حياة كريمة.. مسار مصري تنافسي نحو اقتصاد ومجتمع مستدام «محور التعليم»

آية أحمد

كتبت – آية أحمد

تكشــف مبادرة حياة كريمة عــن مســؤولية حضاريــة ُوبعــد إنســاني، حيــث لا تقتصــر علــى خدمـات صحيـة كما أوضحنا في المقال السابق، إنمــا تمتــد للتعليم وتوفير الســكن الملائم وتطويــر المنــازل وتوفير فـرص عمـل؛ وبناء أسقف ورفع كفاءة المنازل، ومد وصلات مياه وصرف صحي، وتقديم خدمات طبية، وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة في هذه القرى والمناطق.

تعمل المبادرة على تنمية المراكز الأكثر فقرًا على مستوى الجمهورية ومعالجة نقص الخدمات بها، حيث تضم المرحلة الأولى من المبادرة نحو377 قرية، من القرى الأكثر احتياجًا والأكثر تعرضًا للتطرف والإرهاب الفكري، والتي تتراوح نسبة الفقر فيها 70% فأكثر، بإجمالي عدد أسر 756 ألف أسرة في ١١ محافظة، وتضم المرحلة الثانية من المبادرة العمل في 51 مركزًا إداريًّا، بنحو 1443 قرية، موزعين على 20 محافظة، ويصل إجمالي المستفيدين من تلك المرحلة نحو 18 مليون مواطن. 

محور التعليم

يأتي محور التعليم على رأس أولويات بناء الإنسان المصري؛ حيث إنه من المستهدف خلال هذه المرحلة إنشاء أكثر من 14 ألف فصل جديد، بالإضافة إلى صيانة ورفع كفاءة 25% من المدارس القائمة بواقع أكثر من 1250 مبنى مدرسيا قائما، وذلك لإتاحة التعليم الأساسي، والعمل على حل مشكلات زيادة معدلات الكثافات داخل الفصول، وتعدد الفترات الدراسية، إلى جانب العمل على خدمة المناطق المحرومة من الخدمات التعليمية، وزيادة نسبة استيعاب رياض الأطفال، من خلال إقامة المزيد من الحضانات وتوفيرها للأطفال الاقل من أربع أو خمس سنوات.

شهدت المبادرة ضخ نحو 7.5 مليار جنيه حتى الآن ضمن المرحلة الأولى، منها إنشاء مدارس، كما اشتملت الأهداف الاستراتيجية للمبادرة على التوسع في إتاحة وتحسين جودة الخدمات التعليمية، وذلك عبر إنشاء الجامعات الحكومية في كافة المحافظات، وكذلك الجامعات الأهلية، والفصول المتنقلة، إلى جانب ربط منظومة التعليم الفني بسوق العمل والتوسع في الجامعات التكنولوجية.

تعمل المبادرة على زيادة الوعي، وتشجيع القراءة ونشر المعرفة في المناطق المختلفة في جميع محافظات الجمهورية، من خلال إقامة أنشطة وفعاليات ثقافية وفنية، حيث تستهدف المبادرة تشجيع أهالي القرى على اكتساب مهارة القراءة ونشر الثقافة، من خلال تنظيم “معارض كتاب في المدارس ومراكز الشباب” بها آلاف الإصدارات الأدبية والعلمية وفي كل المجالات بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، كما نظمت المبادرة العديد من معارض الكتب والمكتبات والمنافذ التي تتوافر بها الإصدارات في جميع مجالات الثقافة، بهدف توفير الكتب والمحتويات المعرفية بشكل عام، الذي يتضمن أيضًا أنشطة لاكتشاف المواهب وتنمية مهارات التلقي وغيرهما.

هناك العديد من التدخلات التي تستهدف العمل على إحياء وتعزيز الهوية المصرية ونشر الوعي الثقافي، من خلال تنفيذ العديد من المبادرات والأنشطة والفعاليات من خلال وزارة الثقافة، والتي تستوجب العمل على وجود العامل التحفيزي لكل من الدارس والمعلم لتحقيق عامل الجذب للتعلم لإحداث الحراك التعليمي داخل القرى المستهدفة مع توفير الفصول اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة، حيث إن محور الإتاحة والأمية من أهم محاور التنافسية العالمية بين الدول، وأن المحافظات المستهدفة عددها 11 محافظة وهي: “أسيوط – سوهاج – المنيا- قنا- الأقصر- أسوان- الوادي الجديد- مرسى مطروح- القليوبية- البحيرة- الدقهلية”.

أبرز ما تم إنجازه

في إطار تطوير الخدمات التعليمية؛ تم الانتهاء من إنشاء وتطوير 127مدرسة، تشمل 2311 فصلا دراسيا، والعمل على خفض الكثافة الطلابية بالمدارس وإنشاء مدارس بالمناطق المحرومة، فضلًا عن إتاحة الخدمات التعليمية ومحو أمية 3 آلاف مواطن بالمرحلة الأولى، وخفض كثافة الفصول وزيادة مراكز الشباب.

الأثر التنموي المتوقع على تحقيق أهداف التنمية المستدامة

ستشهد المبادرة لأول مرة إطلاق مؤشرات لقياس جودة الحياة بقرى الريف المصري، وكيفية القيام برفع مستوى كفاءة الخدمات وتحسين مؤشرات التعليم، وزيادة فرص العمل المتاحة، كما سيتم من خلال المشروع تنفيذ خدمات لم يشهدها الريف المصري.

تتلاقى المبادرة مع الهدف الرابع “التعليم الجيد” من حيث التوسع في إنشاء المدارس والفصول في المناطق المحرومة، وتوفير الفصول المتنقلة (الفراغات الذكية) لمعالجة مشكلة كثافة الفصول، والمدارس المجتمعية، والمسارح والمكتبات المتنقلة.

ربما يعجبك أيضا