أوكرانيا تضع العلاقات الروسية الأمريكية على المحك

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

فصل جديد من الخلاف يدب بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بشأن اتهامات واشنطن لـ”موسكو” حول نيتها غزو أوكرانيا، يأتي هذا فيما تزداد المخاوف الأمريكية من النشاط العسكري والحشد المسلح الروسي على الحدود مع “كييف”، سبقها مطالب أمريكية لروسيا وأوكرانيا بالعودة للحوار في إطار اتفاقات “مينسك”، ودعوة كييف لضبط النفس أمام -ما أسمتها- استفزازات موسكو.

ورغم الحديث عن محادثات ستتناول التدخل العسكري الروسي المزمع في أوكرانيا إلى جانب قضايا أخرى، عبر الفيديو بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، والمقرر لها، يوم الثلاثاء المقبل؛ فإن تراشقًا وخلافًا حادًا نشب بين وزيري خارجية البلدين أنتوني بلينكن وسيرجي لافروف، وفقًا لوكالة بلومبرج للأنباء، اليوم الأحد، بشأن أوكرانيا خلال مأدبة عشاء بحضور عشرات من زملائهم هذا الأسبوع، ولا يعرف إلى الآن، كيف ستسير النقاشات بين البلدين، وإلى مدى سيصل الخلاف الأمريكي الروسي حول أوكرانيا؟

توتر كبير

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيجعل من “الصعب” بالنسبة إلى روسيا شن أي غزو على أوكرانيا التي حذرت من هجوم محتمل واسع النطاق قريبًا، فيما تنفي موسكو نيتها مهاجمة أوكرانيا، متهمة كييف بدورها بحشد قواتها على الحدود، فيما ظهر التوتر اللفظي في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى إيجاد سبل، بما في ذلك عبر عقوبات محتملة، لمواجهة تهديد الغزو الروسي لأوكرانيا بعد حشد الرئيس فلاديمير بوتين لقواته على حدود الدولة المجاورة.

وفي وقت سابق، اتهم لافروف الغرب بدفع كييف للقيام بخطوات معادية ضد روسيا، مشيرًا إلى أن نشاط حلف الناتو يؤجج الوضع قرب حدود روسيا الغربية، وخلال لقائهما في ستوكهولم، يوم الخميس الماضي، حذر لافروف بلينكن من أن إقحام أوكرانيا باللعب الجيوسياسية الأمريكية، ستترتب عليه عواقب وخيمة.

هجوم وشيك

روسيا تخطط لاحتلال حوالي ثلثي الأراضي الأوكرانية الحالية، هكذا قالت صحيفة “بيلد” الألمانية، في وقت سابق، ونشرت الصحيفة الألمانية أيضًا مادة زعمت فيها بأنها حصلت على تفاصيل خطط موسكو لـ”غزو” أوكرانيا، كما زعمت الصحيفة أيضًا بأنها حصلت من مصادر مقربة من حلف “الناتو”، على خريطة توضح اتجاهات “الهجوم الوشيك”، وتتضمن الخريطة المنشورة 3 اتجاهات “للهجوم الروسي”، أحدها على كييف من الشمال، حسب ما ذكرت «روسيا اليوم».

وفي تعليق للمتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إنهم عندما وضعوا “خطة غزو بوتين لأوكرانيا استخدموا تسميات جغرافية  لعام 1942″، وشددت على أن الصحيفة الألمانية، أعادت في مقالتها صياغة “الصور الأمريكية” التي نشرتها مؤخرًا، “واشنطن بوست”.

ونوهت زاخاروفا بأن خريطة “الغزو” الروسية التي نشرتها الصحيفة الألمانية، تستخدم أسماء للمدن الأوكرانية غير مستخدمة في الوثائق الرسمية الروسية، على سبيل المثال، تم هناك استخدام اسم “لمبرغ” للإشارة إلى مدينة لفوف في غرب أوكرانيا، وهذه التسمية وردت على خريطة لعام 1942، عندما تم احتلال مدينة لفوف من جانب الجيش النازي.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأوكراني: إن روسيا تواصل نشر قواتها حول أوكرانيا وستكون مستعدة “لتصعيد” عسكري محتمل في نهاية يناير 2022.

وفي وقت وعد فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإعداد “مجموعة من المبادرات” تهدف إلى حماية أوكرانيا من هجوم روسي، تتهم كييف وواشنطن، موسكو بحشد قوات على الحدود والاستعداد لغزو أوكرانيا، وضمت موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014 وتدعم منذ ذلك الحين الانفصاليين الذين يقاتلون كييف في شرق البلاد، وأودى الصراع بأكثر من 13 ألف شخص.

ربما يعجبك أيضا