قمة بايدن – بوتين.. هل تنزع فتيل الحرب في أوكرانيا ؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

يهيمن التوتر على الحدود الأوكرانية على جدول أعمال القمة الافتراضية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لأول مرة منذ قمة جنيف في حزيران الماضي. قمة تأتي في ظل مخاوف من تدخل عسكري روسي في أوكرانيا، فيما يراهن عليها البعض في أن تخفض حدة التصعيد بين موسكو وواشنطن.

فهل الدبلوماسيةُ التي تمارسها واشنطن كافيةٌ لوحدها لمنع موسكو من تنفيذ عمل حربيّ ضدّ الأراضي الأوكرانية؟ وما هي الخيارات المتاحة أمام الرئيس بايدن، غير العقوبات الاقتصادية، لردع پوتين عن تحقيق حلمه القومي وضمّ أراضٍ أوكرانية؟ وهل تتجرأ الولايات المتحدة والـناتو بالتدخل عسكريا فيما لو طلبت كييڤ المساعدة؟

عقوبات متوقعة

عشية قمة هاتفية اليوم بين بايدن وبوتين نسّق قادة الدول الغربية بمن فيهم أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها من أجل فرض عقوبات اقتصادية قاسية إن مضى بوتين بغزو أوكرانيا.

«أنا على اتصال تام بالحلفاء الأوروبيين والمسؤولين الأوكرانيين، وما أفعله هو تجميع ما أعتقد أنه أكثر مجموعة من المبادرات شمولية وذات مغزى لجعل الأمر صعبا للغاية على الرئيس الروسي للمضي قدما وفعل ما يخشى الناس أن يفعله». هكذا صرح بايدن معربا عن خشيته من الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية.

مسؤول كبير في البيت الأبيض، أعلن أن واشنطن مستعدة لفرض عقوبات اقتصادية على موسكو وزيادة انتشارها العسكري في أوروبا الشرقية إذا ما شنّت روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا، مستبعدا ردا عسكريا أمريكيا مباشرا. وقال مسؤولون أمريكيون إن بايدن سيخبر بوتين بأن روسيا وبنوكها ستتأثران بأقسى العقوبات الاقتصادية إذا ما أقدمت على غزو أوكرانيا.

في المقابل، وفي حال فرض عقوبات اقتصادية غربية على روسيا فلن تكون لها تأثير ملحوظ على موسكو، فهي لا تعدو أن تكون أداة ضمن استراتيجية شاملة للتعامل مع خصم عنيد.

فإيران أو روسيا أو حتى كوريا الشمالية خلال العقدين الماضيين جميعها تلاعبت بالعقوبات الدولية وتهربت منها بطرق كثيرة فضلا عن استبعاد الإجماع الأوروبي على فرض عقوبات اقتصادية على موسكو.

كييف خارج الناتو

يرى مراقبون أن ما تهدف إليه موسكو من التصعيد مع الجارة الأوكرانية وحشد قواته العسكرية على الحدود هو إبعاد كييف من الانضمام لحلف الناتو، وهو ما يمكن حدوثه بدون غزو عسكري روسي للأراضي الأوكرانية والتي من شأنها أن تشعل فتيل حرب شاملة مع أوروبا وأمريكا.

فموسكو التي ترغب في إظهار الرئيس الأمريكي ضعيفا ومعزولا، لديها اليوم أكثر من 5 آلاف من المستشارين على الأراضي الأوكرانية التي تحتلها وهذا يعني أن الغزو قد حدث بالفعل وأن روسيا لن تقوم بهجوم ثان على أوكرانيا.

المخاوف الروسية من انضمام كييف لحلف الناتو ، تبدو غير واقعية خاصة وأن الدب الروسي الذي سعى دوما لإضعاف جيرانه هو من أجبرهم إلى الرغبة في الانضمام إلى الناتو.

وبالنظر إلى الجيش الأوكراني نجد أنه طور من قدراته خلال السنوات الأخيرة من حيث الصواريخ الأمريكية المضادة للدبابات والعديد من المسيرات التركية التي من شأنها المساعدة في وقف الاجتياح الروسي حال حدوثه.

الخبير في الشؤون الدولية، لوك كوفي، يرى بأن هناك رغبة روسية في دخول أوكرانيا حربا أهلية عبر زرع الانقسام داخل المجتمع الأوكرانية ضمن سياسة الفيدرالية الروسية خلال السنوات الأخيرة والإدعاء بدفاعها عن الروس في أي مكان بالعالم.

على أية حال، لا يبدو خيار الاجتياح الروسي مستبعدا وهو ما تؤكده المخاوف الغربية والأمريكية، فضلا عن أن بوتين سبق وأن فعلها مرتين، الأولى عام 2008 عندما دخل جورجيا والمرة الثانية عندما اجتاحت قواته شبه جزيرة القرم عام 2014، وتأتي القمة الافتراضية كفرصة للتأكيد الأمريكي على ثمن التدخل العسكري ضد أوكرانيا، وإن كان ذلك لا يقلل أبدا من شهية بوتين في المخاطرة باجتياح أوكرانيا.

ربما يعجبك أيضا