«جبر الخواطر» رسالة المنظمات المدنية لدعم الفقراء بهولندا

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – “جبر الخواطر” وجمع الصدقات من أجل فقراء هولندا ظاهرة جديدة تشهدها المدن الهولندية بكثرة في السنوات الأخيرة، حيث الدعوات لإنقاذ أو جبر خاطر الفقراء في البلاد وكانت الدعوة أيضا للتعايش وتقاسم المناسبات معا مهما كانت طقوسك الدينية يمكنك مشاركة جارك فرحته.

وذلك من منطلق أزمة كورونا التي يجب أن تقرب الجميع، الأزمة التي ضاعفت أعداد الفقراء في البلاد وبشكل كبير، حيث زاد الفقر بنسب كبيرة وخاصة في الأحياء الفقيرة بالمدن الكبيرة، ولا شك سياسة الإغلاق التي تتبعها الحكومة بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا، أثرت  بشكل سلبي على أصحاب الدخل المنخفض، بخلاف المقيمين بالبلاد شكل غير شرعي، كذلك اللاجئين الذين يقيمون سنوات في مراكز اللجوء في انتظار تسوية أوضاعهم، وكل هؤلاء كان يمكن أن تقدم لهم الشركات وأصحاب المطاعم والفنادق المساعدة، ولكن للأسف كل هؤلاء في أوضاع حرجة للغاية ومعظمهم على وشك الإفلاس.

 مما اضطر منظمات المجتمع المدني أن تتدخل لمساعدة الفقراء عن طريق جمع الصدقات من الميسورين مادياً، وكذلك تفعل الكنائس والمساجد، وخاصة في المناسبات الدينية المهمة، والآن الدعوات والمناشدات تتزايد  لجمع التبرعات لعمل شنطة الكريسماس للفقراء والمحتاجين، حتى لو كانت المساعدة بمواد تموينية، وممكن أيضا أن يتقاسم  الموظف أو العامل مع شخص آخر هديته “التي حصل عليها بمناسبة الكريسماس من جهة عمله” وذلك حتى يجبر خاطره ويدخل الفرحة على أولاده، وقالت منظمة الصداقة ساعد معنا  لعمل شنطة أو صندوق أعياد الكريسماس، وذلك حتى نتشارك جميعا الفرحة، كما وجهت منظمات نداء للجميع بأن يكون هناك دعوات على الطعام حتى لو لم تحتفل بأعياد الكريسماس أدعو جارك على الطعام وتشارك معه فرحته بالعيد.

 والجدير بالذكر أنه في رمضان الماضي كانت قد دعت المساجد والكنائس أصحاب الدخل المنخفض والمحتاجين إلى التوجه للحصول على وجبات جاهزة مجانية، وهناك من قدم وجبات في مقابل مادي زهيد جدا، المهم أن يحصل كل صائم على طعامه، والمنظمات جهزت “الشنط الرمضانية”وتم توزيعها على المحتاجين،  بخلاف هدايا العيد، وكذلك قدمت بيوت الحي ومنظمات المجتمع المدني وأسر هولندية وعربية هدايا للأطفال في الأعياد بهدف إدخال الفرحة على قلوب الأطفال الفقراء.

الحكومة بدورها عن طريق البلديات أعلنت عن مساعدات مثل أماكن للمشردين للنوم وقت الجائحة مع توفير طعام لهم، ومساعدات زهيدة لأصحاب الدخل المنخفض مساهمة في ارتفاع سعر الغاز في البيوت، ولكنها لم تكن المساعدة المتوقعة مما أثار غضب الأحزاب اليسارية، والتي أكدت أنها كانت تتوقع من الدولة أن تساعد بشكل أكبر، خاصة اللازمة كبيرة والغلاء طال كل شيء، وأثر على الجميع حتى رجال الأعمال.   

مبادرة الصداقة لجمع التبرعات

نظمت  جمعية الصداقة  مبادرة قبل احتفالات عيد الميلاد ، حيث طلبت من المتبرعين المساهمة معا لإسعاد  الأشخاص الأقل حظًا. وقالت إذا كنت قد تلقيت هدية عيد الميلاد من صاحب العمل الخاص بك والتي يمكنك مشاركتها كليًا أو جزئيًا مع شخص آخر،  فيمكنك تسليم هذه  الكريست باكيت إلى مؤسسة الصداقة.

وأكدت المؤسسة على أن هناك دائما الكثيرين ممن يرغبون في تقديم الهدايا والمساعدات الى مؤسسة الصداقة  تعبير صادق عن الحب  في توصيل هدايا عيد الميلاد المقدمة للمحتاجين. و يقول رئيس المؤسسة أحمد المصري هي في نظر الله من أجمل الأعمال التي يمكن أن تنشأ وهي دعم ومحبة ودليل على الاندماج الحقيقي ونشر ثقافة الحب بين الناس

وقال إنه من أصعب الأوقات الفترة الممتدة من 21 ديسمبر حتى ما بعد العام الجديد هي أحلك فترة، حيث يكون عيد الكريسماس  أطول ليلة في العام. فترة يتم فيها إيلاء الكثير من الاهتمام للحاجة إلى المزيد من الدعم.

ووجه المصري نداء للجميع  قائلا سواء كنت تحتفل بعيد الميلاد أم لا: قم بدعوة جارك أو أحد أفراد أسرتك إلى طاولتك، وتناول الطعام معًا واجعل العالم من حولنا أكثر إشراقًا وسعادة.

يرجى مشاركة أكبر قدر ممكن حتى نتمكن من الوصول إلى مجموعة كبيرة من الناس.

مليون  في هولندا يعيشون تحت خط الفقر

وبحسب تقارير المكتب الهولندي للإحصاء والذي نشر في وقت سابق، فإن نسبة 6.2% تعني من الفقر أى أن هناك ما يزيد قليلًا عن مليون شخص في هولندا يحصلون على الحد الأدنى من الدخل، من بينهم 391.000 عاشوا عند هذا الحد لمدة أربع سنوات على الأقل، أي ما يعادل 2.5% من السكان وذلك حسب التليجراف.

وأفاد تقرير مكتب الإحصاء بأنه لم تتوفر بيانات حتى الآن عن معدلات الفقر منذ جائحة كورونا، لكن تقول العديد من المنظمات الاجتماعية إن المزيد من الأشخاص يلجأون للمساعدة منذ مارس/ آذار الماضي.

يذكر أنه في السنوات التي أعقبت الأزمة الاقتصادية، ارتفع معدل الفقر إلى 7.4% من السكان في عام 2013، وانخفض معدل الفقر منذ ذلك الحين ببطء. وفي عام 2019، كان هناك 251.000 طفل يعيشون مع أسر تحت خط الفقر في هولندا بأقل بمقدار 7.000 طفل عن عام 2018. في حين كان عددهم في عام 2013 ما يصل إلى 321.000 طفل.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعربت منظمات الإغاثة عن قلقها من تزايد الفقر الذي تسببت به أزمة كورونا وذلك بعد ارتفاع الطلب على المساعدات الغذائية. وأفادت منظمة نيبور أن تقريبًا خمس الهولنديين يعانون من انخفاض الدخل بسبب كورونا، وكان أكثر المتضررين من الشباب وأصحاب المهن الحرة والعاملين لحسابهم الخاص، وأيضا المهاجرين من أصول عربية واللاجئين.

ربما يعجبك أيضا