نشاط دبلوماسي مكثف.. ماذا تحمل زيارة أبومازن إلى الجزائر وتونس؟

محمود طلعت

محمود طلعت

وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم (الأحد) إلى الجزائر في زيارة عمل رسمية تستغرق ثلاثة أيام، حيث كان في استقباله بمطار هواري بومدين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وعدد من المسؤولين الجزائريين.

الرئيس الفلسطيني يرافقه في الزيارة كل من وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وقاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ومستشار الرئيس مصطفى أبو الرب، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى الجزائر فايز أبوعيطة.

ملفات جوهرية

زيارة الرئيس عباس للجزائر تهدف للتنسيق بين الجانبين الفلسطيني والجزائري بشأن تطورات القضية الفلسطينية، كما تأتي أيضا تحضيرا للقمة العربية التي تنعقد بالجزائر في مارس المقبل، حسبما أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.

وأوضح المالكي للصحفيين أن المحادثات ستتطرق إلى قضية انضمام إسرائيل كدولة مراقب إلى الاتحاد الأفريقي، لافتا إلى أن الجزائر تقود حراكا داخل الاتحاد الأفريقي لمنع انضمامها.

وسبق أن جرى تأجيل الانضمام حتى عقد القمة الأفريقية المقررة في فبراير المقبل.

وأكد المالكي أن المحادثات الفلسطينية مع القيادة الجزائرية ستتطرق إلى وضع استراتيجية على وجه السرعة، لتوزيع الأدوار ما بين الجانبين خلال الأيام المقبلة وحتى انعقاد القمة لمنع إسرائيل من الانضمام للاتحاد الأفريقي.

الرئيس الفلسطيني سيتوجه بعد الجزائر إلى تونس بناءً على دعوة من التونسي قيس بن سعيد، لبحث العلاقات الثنائية ودور تونس في الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية، ومن المنتظر أن يفتتح عباس خلال زيارته لتونس المبنى الجديد لسفارة دولة فلسطين.

دبلوماسية مكثفة

وكثّف عباس نشاطه الدبلوماسي في الأسابيع القليلة الماضية مع شعور الفلسطينيين المتزايد بالإحباط من تباطؤ الإدارة الأمريكية في دعم مسار سياسي، وهو تباطؤ شكا منه عباس في اجتماعات مركزية «فتح» وتنفيذية المنظمة.

وفي الفترة الأخيرة، أجرى الرئيس الفلسطيني سلسلة زيارات خارجية، لبحث آخر تطورات القضية الفلسطينية وبحث إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام مع إسرائيل في ظل تعطل المفاوضات منذ أعوام.

وشملت تلك الزيارات مصر في 2 سبتمبر، ثم إيطاليا في 31 أكتوبر، وروسيا في 23 نوفمبر، وقطر في 29 نوفمبر، وسبقها اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.

الرباعية الدولية

ويأمل الرئيس الفلسطيني بتجاوب المجتمع الدولي مع خطته من أجل تفعيل الرباعية الدولية بشكل أساسي، ثم إطلاق مؤتمر دولي للسلام تنتج عنه آلية دولية متعددة الأطراف من الرباعية الدولية ودول أخرى لرعاية مفاوضات بين الجانبين.

وتشكّلت اللجنة الرباعية الدولية عام 2002، بهدف رعاية المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، لكنها توقفت عن العمل بسبب اعتقاد الأطراف أنّ دورها غير فاعل أو مؤثر.

وسيناقش المجلس المركزي، وهو أعلى هيئة تشريعية فلسطينية، في اجتماع مرتقب بداية الشهر المقبل في حال انعقاده الخيارات المتاحة أمام القيادة الفلسطينية.

a3952831 e785 49e3 be21 1b9e0d95ec1f 1

إنهاء الاحتلال

وفي سبتمبر الماضي أطلق الرئيس عباس مبادرة في خطابه في الأمم المتحدة وأعطى خلالها إسرائيل مهلة عام من أجل إنهاء احتلالها وإلا فسيتخذ إجراءات.

ويوجد أمام القيادة الفلسطينية خيارات عدة، منها وقف اتفاقات مع إسرائيل وتعليق الاعتراف بها وإنهاء المرحلة الانتقالية عبر إعلان دولة تحت الاحتلال، والتحلل من قرارات الشرعية الدولية.

وكل ذلك سيتم دراسته بتأنٍ وبحثه خلال اجتماع المجلس المركزي الذي سيكون على جدول أعماله أيضا ترتيب الأوراق داخل منظمة التحرير وملء الشواغر.

وسيحمل عباس معه قرارات «المركزي» إلى اجتماع القمة العربية، حيث يرغب الرئيس الفلسطيني في الحصول على أكبر دعم عربي ممكن لمبادرته المتعلقة بإطلاق عملية سلام أو القيام بإجراءات من طرف واحد إذا فشلت المهمة الأولى.

ربما يعجبك أيضا