية.

ردود أفعال عربية وفلسطينية

وعلى صعيد ردود الأفعال العربية، دان كل من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والسعودية والأردن والكويت ومنظمة التعاون الإسلامي، وغيرها من دول العالمين العربي والإسلامي اقتحام هرتسوغ الحرم الإبراهيمي.

وأكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن استباحة رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلة، تأتي في ظل استمرار وإمعان سلطات الاحتلال في تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية، استهتارا بمشاعر المسلمين ومقدساتهم، وانتهاكا جسيما لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

إمعان في العدوانية والعنصرية

وقال قطاع فلسطين بالأمانة العامة للجامعة العربية- في بيان صحفي، اليوم: إن ما تتعرض له مدينة الخليل خاصة الحرم الإبراهيمي الشريف وآخره عملية الاقتحام من رأس السلطة الرسمية الإسرائيلية، إنما يؤكد على إمعان سلطات الاحتلال في العدوانية والعنصرية، ومواصلة إرهابها الرسمي والمنظم ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساته، في ذات المنهج الذي تمارسه سلطات الاحتلال في تهويد القدس واستهداف الحرم القدسي الشريف، وسائر أرض دولة فلسطين المحتلة.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة حكومة المملكة واستنكارها لما أقدم عليه رئيس الاحتلال الإسرائيلي من انتهاك صارخ لحرمة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، في خطوة عدائية واستفزازية لمشاعر المسلمين حول العالم.

استهتار بمشاعر المسلمين

وناشدت الخارجية السعودية المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف الممارسات المستمرة لحكومة الاحتلال ومسؤوليها تجاه المقدسات الاسلامية، وتحذر من خطورة تداعيات تلك الممارسات.

واعتبر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، هيثم أبوالفول، في بيان رسمي نشرته الوزارة بصفحتها عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، أن «هذه الخطوة المدانة والمرفوضة تمثل انتهاكا للقانون الدولي، ودعما للتطرف، واستفزازا غير مبرر، واستهتارا بمشاعر المسلمين».

وأضافت أن «اليونسكو أقرت عام 2017 بأن الحرم الإبراهيمي الشريف موقع من مواقع التراث الفلسطينية»، ودعا لوقف مثل هذه «الممارسات الاستفزازية فورا».

إمعان في تهويد الحرم الإبراهيمي

كما أعربت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان لها عن إدانة واستنكار دولة الكويت وبأشد العبارات لهذا الاقتحام، مؤكدة أن هذا الاقتحام يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين ‏ومخالفة لقرارات الشرعية الدولية وإمعانا في محاولة تهويد الحرم الإبراهيمي وتكريس السيطرة عليه واستمرارا لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وطالبت الخارجية الكويتية المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لتوفير الحماية للمقدسات وإجبار قوة الاحتلال الإسرائيلي على وقف هذه الانتهاكات الصارخة والحفاظ على حرمة الأماكن المقدسة وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق.

اعتداءات متكررة

ويعد المسجد الإبراهيمي، ثاني أهم المعالم الإسلامية في فلسطين بعد المسجد الأقصى المبارك، وينسب المسجد الذي يطلق عليه الحرم الإبراهيمي إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، المدفون فيه قبل 4 آلاف عام، ويقع في البلدة القديمة من الخليل الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي والتي يسكن فيها نحو 400 مستوطن إسرائيلي، يحرسهم حوالي 1500 ألف جندي إسرائيلي.

ومنذ عام 1994 يقسم المسجد إلى قسمين، أحدهما خاص بالمسلمين والآخر خاص باليهودـ وذلك إثر قيام مستوطن بقتل 29 مسلمًا أثناء تأديتهم صلاة الفجر فيما يعرف بمذبحة الحرم الإبراهيمي. وفي يوليو 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، الحرم الإبراهيمي موقعا تراثيا فلسطينيًا.  

دلالات سياسية ودينية

من المعروف أن الاحتلال خلال العام 2020، منع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 634 مرة، اضافة إلى منع أذان المغرب، يوميا، ومنع الأذان في صلاة العشاء يوم الجمعة من كل أسبوع، بحجة دخول السبت المقدس لليهود، ومنع الأذان بأوقات الفجر والظهر والعصر والمغرب من أيام السبت.

ويرى الخبراء أن الدلالات هنا، ليست دينية، وحسب، بل دينية سياسية، فإسرائيل لن تتنازل عن الضفة الغربية، ولن تسمح بقيام دولة فلسطينية، صغيرة أو كبيرة، لأن الضفة الغربية لها مكانة دينية عند الاحتلال، واقتحام الرئيس الاسرائيلي، لا يحمل دلالة مشاركته لليهود فقط، احتفالا دينيا، وحسب، بل ولكونه في هذا الموقع، فهو يؤكد نظرة كينونة الاحتلال إلى كل فلسطين، بما في ذلك الضفة الغربية، التي يراد فقط إدارة موضوع أهلها، باعتبارهم مجرد سكان، توطئة للوصول إلى حلول جذرية بخصوص هؤلاء السكان المؤقتين.

ربما يعجبك أيضا