اتحاد الشغل التونسي يضع النقاط على الحروف…لا لعودة الإخوان والحوار الوطني هو الحل

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

تونس- أكد الأمين العام الاتحاد الشغل التونسي نور الدين الطبوبي -في كلمته السبت بمناسبة الذكرى الستين لاغتيال مؤسس المنظمة فرحات حشاد على يد الاستعمار الفرنسي- أنه لا عودة إلى منظومة الإخوان ولا عودة لما قبل الإجراءات الاستثنائية التي أقرها الرئيس يوم 25 يوليو الماضي.

ودعا الطبوبي إلى ضرورة الانطلاق في حوار وطني شامل وجامع لا يقصي المنظمات الوطنية والأحزاب التي لم تنخرط في منظومة الخراب في إشارة إلى حكم الإسلاميين وحلفائهم.

وقال الطبوبي: إن التونسيين توسّموا خيرا في الرئيس قيس سعيد لاحتضان الحوار الوطني ورعايته لإنهاء حالة العطالة التي أفضت إليها خيارات الائتلافات الحاكمة المتعاقبة، ومنظومة الحكم التي تعود لها مسؤولية تفقير الشعب وتخريب اقتصاد البلاد واستنزاف ماليّتها ومواردها وارتهان قرارها السيادي للدول وللدوائر الأجنبية المالية العالمية.

وأكد أمين عام اتحاد الشغل أنهم باركوا تلك المبادرة الاستثنائية وانتصروا لها ورأوا فيها منطلقا لإنهاء التجاوزات، ولِكبح جُموح المصالح الحزبية المتدافعة، ولتجاوز فشل العشرية السابقة التي ارتهنت كلّ مسعى نحو استكمال مسار الانتقال الديمقراطي ومباشرة الإقلاع الاقتصادي.

وقال الطبوبي إنهم على يقين من أنّ هذه التدابير كان يمكن، ولا يزال بإمكانها، أن تكون خطوة حاسمة على درب تصحيح المسار الديمقراطي وإعادة الاعتبار لأهداف الثورة موضحا وقال انهم ما زالوا يعتقدون فيها مسلكا يُخرج البلاد من النفق.

وتابع الطبوبي “في المقابل نحن  مصرّون على أن تُرفق بخارطة طريق تضبط المهام والأولويّات وبإجراءات عملية تنهي حالة التردّد والغموض وتفتح الآفاق لرسم ملامح تونس الجديدة على أساس ثوابت الجمهورية المدنية الديمقراطية والاجتماعية”.

خطاب يقطع الطريق أمام النهضة

ويرى كثير من المراقبين أن أمين عام اتحاد الشغل بخطابه الأخير قطع الطريق أمام حركة النهضة الإسلامية التي سعت خلال الفترة الأخيرة إلى تأجيج الخلافات بين المنظمة العمالية الأبرز في تونس وبين الرئيس قيس سعيد.

وكان وسائل إعلام قريبة من حركة النهضة حاولوا الإيهام بان اتحاد الشغل في خصومة مع الرئيس في إشارة إلى تصريحات متوترة للطبوبي تجاه قيس سعيد ورئيسة الحكومة نجلاء بودن على خلفية بعض الملفات التي تتعلق بالإضرابات العمالية أو بطريقة مواجهة الاحتجاجات في صفاقس أو ما تردد من معلومات عن التفويت في بعض المؤسسات الحكومية للقطاع الخاص.

كما أن خطاب نور الدين الطبوبي قطع الطريق أيضا أمام محاولات بعض القوى المرتبطة بالإخوان على غرار “مواطنون ضد الانقلاب” للاستثمار في التباينات بين الرئيس سعيد والاتحاد.

وكان النائب في البرلمان المجمد والقريب من حركة النهضة ياسين العياري ادعى وجود مشاورات بين حركة النهضة واتحاد الشغل لمعارضة قرارات قيس سعيد.

لكن الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل سامي الطاهري نفى تلك المعطيات تماما وأكد أن المنظمة العمالية لا يمكنها أن تضع اليد مع من خربوا البلاد وتسببوا في انهيار اقتصادها وفتح المجال أمام الفاسدين للتغلغل في أجهزة الدولة.

الطبوبي يمد يده للرئيس مجددا

ولا حظ مراقبون أن أمين عام اتحاد الشغل يمد يده مرة أخرى للرئيس قيس سعيد من اجل تنظيم حوار وطني لا يقصي المنظمات الوطنية والأحزاب التقدمية.

وهذه الدعوة دائما ما يطلقها الطبوبي لكن اتحاد الشغل يرى أن مؤسسة الرئاسة لم تتفاعل معها بالطريقة المثلي من اجل المضي في مرحلة أكثر استقرار وتجاوز الفترة الاستثنائية بوضع آجال محددة.

ويرى اتحاد الشغل أن الانتخابات السابقة لأوانها بعد حل البرلمان طريقة موضوعية لقطع الطريق على الإخوان خاصة وان الشعب التونسي لم يعد قادرا على منح الثقة للإسلاميين أصر الكشف عن حجم فسادهم.

ولا شك في أن الطبوبي عبر عن امتعاضه من بعض القرارات التي اتخذها الرئيس دون العودة إلى المنظمات الوطنية على غرار التلميح بإصدار أوامر راسية متعلقة بحزمة إصلاحات سياسية يرى مراقبون أنها ستنشر للعموم في 17 ديسمبر.

لكن الطبوبي سرعان ما قلل من حدة تصريحاته وأكد انفتاحه على مؤسسة الرئاسة للخروج من الوضع الحالي ووضع البلاد على سكة الديمقراطية والازدهار الاقتصادي.

ويريد الطبوبي أن يعمد قيس سعيد إلى مشاورة الاتحاد في القرارات الحساسة التي تهم البلاد خاصة في المستويات الاقتصادية وخاصة مع ما يتردد من نية الحكومة للتفويت في بعض المؤسسات الحكومية للقطاع الخاص.

ويرى متابعون للشأن التونسي انه لا يمكن الخروج من الأزمة الحالية إلا بتوافقات حقيقية بين مؤسسة الرئاسة والاتحاد العام التونسي للشغل.

ربما يعجبك أيضا