بهتافات «أربع لاءات».. الشارع السوداني يعود للاحتشاد من جديد

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

لا تزال الأوضاع السياسية في السودان مضطربة رغم محاولات التوافق بين أطراف النزاع المدنيين والعسكريين للتوصل لتفهمات سياسية لإدارة المرحلة الانتقالية.

رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي أطيح به من منصبه أواخر أكتوبر الماضي ثم عاد باتفاق سياسي، استبدل كل أمناء الولايات الذين عينهم قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، في خطوة تعكس استمرار التحدي بين المدنيين والعسكريين.

وبحسب نص بيان مكتب حمدوك، فإنه بناءً على توجيهات مكتب رئيس الوزراء السوداني، تعفي وزيرة الحكم الاتحادي، أمناء الولايات الثمانية عشرة الذين عينهم القائد العام للجيش، وتكلف أمناء جدد بإدارة الولايات.

التوجه إلى القصر الرئاسي

ميدانيا تجددت دعوات احتجاجات الرفض للاتفاق السياسي، حيث شارك عشرات السودانيين في وفقة احتجاجية في حي العزازاي جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، ومدينة أم درمان، ورفعوا شعارات تنادي بمدنية الدولة، فيما أعلنت لجان مقاومة الخرطوم أن تظاهراتها سوف تتوجه إلى القصر الرئاسي.

وحمل المحتجون أعلام السودان وكانوا يهتفون “الشعب أقوى والردة مستحيلة”، كذلك حمل آخرون لافتات كتب عليها “لا للتفاوض” وهتفوا “مدنية خيار الشعب”.

قنابل الغاز المسيل للدموع

وأطلقت الشرطة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين السودانيين في الخرطوم بالقرب من القصر الرئاسي.

وفي الوقت الذي يواجه فيه القصر الجمهوري الأصوات الاحتجاجية والرفض للاتفاق السياسي، يجتمع في أروقته الأطراف الموقعة على اتفاق جوبا للسلام من أجل مراجعة تنفيذ بنود الاتفاق، فيما أعلن مسؤولون من جنوب السودان عن ثقتهم في جدية الحكومة لتنفيذ اتفاقية السلام.

اللاءات الأربعة

وتتواصل الاحتجاجات رغم إعلان البرهان وحمدوك توقيع اتفاق جديد في الحادي والعشرين من نوفمبر الماضي يقضي بعودة الأخير إلى منصبه بعد نحو شهر من عزله وتشكيل حكومة كفاءات بلا انتماءات حزبية.

ورفعت المظاهرات شعار «اللاءات» الأربعة، (لا شرعية، لا شراكة، لا اتفاق، لا مساومة)، رفضا للاتفاق السياسي الذي وقعه قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الشهر الماضي، وكذلك للمطالبة بعودة الدولة المدنية وتصحيح المسار الديمقراطي والعودة إلى ما قبل الـ 25 من شهر أكتوبر الماضي.

مظاهرات حاشدة

وأفاد شهود عيان بأن مئات المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في ولايتي القضارف وكسلا شرق البلاد.

وشهدت عاصمة ولاية شمال دارفور “الفاشر” غربي السودان مظاهرات طلابية حاشدة، تندد بالاتفاق السياسي الذي وقعه رئيسا مجلسي السيادة والوزراء.

تجمع المهنيين السودانيين

ودعا تجمع المهنيين السودانيين في وقت سابق، في بيان، المواطنين إلى التجمع اليوم الإثنين، والتوجه صوب القصر الجمهوري.

وقال في بيان أمس الأحد: “ندعو كافة الثائرات والثوار للمشاركة الفاعلة في مواكب الغد، والصمود في وجه القمع وترديد الشعارات المعبرة عن وحدة الصف الوطني خلف قضية إسقاط هذه السلطة الغاشمة”.

مطالبة بالحكم المدني

وكان قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد نفذ ما اعتبره البعض «انقلابا عسكريا» في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر وحل كل مؤسسات السلطة الانتقالية وأطاح بشركائه المدنيين الذين كان يتقاسم معهم السلطة بموجب اتفاق أبرم عام 2019 عقب الإطاحة بعمر البشير.

وتزامنا مع قرارات البرهان، اعتقل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والكثير من أعضاء حكومته والسياسيين، إلا أن حمدوك عاد إلى السلطة بموجب اتفاق سياسي أُبرم في الحادي والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر لم يرض الجميع ووصفه البعض بأنه “خيانة“.

وبعد الاتفاق تم الإفراج عن بعض الوزراء والسياسيين الموقوفين وتحديد موعد الانتخابات في 2023، وبدا أن البرهان استجاب لمطالب المجتمع الدولي مع احتفاظه بالهيمنة في ذات الوقت على سلطات المرحلة الانتقالية، الأمر الذي دفع السودانيين للاحتجاج في شوارع العاصمة وبعض الولايات بشكل مستمر للمطالبة بالحكم المدني.

ربما يعجبك أيضا