رشحه الأردن لجائزة الأوسكار .. فيلم «أميرة» يثير «غضبة الفلسطينيين» ومطالب بإيقافه ‎‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

رغم مرور أشهر على عرضه ونيله العديد من الجوائز العالمية، اشتعلت في الفضاء الإلكتروني حملة أردنية فلسطينية، تطالب بوقف فيلم “أميرة”، لما يمثله من إساءة للأسرى الفلسطينيين وتحديدا أصحاب “النطف المهربة” داخل السجون الإسرائيلية.

ويعد فيلم “أميرة”، من إخراج الشاب المصري محمد دياب، مرشح الأردن لجائزة أفضل فيلم أجنبي في مهرجان الأوسكار.

وقبل يومين، جرى عرض الفيلم في افتتاح الدورة الثانية عشرة من مهرجان “كرامة لأفلام حقوق الإنسان” في العاصمة الأردنية عمّان.

وعلي إثر ذلك، أثار محتوى الفيلم حول قضية حساسة تمس الأسرى في السجون الإسرائيلية بشكل خاص والمجتمع الفلسطيني بشكل عام، عضب المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

وتحت وسم #اسحبوا_فيلم_أميرة” تفاعل المئات من الفلسطينيين والأردنيين للمطالبة بوقف عرض الفيلم. 

وتدور أحداث الفيلم الروائي الطويل “أميرة” حول فتاة تدعى أميرة (تقدم دورها الممثلة الأردنية الشابة تارا عبود)، وهي مراهقة فلسطينية ولدت بعملية تلقيح مجهري، بعد تهريب السائل المنوي لوالدها نوار (الفنان الفلسطيني علي سليمان) القابع في السجون الإسرائيلية.

وعلى الرغم من اقتصار علاقتهما على زيارات السجن، يظل نوار بطل أميرة، ويعوضها حب من حولها عن غيابه، لكن عندما تفشل محاولات إنجاب طفل آخر، يُكشف أن نوار عقيم، فتنقلب حياة أميرة رأساً على عقب، إذ ترفض والدتها (صبا مبارك)، الكشف عن والد أميرة الحقيقي بداية، قبل أن يظهر أن النطفة المهربة تعود إلى ضابط إسرائيلي، فتطلب من أميرة الهرب خارج فلسطين للمحافظة على حياتها.

واعتبر نادي الأسير الفلسطيني، الذي أبدى أسفه لعرض الفيلم، إن هذا العمل يخدم إسرائيل وروايتها ضد الأسرى، مشيرا إلى أنه سيتخذ موقفاً وخطوات عملية ضدّه.

وأشار في بيان حصلت “رؤية” على نسخة منه، إلى أن الفيلم الذي يشوه إنجاز وتجربة الأسرى بالخصوص؛ فيه مؤشرات لا يستفيد منها إلا الاحتلال. مؤكدا أنه فيلم مرفوض جملة وتفصيلا ولا يستند إلا إلى الأكاذيب، التي حولته إلى أداة تخدم الاحتلال الإسرائيلي.

وشكلت قضية “النطف المحررة” على مدار السنوات القليلة الماضية أبرز الإنجازات التي تمكّن من خلالها الأسرى كسر جدار السجن، وصناعة الأمل بالإرادة، وأصبحت محط اهتمام عالمي.

وقال قدري أبو بكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى في تصريحات صحافية تناقلتها وسائل الإعلام الفلسطينية، إن الهيئة خاطبت وزارة الثقافة الأردنية والهيئة الملكية للأفلام بشأن فيلم “أميرة” للوقوف على الإساءة العميقة الموجهة إلى الأسرى وعائلاتهم.

من جانبها، اعتبرت وزارة الثقافة الفلسطينية أن فيلم “أميرة” يعتدي ويسيء بكل وضوح لكرامة الأسرى وبطولاتهم وتاريخهم الكفاحي العظيم.

وقال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف إن الفيلم يمس بشكل واضح قضية هامة من قضايا شعبنا ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية.

وقال أبو سيف إنه تم قبل أكثر من ثلاثة أسابيع عقد اجتماع حضوره مكونات الحركة الوطنية والأسيرة من اجل تداول الخطوات الواجب اتخاذها من أجل التصدي للتداعيات السلبية لمثل هذا الفيلم. 

وخاطبت في حينها وزارة الثقافة الأردنية بالشأن وبعد ذلك تم التواصل مع الهيئة الملكية للأفلام وتوضيح ما يشكله الفيلم من إساءة ومساس بقضية مقدسة. 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، احتدم الغضب حيال المحتوى الذي قدمه فيلم أميرة. 

وكتبت الشابة الفلسطينية فاطمة عبسي وهي زوجة أسير فلسطيني قضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلي وتحرر منها قبل أشهر ” كوني زوجة أسير سابق لمدة 14 سنة والحمد لله مررت بتجربة تهريب النطف عدة مرات وكلها باءت بالفشل الموضوع ليس سهلا مرورا  بشهود  داخل الأسر وخارجه ووصولا إلى مفتي فلسطين الديني إنه  منظومة أمنية وإنسانية ودينية متكاملة تخضع لإجراءات معقدة لدرجة أن فيلم أميرة وغير أميرة لن يرتقي لها أبدا …. اهملوا الفيلم بلاش يوخد جوائز عالمية”.

وكتبت الإعلامية ريم العمري في تعليقها على الفيلم ” قضيتنا مش ناقصها عابثين ومشوهين إلها ، فما بالك إذا كان الموضوع حول أكثر قضية حساسة ووطنية لا زالت باقية فينا وهي قضية الأسرى، هي العود الأخضر الباقي في ظل الضياع والتيه والتشتت هي التي لا يزال العالم يذكرنا باسمها”. 

وأضافت “بالإمكان إنتاج أضخم عمل درامي عن هذه القضية التي لا يعرف الكثيرون عنها بالخارج وتعريفهم بها كما تحدُث بالضبط بالخوف والقلق والألم والحذر حتى يولد الفرح هي بحد ذاتها قضية وسيناريو لن تجده في كل أفلام السينما بكل ما تحمل من مكونات وطنية وإنسانية، فلماذا عندما تناولناها عبثنا بها !! هناك أمور لا يمكن المساس بها ولا تحريفها تماما كرموزنا وشهدائنا والثوابت”.

يشار إلى أن فيلم “أميرة” نال ثلاث جوائز من “مهرجان فينيسيا السينمائي”، وهي جائزة لانتيرنا ماجيكا التي تمنحها جمعية تشينيتشيركولي الوطنية الاجتماعية الثقافية للشباب (CGS)، وجائزة إنريكو فولتشينيوني التي يمنحها المجلس الدولي للسينما والتليفزيون والإعلام السمعي البصري بالتعاون مع منظمة يونسكو، وجائزة إنترفيلم لتعزيز الحوار بين الأديان.             

كما أنه حصل على تنويه خاص من لجنة تحكيم “مهرجان أيام قرطاج السينمائية”، وسينافس على جائزة قسم اختيارات عالمية  في “مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي” في دورته الأولى المقامة في جدة بالسعودية.

ربما يعجبك أيضا