«أوميكرون» يضرب القارة العجوز.. إغلاق شامل قبيل فترة الأعياد

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

قبل أسبوع من احتفالات أعياد الميلاد، تسارع دول العالم إلى تشديد القيود وفرض تدابير أكثر صرامة لكبح موجة جديدة من تفشي فيروس كورونا، والتي حفزها المتحور أوميكرون سريع الانتشار. وأعلن رئيس الوزراء الهولندي إغلاقا شاملا في البلاد حتى الرابع عشر من يناير المقبل لمواجهة انتشار الوباء، فيما سجلت بريطانيا معدلا غير مسبوق بأوميكرون تجاوز عشرة آلاف إصابة.

أعياد الميلاد.. احتفالات صامتة

او

تدابير احترازية تسبق موسم الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية في أمريكا والقارة العجوز، فقد أعلنت هولندا فرض إغلاق شامل خلال فترة الأعياد لتصبح أول دولة أوروبية تتخذ هذا الإجراء اعتبارا من اليوم (الأحد). إجراء قالت السلطات الهولندية إنه أمر لا يمكن تجنبه مع الموجة الخامسة ومع تفشي أوميكرون بأسرع مما كان متوقعا. الإجراءات تتضمن إغلاق جميع المتاجر غير الأساسية والمطاعم وصالات الألعاب الرياضية.

في بريطانيا، ولتجنب انهيار المرافق والسيطرة على أعداد المصابين، أكد رئيس بلدية لندن، صادق خان، أن فرض القيود مجددًا للسيطرة على انتشار متحور أوميكرون بات أمرًا حتميًا، بعدما انتشر كالنار في الهشيم في العاصمة لندن رغم اللقاحات!

يأتي إعلان عمدة لندن بعد أن بلغ عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بكورونا مائة وخمسا وعشرين حالة أمس السبت ، مقارنة بمائة وإحدى عشرة وفاة الجمعة. وقالت السلطات الصحية في بريطانيا إن الإصابات بمتحور أوميكرون قفزت بأكثر من عشَرة آلاف في يوم واحد، حيث سجلت نحو خمسة وعشرين ألف إصابة الجمعة في أعلى حصيلة إصابات بالمتحور أوميكرون.

فيما أحجم وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد عن استبعاد احتمال فرض قيود جديدة للحد من انتشار كورونا قبل عيد الميلاد قائلا إن انتشار سلالة أوميكرون يمثل وضعا سريع التغير للغاية. وبحسب المفوضية الأوروبية يتوقع أن يصبح أوميكرون النسخة المهيمنة بحلول منتصف يناير.

وفي باريس، أعلنت بلدية العاصمة في وقت سابق، إلغاء كافة الألعاب النارية والحفلات الموسيقية المقررة في جادة الشانزليزيه ليلة رأس السنة مع حظر استهلاك الكحول في الأماكن العامة.

شتاء صعب

لا يختلف الوضع كثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يتوقع شتاء صعبا وانتشارا واسعا لمتحورات كورونا ضمن سيناريو وصف بالمرعب ستتعرض له البلاد. ويتمثل السيناريو في انتشار سريع ومتزامن لما يصفونه بثلاثية فيروسات قاتلة، الإنفلونزا وكورونا بمتحوريه الأخيرين “دلتا” و”أوميكرون”. وتدعم المعطيات والتوقعات تحذيرات الرئيس جو بايدن الذي تسعى إدارته لإقناع الأمريكيين بضرورة التلقيح لمواجهة خطر الفيروس.

وسجلت المؤسسات الصحية في مختلف الولايات المتحدة ملامح البداية الأولى للمتحور خاصة في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي، حيث بلغت الإصابات بالمتحور الجديد 13% من إجمالي الإصابات الجديدة، ويتوقع أن تصل لـ 20% في ولاية تكساس جنوبا.

منذ وصوله إلى البيت الأبيض يسعى الرئيس بايدن إلى إقناع الأمريكيين بضرورة تلقي اللقاح، لكن إدارته لا تزال تواده مصاعب التشكيك الشعبي في جدوى اللقاحات رغم الأرقام الصادمة في أعداد الإصابات والوفيات. وفي القارة الأمريكية، ستعيد مقاطعة كيبيك الكندية العمل بنظام الحد من عدد الموجودين في الحانات والمطاعم والمتاجر.

بحسب إحصاء أجرته “رويترز” فإنه خلص إلى أن إجمالي الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في الولايات المتحدة ارتفع، السبت، إلى 809116 من 808661 في اليوم السابق، وذلك بعد وفاة ما لا يقل عن 455 شخصاً.

مجرد فيروس تنفسي

أخيراً وفي خضم التصريحات المتشائمة حول المتحور الجديد الذي ينتشر أسرع في العدوى بنحو 70% مقارنة بالمتحورة دلتا والسلالة الأصلية من فيروس كورونا، بحسب ما بيَّنت دراسة أخيرة قامت بها “جامعة هونغ كونغ”.

إلا أن تصريحا متفائلا من منظمة الصحة العالمية حول فيروس كورونا على لسان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في المنظمة مايكل راين الذي تفاءل بمستقبل أفضل حسب وصفه، وقدّر عالم الأوبئة والجراح أنه إذا اتخذ العالم التدابير الصحية بجدية وازدادت تغطية اللقاحات سيكون ممكنا التغلب على الجائحة، ورغم أنه من غير المرجح أن يختفي الفيروس إلا أن راين يعتقد أنه سيصبح مجرد فيروس تنفسي مزمن آخر مثل الإنفلونزا.

وأظهرت ملاحظات أولية عن أن معظم مرضى “أوميكرون” لا تنخفض في دمائهم مستويات الأوكسجين ولا يحتاجون إلى علاجات مكثفة، لكن كثيراً من الخبراء في مجال الصحة العامة وهيئات صحية عدة، من بينها “منظمة الصحة العالمية”، حثوا الناس على توخي الحذر، بحسب “واشنطن بوست”.

ربما يعجبك أيضا