بقيمة 768 مليار دولار.. ميزانية دفاعية أمريكية لمواجهة الصين وروسيا

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بعد مخاض عسير.. وافق مجلس النواب الأمريكي بأغلبية كبيرة على مشروع قانون لتعزيز السياسة الدفاعية في ظل تحديات صينية وروسية بقيمة 768 مليار دولار، ليُحال المشروع إلى مجلس الشيوخ قبل أن يوقع عليه بالنهاية من الرئيس جو بايدن. وشمل مشروع القانون شراء مزيد من الطائرات والسفن الحربية الجديدة إضافة لبعض البنود التي تهدف إلى دعم القدرات العسكرية لمواجهة الصين ودعم أوكرانيا، كما شمل القانون إنهاء تفويض الكونجرس إلى الرئيس الأمريكي في حرب العراق.

ميزانية ضخمة.. بنود المشروع

بحسب مشروع القانون فإنه تم الموافقة على زيادة ميزانية البنتاجون نحو أربعة وعشرين مليار دولار عن ما طلبته الحكومة الفيدرالية. وبلغت قيمة الانفاق الدفاعي 768 مليار دولار. كما شمل مشروع القانون زيادة أجور العسكريين بـنحو 2 .7 % وتخصيص أكثر من 27 مليار دولار للاستثمار أكثر في الأسلحة النووية.

بالإضافة إلى تخصيص أموال لشراء مزيد من الطائرات والسفن الحربية الجديدة، فضلا عن تخصيص 300 مليون دولار لتعزيز المساعدة الأمنية لأوكرانيا.

تطرق مشروع القانون إلى توجيه وزارة الدفاع الأمريكية بزيادة رصد أنشطة الصين بما يشمل التطورات العسكرية والأمنية فيها وتحديث تطبيقاتها العسكرية. إلى جانب ذلك، تضمن المشروع التأكيد على أن سياسة الولايات المتحدة هي مقاومة فرض أمر واقع ضد تايوان من شأنه أن يعرض حياة التايوانيين للخطر.

تضمن مشروع القانون كذلك إنهاء تفويض الكونجرس للرئيس الأمريكي في حرب العراق وتم تمرير مشروع القانون عبر دعم كبير بتصويت نهائي وبأغلبية 363 صوتا مقابل 70 صوتا ضده.

دعم الحلفاء في مواجهة الروس

رغم الآمال التي كانت معلقة بإحداث ثغرة في ملف الأزمة الأوكرانية خلال قمة الرئيسين الروسي والأمريكي، غير أن الأمور يبدو أنها تتجه للتصعيد. مسؤول أمريكي كشف أن بايدن يدرس إعادة انتشار القوات الأمريكية في أوروبا وتعزيز وحداتها القتالية لدعم حلف شمال الأطلسي في الجهات الشرقية ضد أي غزو روسي محتمل لأوكرانيا .

بحسب مستشار الأمن القومي الأمريكي، فإن واشنطن ستعمل على تدعيم الدول الأعضاء في حلف الأطلسي في أماكن مثل البلطيق لطمأنتهم.

الموقف الأمريكي يأتي بعد القمة الافتراضية بين بايدن ونظيره الروسي الذي هدد خلاله الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات اقتصادية على موسكو أشد صرامة من أي وقت مضى حال أي اجتياح روسي للأراضي الأوكرانية.

التهديد الصيني

يعتقد المسؤولون أن الولايات المتحدة يجب أن تكون أكثر استعدادا لمواجهة التهديدات الصينية لتايوان وقيام الصين بتطوير مواقع عسكرية في الجزر الاصطناعية التي أنشأتها في بحر الصين الجنوبي.

النهج الجديد للولايات المتحدة في عهد إدارة بايدن له هدفان الأول: تحسين مرونة المؤسسات والتحالفات والشركات الأمريكية من أجل التغلب على التحديات الصينية. والثاني، إجبار بكين على وقف أو الحد من الأعمال الضارة بالمصالح الحيوية والوطنية للولايات المتحدة ومصالح الحلفاء والشركاء.

لن تغادر أمريكا الشرق الأوسط عسكريا ولا سياسيا ولا اقتصاديا، بل تغير الفكر فقط، فالسياسة الأمريكية ومنذ تولي بايدن إدارتها وهو لا يريد أن ينزلق في مستنقع الشرق الأوسط – وهو ما يبرر انسحابه المزمع من العراق ومن قبله أفغانستان – فهو يجد أن التهديد الصيني في المحيط الهادي والهندي أكثر تهديدا لأمريكا وحلفائها.

بحسب استطلاع رأي أجراه رونالد ريجان فإن الصين تليها روسيا تشكلان الهاجس الأكبر للأمريكيين، 52 % منهم يرون بأن الصين تشكل التهديد الأكبر لأمريكا، وهي النسبة التي كانت 21% عام 2018. في المركز الثاني حلت روسيا بنسبة 14% من الأمريكيين. هذه النسبة انخفضت عما كانت عليه عام 2018 والتي بلغت 30%.بالمقارنة بين ارتفاع مؤشرات الخوف من الصين على حساب روسيا، بقيت المخاوف الأمريكية من كوريا الشمالية عند المعدل نفسه منذ 4 سنوات. بالانتقال إلى آراء الأمريكيين حول المنطقة التي تستدعي تركيزا عسكريا أكبر، اختار 37% شرق آسيا، فيما اختار 17% منهم الشرق الأوسط.

ربما يعجبك أيضا