حياة كريمة.. مسار تنافسي نحو اقتصاد مصري ومجتمع مستدام (محور الصحة)

كتبت – آية أحمد

تهدف خطة الدولة المصرية في المدى القصير أو المتوسط نحو سد الفجوة بين الحضر والريف في مستوى الخدمات المقدمة لكل منهما؛ حيث إن التكامل بين الريف والحضر يعتبر أحد الركائز الهامة لرفع كفاءة الاقتصاد الوطني بشكل شامل ومتوازن وأكثر استدامة.

تجدُر الإشارة إلى أن المشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري “حياة كريمة” يتلاقى مع أهداف التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030، والتي تهدف إلى التنمية المتوازنة للأراضي والموارد لاستيعاب السكان وتحسين مستوى معيشتهم، بالإضافة إلى ذلك، تقوم الحكومة المصرية بتنفيذ المخطط الوطني للتنمية العمرانية 2052 والذي يهدف إلى وضع رؤية مستقبلية متوافق عليها مجتمعيًّا بهدف تحقيق التوازن المكاني والاقتصادي والاجتماعي للتنمية وفق نظام بيئي يحافظ على التراث والموارد.

الملامح الأساسية للمشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري “حياة كريمة”

أطلق الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” العديد من المبادرات الرئاسية لتحسين جودة حياة المواطنين، أهمها المبادرات الصحية الـتـي استهدفت جـمـوع المواطنين في محافظات الجمهورية، فضلًا عن مبادرة “حياة كريمة” لتطوير القرى الأكثر فقرًا، وقد نشأت الفكرة عندما شارك الشباب المتطوع بعرض رؤيتهم وأفكارهم في المؤتمر الأول لمبادرة “حياة كريمة”، والذي عقُد على هامش المؤتمر الوطني السابع للشباب في 30 يوليو 2019، وعلى إثره تم انشاء مؤسسة حياة كريمة بتاريخ 22 اكتوبر 2019 من شباب متطوع يقدم نموذج فريد يُحتذى به في العمل التطوعي.

تغطي مبادرة “حياة كريمة” نحو 4500 قرية، تنفذ فيها المشروعات في 175 مركزاً، و20 محافظة، كما تستهدف الدولة لأول مرة بمشروع قومي واحد أكثر من نصف سكان مصر، حيث يستفيد به نحو 58 % من سكان الجمهورية، وتصل تكلفته إلى أكثر من 700 مليار جنيه، ويغطي تأثيره كل أهداف التنمية المستدامة الأممية بأبعادها المختلفة؛ حيث أن الأهداف الاستراتيجية للمشروع تعتمد على الأدلة التي تشمل مؤشرات الفقر والبطالة وجودة الحياة والتي تشتمل على تطوير القرى الأكثر احتياجًا وتوفير كافة المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والأنشطة الرياضية والثقافية.

الجدير بالذكر أنه ولأول مرة على مستوى العمل العام، تجتمع أكثر من ٢٠ وزارة وهيئة و٢٣ منظمة مجتمع مدني لتنفيذ هذا المشروع الأهم على الإطلاق وبسواعد الشباب المصري المتطوع للعمل الخيري والتنموي من خلال مؤسسة حياة كريمة ليكونوا نبراسًا يُحتذى به في مجال العمل التطوعي.

تتضمن المبادرة محورًا للرعاية الصحية وتقديم الخدمات الطبية والعمليات الجراحية، وصرف أجهزة تعويضية، فضلًا عن تنمية القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لخريطة الفقر، وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، وتجهيز الفتيات اليتيمات للزواج.

محور الصحة:

تمت الإشارة إلى أن هذه المبادرة ستسهم في تجهيز البنية الأساسية والعمرانية بكافة القرى المستهدفة في المرحلة الأولى من المشروع لتعجيل تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، وذلك من خلال رفع كفاءة كافة المنشآت الصحية الموجودة في الريف المصري، حيث أنه من المقرر خلال هذه المرحلة إنشاء 24 مستشفى مركزية جديدة، و1374 مركزا ووحدة صحية، إلى جانب توفير نقاط إسعاف جديدة، وقافلة علاجية تصل إلى 1000 قافلة، بالإضافة إلى توفير 40 سيارة قافلة أشعة مقطعية متنقلة، مجهزة بأحدث التقنيات العالمية في هذا المجال، وذلك لأول مرة؛ سعياً لتلبية متطلبات توفير خدمات صحية متكاملة لقاطني تلك القرى المستهدفة.

أبرز ما تم إنجازه في محور الرعاية الصحية الخاصة بالقرى المختلفة

تم تنفيذ نحو:

– ٤٣ قافلة بيطرية

– ١٧٥ قافلة طبية

– توفير ٩١٥٠ نظارة طبية وتستهدف المبادرة الوصول إلى ١٧٨٠١ نظارة.

– إجراء 27 ألفاً و643 تحليل دم وطفيليات وأشعة

– انعقاد 39 ألفاً و666 ندوة تثقيف صحي لرفع الوعي الصحي لدى المواطنين

– تحويل 2801 حالة إلى المستشفيات لإجراء عمليات جراحية

– استصدار قرارات من المجالس الطبية للعلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي.

تُطلق المبادرة تلك القوافل في التخصصات الطبية المختلفة منها: “نساء وولادة، خدمات تنظيم الأسرة، الباطنة، الأطفال، الأنف والأذن، العظام، الجراحة، الرمد، الأسنان، القلب، الجلدية، خدمات الأشعة والتحاليل”.

الأثر التنموي المتوقع على تحقيق أهداف التنمية المستدامة

تتلاقى المبادرة مع الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة “الصحة الجيدة” من حيث تطوير المستشفيات المركزية في إطار منظومة التأمين الصحي الشامل، ومراكز طب الأسرة والرعاية الأولية، ونقاط وسيارات الإسعاف، العيادات الطبية المتنقلة، بالإضافة إلى جهود ضبط النمو السكاني، والمنظومة المتكاملة لجمع المخلفات، والخدمات الشبابية والرياضية، وتوفير قوافل طبية وعمليات جراحية وأجهزة تعويضية ونظارات