«بوابة العالم».. خطة أوروبية لكبح جماح النفوذ الصيني

محمد عبدالله

رؤية- محمد عبدالله

«بوابة العالم».. خطوة أوروبية لاحتواء التمدد والنفوذ الصيني عالميا، حيث كشف الاتحاد الأوروبي عن خطة طَموحةٍ بموازنة تبلغ 300 مليار يورو للاستثمار في البنية التحتية في مختلف دول العالم. وتهدف الخطة الأوروبية لوقف النفوذ الصيني الاقتصادي عالميا، وحماية المصالح الحيوية للدول الغربية. هذه الموازنة الهائلة ستوجه للاستثمار في عدة قطاعات، وستكون الأولوية لقطاعات الصحة والطاقة النظيفة والتحول الرقمي والتعليم.

«بوابة العالم» في مواجهة «الحزام والطريق»

der leyen

بوابة العالم الأوروبية تعد مشروعا بديلا لمشروع الحرير الصيني الجديد الذي أطلقته بكين عام 2013 تحت اسم مشروع الحزام والطريق. ويقوم على تطوير البنى التحتية لتحسين علاقة الصين بآسيا وأفريقيا، إذ خصصت الصين لمشروعها قرابة 140 مليار دولار.

وترى الدول الأوروبية أن المشروع الصيني يهدف لفرض هيمنتها على دول العالم الفقيرة وعلى ممارسات يشوبها الفساد وعدم احترام حقوق الإنسان ولا يراعي معايير حماية البيئة.

غير أن مراقبين يرون بأن الخطة الأوروبية جاءت متأخرة مقارنة بالخطة الصينية التي مكنتها من التغلغل خصوصا في أفريقيا والدول العربية قبل نحو عقدين من الزمن، واليوم تستفيق أوروبا . فمنذ عام 2000 تسعى بكين إلى تعزيز نفوذها في القرن الإفريقي، من خلال أربعة قطاعات أساسية هي الطرُق و السكك الحديدية والطاقة والاتصالات.

وقبل عام تقريبا، وقعت 15 دولة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، من بينهم الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وأستراليا، وقعوا أكبر اتفاق للتجارة الحرة على مستوى العالم، و هو اتفاق “الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة” وهو اتفاق يعزز نفوذ الصين عالميا ويعد بديلا لمبادرة واشنطن التجارية التي لم تعد مطبقة حاليا.

بين واشنطن وبكين.. تقسيم العالم اقتصاديا

شيئا فشيئا يتمدد النفوذ الصيني في العالم عامة، وأوربا على وجه الخصوص وعلى حساب من؟ الولايات المتحدة الأمريكية الحليفُ الرئيسي للقارة العجوز.. دراسة لمؤسسة “بروغنوز” السويسرية للبحوث والاستشارات في وقت سابق قرعت ناقوس الخطر مشيرة إلى أن المد الاقتصادي الصيني ينذر بتبدد الهيمنة الاقتصادية الأمريكية والغربية على العالم بحلول 2040.

ومن المؤشرات على ذلك تحقيقُ الاقتصاد الصيني في عام 2020 نموا بنسبة زادت على 2 في المائة متفردا بين الكبار رغم جائحة كورونا.. بلومبرج أشارت إلى خلافات أمريكية أوروبية، بشأن التعامل مع الصين، فبينما يراها الغرب أقل تهديداً، يراها الرئيس الأمريكي جو بايدن خطرًا كبيرا ، وأنها تسعى لاستعادة نفوذها عالميًا.

وركزت بلومبرج على أن بكين تسعى لاستعادة الهيمنة والقوة الصينية، عبر التركيز على ملفات بعينها مثلَ القدراتِ العسكرية، إلى تمويل أبحاث الرقائق الإلكترونية ذات الأهمية الدولية الكبرى. ووفق الأعراف الدولية، لا ضرر في ذلك، بل إن السعي الصيني يخلق منافسة بناءة بما يجعل التطورَ التكنولوجي أكثر ازدهارًا وتأثيرًا، وركيزة للتقدُّم الاقتصادي العالمي.

فمنذ اللحظة الأولى وضعت إدارة جو بايدن مواجهة النفود الصيني على سلم أولوياتها، لاسيما على الساحة الأفريقية، حيث يتنافس الجانبان على ضخ مزيد من الاستثمارات ومن ثم النفوذ في القارة السمراء وهو ما بدا جليا في الجولة الأفريقية لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأخيرة خلال الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر الماضي والتي شملت كل من كينيا ونيجيريا والسنغال . جولة لم تأت اعتباطا حيث أن توقيت زيارة بلينكن للسنغال جاء قبل أيام من القمة الصينية- الأفريقية في داكار.

ربما يعجبك أيضا