أعاصير الولايات المتحدة.. خسائر فادحة ومأساة «تفوق التصور»

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

أشجار مقتلعة وواجهات مبان مدمرة، مشاهد قاسية خلفتها رياح عاتية تحولت إلى أعاصير لتضرب أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية خلال الساعات الأخيرة، ومن ثم يصفها رئيس البلاد بأنها مأساة “تفوق التصور”.

ففي حصيلة ثقيلة جراء الكارثة، قضي نحو 100 شخص على الأقل، بخمس ولايات في وسط أمريكا وجنوبها، بسبب تلك الأعاصير والعواصف التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنها الأكبر من نوعها في تاريخ البلاد.

الطبيعة تكشر عن أنيابها

1 24

ألحقت العواصف القوية التي ضربت البلاد، الدمار في عدة ولايات، وتركت الآلاف بدون كهرباء، خاصة في ولاية كنتاكي، التي كانت أكثر تأثرًا بهذه الأعاصير.

وبالمجمل تعرض غرب ولاية كنتاكي إلى 4 أعاصير، أطولها مدى كان لمسافة تمتد 365 كيلومترًا، كذلك لم تنجو الولايات في وسط البلاد من تلك العواصف التي دمرت واجهات المنازل، واقتلعت الأشجار، بل وطرحت بعض مباني الشركات أرضًا.

كذلك، دمرت تلك الأعاصير، التي يقول خبراء الأرصاد الجوية إنها غير معتادة في الأشهر الباردة، مصنعًا للشموع واجتاحت دارا لرعاية المسنين في ولاية ميزوري، وقتلت 6 عمال في مخزن لشركة أمازون في ولاية إيلينوي.

وفي هذا الصدد، قال مسؤولون أمريكيون أن الأعاصير أحصت نحو 70 قتيلًا في ولاية كنتاكي وحدها، مشيرين إلى أن هناك مخاوف أن يكون ما لا يقل عن 100 شخص قد لقوا حتفهم في ولاية كنتاكي فقط.

إذ قال حاكم ولاية كنتاكي آندي بشير، إن مجموعة الأعاصير كانت الأكثر تدميرًا في تاريخ الولاية، موضحًا إلى إنه تم إنقاذ 40 عاملًا في مصنع الشموع في مدينة مايفيلد، الذي كان يضم حوالي 110 أشخاص عندما تحول إلى كومة من الأنقاض، مشيرًا إلى أن العثور على أي شخص آخر على قيد الحياة تحت الأنقاض سيكون “معجزة”.

وأضاف بشير، أنه تم نشر 189 فردًا من الحرس الوطني للمساعدة في عمليات الإنقاذ، وستركز جهود الإنقاذ بشكل كبير على مايفيلد، التي يقطنها نحو 10 آلاف نسمة في جنوب غرب الولاية.

بايدن يُعلن «كنتاكي» منطقة منكوبة

من جانبه، وصف الرئيس الأمريكي الأوضاع جراء هذه الأعاصير، التي خلفت عشرات القتلى في وسط الولايات المتحدة بأنها “مأساة تفوق التصور”.

إذ قال الرئيس الأمريكي عبر حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”، السبت، أنه اطلع على آخر التطورات الميدانية، مضيفًا: “نعمل مع حكام الولايات لضمان توافر ما هو ضروري لنا للبحث عن ناجين”.

بعد ذلك قال بايدن في تعليقات تلفزيونية: “لا زلنا حتى الآن لا نعرف عدد الخسائر في الأرواح والنطاق الكامل للأضرار”، متعهدًا إرسال مساعدات فيدرالية إلى الولايات حيث تسبّبت العواصف بأضرار، مشيرًا إلى أن الوكالات الفدرالية للاستجابة للكوارث بدأت بالفعل الانتشار في الميدان.

وأكد بايدن عزمه على التوجه إلى كنتاكي، لكنه شدد على أنه لا يريد “عرقلة” عمليات الإغاثة.

مخاوف من زيادة الخسائر البشرية

أمس (الأحد) قام أفراد الإنقاذ في ولاية كنتاكي، بالبحث بين الأنقاض عن أي ناجين، في الوقت الذي قام فيه سكان كثيرون ممن انقطعت عنهم الكهرباء أو الماء، لإنقاذ ما يمكن انقاذه بعد هذه الأعاصير المدمرة التي يخشى المسؤولون أن تكون قد قتلت أكثر من 100 شخص ودمرت منازل وشركات ومباني عديدة.

ومن جانبها، تخوفت وكالة “كولينسفيل” لإدارة حالات الطوارئ من زيادة حجم الخسائر البشرية مع “العديد من الأشخاص العالقين في مستودع أمازون”.

كذلك أشار دين باترسون من شرطة كنتاكي، إلى أن الأضرار “لا توصف” واضفًا المشهد بـ”المضطرب”، إذ قال نصًا: “
منظر مايفيلد في حال مضطرب” مضيفًا “لم نشهد من قبل ما نشاهده الآن”.

تاريخ من الأعاصير

skynews tornadoes tornado kentucky 5613581

أعاصير (الجمعة) التي ضربت عدة ولايات في أمريكا، لم تكن هي الأولى من نوعها، إذ تبدو حدثًا شائعًا بشكل نسبي في الولايات المتحدة الأميركية.

وكان أطول إعصار أمريكي تم تتبعه هو عاصفة امتدت 219 ميلًا في ولاية ميزوري وإلينوي وإنديانا عام 1925، والذي أسفر عن مقتل مقتل 747 شخصًا.

كذلك تسببت أعاصير في 12 و13 أبريل 2020 من ولاية تكساس إلى كارولينا الجنوبية، مرورًا بميسيسيبي وجورجيا وتينيسي وأركنسا، بمقتل 32 شخصًا على الأقل.

كما لقي 25 شخص على الأقل حتفهم، عندما ضربت أعاصير شديدة ولاية تينيسي ومنطقة ناشفيل في ليلة 2-3 مارس 2020.

وفي عام 2019، وتحديدًا في 3 مارس، قتلت أعاصير عنيفة 23 شخصًا على الأقل وتسببت بأضرار جسيمة في شرق ولاية آلاباما، إذ كان الإعصار الذي ضرب مقاطعة لي مصحوبًا برياح تراوحت سرعتها بين 218 و266 كيلومترًا بالساعة.

وفي الفترة بين 23 و26 ديسمبر عام 2015، ضربت موجة من الأعاصير جنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل 28 شخصًا على الأقل، من بينهم 11 شخصًا في تكساس، ومع وصول سرعة الرياح إلى 320 كيلومترًا في الساعة، امحت شوارع بأكملها وجُرفت الطرق السريعة ودُمر نحو 600 مبنى.

أيضًا، قتل ما لا يقل عن 35 شخصًا، في الـ27، و28 من أبريل عام 2014، جراء سلسلة من الأعاصير التي اجتاحت ست ولايات في وسط وجنوب البلاد وهي ميسيسيبي وآلاباما وتينيسي وأركنسا وأيوا وأوكلاهوما.

5 3

كما لقي 20 شخصًا على الأقل -منهم سبعة أطفال- حتفهم في 31 مايو 2013 في أعاصير قوية اجتاحت أوكلاهوما، بينما ضرب إعصار صُنف في الفئة 5 (من أصل 5 على مقياس فوجيتا) مع رياح تفوق سرعتها الـ320 كيلومترًا في الساعة، بلدة مور في ضاحية أوكلاهوما سيتي (جنوب)، وقتل 24 شخصًا، وذلك في الـ20 من مايو 2013.

أما في الـ2 من مارس 2012، فقد ضرب نحو 80 إعصارًا كنتاكي وإنديانا وأوهايو وتينيسي وإلينوي، في الوسط الغربي في الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل 38 شخصًا على الأقل، بعد يومين على موجة سابقة مماثلة تسبت ب13 وفاة.

وفي 22 مايو 2011، ضرب إعصار بلغت سرعته 320 كيلومترًا في الساعة مدينة جوبلين في ميزوري (وسط) وتسبب بمقتل 161 شخصًا.

كذلك، في أبريل 2011، ضرب نحو 300 إعصار الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، ما أسفر عن مقتل 354 شخصًا في آلاباما، حيث امّحت بلدات بأكملها تقريبًا مثل توسكالوسا من الخريطة.

ربما يعجبك أيضا