لإرباك الرئيس التونسي… محاولات يائسة من النهضة عبر الاعتصام التحشيد في الشارع

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

تونس – لا زالت حركة النهضة الإسلامية التونسية متمسكة بنهجها في محاولة إرباك الرئيس قيس سعيد الذي قرر مؤخرا تصعيد خطواته لإنهاء المنظومة السابقة والمرور إلى مرحلة جديدة بدعم شعبي كبير.

وقرر الرئيس التونسي اتخاذ مجموعة من الإجراءات أهمها تمديد تجميد عمل البرلمان حتى إجراء انتخابات تشريعية وفق نظام انتخابي جديد يوم 17 ديسمبر 2022 وعرض مشاريع الإصلاحات الدستورية وغيرها على الاستفتاء يوم 25 يوليو 2022 على أن تنظم قبل الاستفتاء استشارة وطنية إلكترونية في مختلف مناطق الجمهورية.

وفي ردها الأخير زعمت النهضة أن التدابير الاستثنائيّة التي أعلنها الرئيس مثّلت انتكاسة للمكتسبات الديمقراطية، وزادت في تعقيد الأزمة السياسية القائمة وفاقمت الأزمة الاقتصادية والمالية التي صارت تشكّل تهديدا خطيرا لمقومات الاستقرار السياسي والاجتماعي.
وقالت -في بيانها الجمعة- إن الحاجة إلى حل الأزمة السياسية عبر حوار وطني يفضي إلى مقاربات مشتركة بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية.

لكن الردود من قبل النهضة وحلفائها لم تبقى في حدود البيانات حيث خرج عدد من أنصار الحركة الإسلامية ضمن ما يعرف بهيئة “مواطنون ضد الانقلاب” في تحركات احتجاجية اتخذت شكل الاعتصام في وسط العاصمة مستغلة عيد الثورة.

وهددت قيادة الاعتصام باستمرار التحركات إلى حين ما يصفونه بعودة الشرعية والمؤسسات الدستورية لكن قوات الأمن عملت اليوم السبت على فك الاعتصام وإيقاف مؤامرات وخطط التيار الإسلامي لإرباك الرئيس.

عنف واستغلال الأطفال في المعارك السياسية مع الرئيس

وترجمت التهديدات التي يطلقها قادة حركة النهضة بين الفينة والأخرى إلى تحركات مريبة على الأرض حيث شهد عدد من الأحياء في العاصمة عمليات تخريب وشغب وعنف من خلال استغلال بعض المراهقين وأصحاب السوابق.

وشهدت منطقة حي الانطلاقة إحدى أكثر الأحياء التونسية ازدحاما أعمال شغب ليلية حيث تم قطع الطرق وإشعال الإطارات المطاطية ومحاولة السطو على بعض المحلات.

ورغم أن قوات الأمن تمكنت من فض تلك التحركات ومواجهة المخربين لكن هنالك شكوك حول الأطراف التي وقفت وراء تلك الأعمال.

وتعرضت عدد من الدوريات الأمنية في العاصمة للرشق بالحجارة من قبل مجموعات من الأطفال والمراهقين ما يشير إلى أن التيار الإسلامي دخل في مرحلة جديدة من كسر العظم مع الرئيس سعيد.

وكانت قوى سياسية ومنظمات وطنية طالبت بتطبيق القانون في اقرب فرصة ممكنة على الأحزاب الإسلامية نظرا لتاريخها الطويل مع العنف.

وقال النائب في البرلمان المجمد والمرشح الرئاسي السابق المنجي الرحوي: إن تاريخ حركة النهضة تاريخ حافل بالعنف والإرهاب، وهي من تورطت في فتح المجال أمام الجهاديين والسلفيين المتطرفين لتهديد أمن الدولة كما تورط جهازها السري في الاغتيالات السياسية التي شهدتها البلاد وبالتالي فإن ميلها دائما إلى العنف يفرض الحيطة والحذر من قبل السلطات الحالية.

ويؤكد النائب عن حركة الشعب هيكل المكي كذلك بأن التيار الإخواني مارس العنف ولا يستبعد أن يواصل في نفس الممارسات بعد إخراجه من السلطة.

محاولة كسب التأييد الأجنبي

ولعل هذه التحركات تهدف في الأساس إلى فرض ضغوط على الرئيس قيس سعيد واستجداء التأييد والتعاطف الأجنبي.

ويبدو أن قرار الدخول في اعتصام كان يحضر له منذ مدة، حيث توعدت هيئة ” مواطنون ضد الانقلاب” بأن تحركاتها ستنطلق من 17 ديسمبر وهو تاريخ اندلاع الثورة التونسية إلى غاية 14 يناير وهو تاريخ هروب الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.

وحذر قيس سعيد مرارا من محاولات بعض القوى الداخلية الحصول على دعم بل وأموال أجنبية لتغيير مواقفها من إجراءات قيس سعيد ثم دعم تحركات النهضة وحلفاءها.

ودخل الرئيس السابق المنصف المرزوقي على الخط حيث دعا في حوار مع موقع “يورونيوز” الاتحاد الأوروبي إلى فرض ضغوط على الرئيس سعيد بذريعة إنقاذ المسار الديمقراطي

وكان قيس سعيد قرر سحب جواز السفر الدبلوماسي من المرزوقي، فيما قامت النيابة العامة بإصدار بطاقة جلب دولية ضده لدوره في الإضرار بمصالح الشعب التونسي

ويعتقد كثير من المتابعين للشأن التونسي أن محاولات حركة النهضة وأذرعها لإرباك الرئيس ستفشل كسابقاتها لأن الأخير أظهر إصرارا على المضي في سياساته.

ربما يعجبك أيضا