في ذكرى رحيل «مانديلا».. السجين الذي حصل على «نوبل»

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

«نحن نعيش في عالم غريب , حيث يمشي الفقراء أميالاً ليحصلوا على الطعام , ويمشي الأغنياء أميالاً ليهضموا الطعام». مانديلا

اليوم تمر ذكرى وفاة «نيلسون مانديلا» الذي كافح  كما كافح من قبل مارتن لوثر كينغ ومالكوم إكس من أجل نيل حقوق السود داخل بلاده بعد أن عاشوا أوضاعا صعبة في ظل سيطرة البيض على مقاليد الحكم ،وخاض الحروب حتى تحقق حلمه.

قاطع الأغصان

أشهر سجين سياسي فى العالم وحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1993، ولد نيلسون مانديلا في 18 يوليو 1918 وعانى منذ ولادته من التمييز العنصري، فوالده أسماه “روليهلاهلا” ومعناه “قاطع الأغصان” أو “المثير للمشاكل” لكنه غير اسمه بعدما اقترح عليه المعلم ذلك، كان والده رئيسا لقبيلة “التيمبو” الشهيرة، وتوفي والده ولا يزال نيلسون صغيرا، فانتخبته القبيلة خلفا لأبيه وبدأ إعداده لتولي المناصب، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة داخلية عام 1930م، ثم البكالوريوس من جامعة “فورت هار” لكنه تم فصله من الجامعة مع رفيقه “أوليفر تامبو” عام 1940م، بتهمة الاشتراك في إضراب طلابي، وعاش فترة دراسية مضطربة، وتنقل بين العديد من الجامعات وتابع دراسته بالمراسلة بمدينة “جوهانسبرج” ثم التحق بجامعة “وايت ووترساند” لدراسة الحقوق، وكانت جنوب إفريقيا في تلك الفترة خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصري الشامل، إذ لم يكن للسود الانتخاب أو المشاركة في الحياة السياسية أو إدارة شئون البلاد.

بدأ نيلسون في المعارضة السياسية لنظام الحكم في جنوب إفريقيا الذي كان بيد الأقلية البيضاء من الشعب الجنوب إفريقي، وفي عام 1942م انضم “مانديلا” إلى المجلس الإفريقي القومي، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء، وفي عام 1948م انتصر الحزب القومي في الانتخابات العامة.

زنزانة مانديلا

الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا
الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا

في 1964 حكم عليه بالسجن لمحاربته للتمييز العنصري وعاش في زنزانة مساحتها خمسة أمتار حاملا رقم السجين 46664، خلال سنوات سجنه واصلت زوجته مسيرته النضالية، وفى يوليو 1988 احتفل أشهر الموسيقيين العالميين على مدار 10 ساعات بعيد ميلاده السبعين وأعربوا عن رفضهم للتمييز العنصري وشاهد الحفل 70 ألف متفرج و100 ألف شخص عبر التلفاز ونقل الحفل في 60 دولة.

أول رئيس أسمر

في 11 فبراير 1990 أُطلق سراح نيلسون مانديلا بعد قضائه 27 عاما في السجن فعاد للحياة السياسية، وفي 10 مايو 1994 أصبح مانديلا أول رئيس من أصحاب البشرة السمراء للبلاد ، سعى نيلسون مانديلا بعد توليه سدة الرئاسة إلى الانتقال بالبلاد من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية السوداء، واستغل حب الشعب وحماسه نحو الرياضة في تعزيز المصالحة بين البيض والسود، عبر دفع السود إلى تشجيع منتخب الرجبي.

عمل مانديلا على حماية الاقتصاد الوطني من الانهيار، ووضع خطة لإعادة إعمار البلاد وتنميتها، وفي عام 1996، وقع مانديلا على مرسوم تشريع دستور جديد للبلاد، وأنشأ حكومة مركزية قوية تقوم على حكم الأغلبية، مع ضمان حقوق الأقليات وحرية التعبير، وعندما حان موعد الانتخابات العامة سنة 1999، أعلن مانديلا عزوفه عن الترشح، ورغبته في ترك العمل السياسي، ولكنه استمر في نشاطاته الرامية إلى جمع الأموال اللازمة لتشييد المدارس والمراكز الصحية في المناطق الريفية من جنوب أفريقيا، وعمل أيضًا على نشر عدد من الكتب التي تروي معاناته وكفاحه ، وسلم الرئاسة إلى “ثابو مبيكى”، في السنوات الأخيرة من حياته.

الجوائز والأوسمة

ـ جائزة نوبل للسلام عام 1993.

ـ ميدالية الحرية لرئاسة الولايات المتحدة.

ـ وسام كندا.

ـ جائزة لينين للسلام من الاتحاد السوفيتي.

ـ جائزة أتاتورك للسلام من تركيا عام 1999.

ـ منحته الملكة إليزابيث الثانية بيليف الصليب الكبير ووسام القديس جون ووسام الاستحقاق.

ـ كرم في أكثر من 50 جامعة منها هارفرد وجامعة براون.

رحيل مصدر الإلهام

عانى نيسلون مانديلا من أمراض عديدة وأدخل إلى المشفى عدة مرات خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من حياته، وفي اليوم الخامس من شهر ديسمبر عام 2013  توفي في منزله بمدينة جوهانسبورج، ليعم الحزن مختلف أرجاء العالم نظرًا للخسارة الكبيرة التي أصابت الإنسانية بوفاة هذا الرمز الذي كان وما يزال مصدر إلهام لمختلف الأشخاص الناشطين في مجال الحقوق المدنية، وأعلن عن وفاته الرئيس الجنوب إفريقي “جاكوب زوما” من خلال بيان قال فيه «وطني جنوب إفريقيا: لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين».

لا شيء في السجن يبعث على الرضا سوى شيء واحد هو توفر الوقت للتأمل والتفكير.. مانديلا

ربما يعجبك أيضا