صراع في إسطنبول ولندن.. ماذا ينتظر الإعلام الإخواني خلال 2022؟

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تلقت جماعة الإخوان المسلمين ضربات قوية شطرتها نصفين في العام 2021، وانقسمت بشكل كبير إلى جبهتي صراع واحدة في إسطنبول بتركيا بقيادة محمود حسين واختيار مصطفى طلبة مرشدًا، والأخرى في لندن عاصمة بريطانيا يقودها إبراهيم منير، صدى هذا الانقسام انعكس بشكل كبير على كل مفاصل عمل الجماعة وساهم في ضعفها وتناحر أقطابها بشكل متزايد خاصةً في الأيام الأخيرة.

وعلى المستوى الإعلامي الخاص بالجماعة الإرهابية، جرى تدشين تنظيمين داخل الجماعة، ومتحدثين رسميين (في لندن وإسطنبول)، ومنصات إعلامية خاصة لكل جبهة، وبات السؤال: ماذا ينتظر الإعلام الإخواني في 2022؟.

صراع إعلامي

وفي ظل المحاولات التركية لإعادة العلاقات لمسارها الإيجابي مع القاهرة، قررت “أنقرة” وقف كافة البرامج التحريضية ضد مصر والتي تبث من أراضيها من خلال برامج فضائيات الشرق ومكملين وغيرها، ومع مغادرة إعلاميي الإخوان الأراضي التركية صوب عواصم أوروبية أبرزها (لندن) بناءً على تعليمات وتوجيهات عليا، سعى تنظيم الإخوان مؤخرًا، إلى إعادة عناصره مجددًا للظهور الإعلامي عبر قناة فضائية تبث من بريطانيا، وبتمويل ضخم من تنظيم “حزب الله”، من خلال ظهور جديد للإعلامي الإخواني معتز مطر عبر قناة جديدة يؤسسها المصري أيمن نور ويجري التنسيق لإطلاق منصات جديدة.

ولا يخفى على أحد إلى من سيكون الولاء (فيما يخص الصراع الداخلي الإخواني بين جبهتي محمود حسين وإبراهيم منير) في القنوات الجديدة التي ستبث من أراضي بريطانيا، وباتت وسائل الإعلام الإخوانية في الوقت الحالي، سببًا في الكشف عن الصراعات المشتعلة التي تعيشها الجماعة، وعن حالة الضعف التي وصلت إليها، ومسرحًا أيضًا لتبادل الاتهامات بين قياداتها.

تخبط وانقسام

ويرى أحمد بان الباحث المصري والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، إن “إعلام الإخوان مرتبك، فاقد للبوصلة الأخلاقية أو المهنية يمضي إلى نهاياته المحتومة”.

وأوضح بان بحسب موقع “العين الإخبارية” أن “المشهد الإعلامي هو انعكاس لحالة الانقسام داخل تنظيم لم يعد تنظيمًا مركزيًا له قيادة واحدة ومنصات إعلامية واحدة، بل أصبح أكثر من تنظيم يملك كل واحد منهم منصاته الإعلامية”.

وأردف الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي: “يتوخى تنظيم الإخوان عبر منصاته الإعلامية تحقيق أهداف مموليه، بعد أن أصبح التنظيم رهينًا لأجهزة مخابرات تتلاعب به، وهو ما يفسر التضارب والارتباك في الأداء والسلوك”. ورجح بان “استمرار نفس تخبط وسائل الإعلام الإخوانية في العام الجديد، وذلك حتى تتغير أجندة الممولين”، على حد تعبيره.

ومنذ نشأته، عمد تنظيم الإخوان على توظيف الماكينة الإعلامية لتعزيز نفوذه الأيديولوجي والسياسي، عبر القنوات والمواقع الإلكترونية المملوكة لها وقنوات يوتيوب العديدة ووسائل التواصل الاجتماعي الرقمية الأخرى.

فشل كبير

كشفت دراسة لمركز الإنذار المبكر للدراسات الاستراتيجية، أن نتيجة فشل القنوات الإخوانية في إحداث تأثير استراتيجي، اضطرت القيادة العليا للحركة بالاتفاق مع ممولي القنوات، لإعادة هيكلة قنواتها ومنابرها، حيث تمثل وسائل الإعلام أحد الركائز الأساسية لمشروع الانتشار والسيطرة الذي تتبناه جماعة الإخوان، ولهذا السبب تولي الحركة اهتمامًا كبيرًا لهذا الملف، خاصةً خلال السنوات الماضية.

ولفتت الدراسة أن سلسلة قنوات فضائية، ومواقع إلكترونية، وصحف ورقية، إضافةً لشركات إنتاج إعلامي تعمل جميعها بشكل منسق في دول أوروبية بهدف الترويج لأفكار جماعة الإخوان الإرهابية وإثارة الفتن والتطرف في دول المنطقة. وأوضحت الدراسة، أن الفترة الماضية ظهر عدد من وقائع الفساد المالي والإداري داخل القنوات والمواقع الإخوانية، وهو ما تسبب في حالة من عدم الثقة لدى الممولين لهذه القنوات، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تغيرًا كبيرًا في المواقع القيادية في هذه القنوات، وهو ما بات منتظرًا في العام المقبل وفي ظل صراع سياسي إخواني داخلي كبير.

ربما يعجبك أيضا