«ردًا بالمثل».. إيران قد تضرب «ديمونة الإسرائيلي» إذا تعرضت منشآتها النووية للقصف

يوسف بنده

رؤية

انتهت الجمعة الماضية 24 ديسمبر الجاري، المناورات الحربية للحرس الثوري التي تضمنت إطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز.

وقال قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي “كانت لهذه التدريبات رسالة واضحة جدا.. رد جاد وحقيقي على تهديدات الكيان الصهيوني وتحذيره من ارتكاب أي حماقة”

وتابع “سنقطع أيديهم إذا ارتكبوا أي حماقة… المسافة بين العمليات الحقيقية والمناورات الحربية هي فقط تغيير زوايا إطلاق الصواريخ”.

واختبرت إيران الجمعة الماضية، إطلاقا متزامنا لصواريخ بالستية نحو هدف واحد في ختام مناورات واسعة في جنوب البلاد، وفق التلفزيون الرسمي، مع تحذير مسؤولين عسكريين لإسرائيل من تنفيذ تهديداتها ضد الجمهورية الإسلامية.

وأتت المناورات التي أجراها الحرس الثوري، في وقت يوجه مسؤولون في إسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، تهديدات متكررة لطهران على خلفية برنامجها النووي والمفاوضات الرامية الى إحياء الاتفاق الدولي المبرم بشأنه، مشددين على أن الدولة العبرية لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح ذرّي، وهو ما تنفي الأخيرة السعي إليه.

انتهاك قرار2231

وقد رفضت طهران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده، الجمعة موقف بريطانيا من المناورات الصاروخية للحرس الثوري الإيراني.

وقد أدانت الحكومة البريطانية إطلاق الصواريخ الباليستية، واصفة إياه بأنه انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.

وقال سعيد خطيب زاده: “إن إيران تعمل في إطار القوانين والأنظمة الدولية وبما يتوافق مع احتياجاتها الدفاعية”، وتعتبر هذه “التصريحات تدخلاً في الشؤون الداخلية لإيران”.

وأضاف: “إنَّ إيران لا تسعى للحصول على إذن من أحد لبرنامجها الدفاعي، ولا تتفاوض عليه”.

وتابع: إن الحكومة البريطانية تعرف أكثر من أي جهة أخری أن “برنامج الصواريخ الإيراني لا علاقة له بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 وبنوده”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية ردا على المناورات الصاروخية للحرس الثوري الإيراني، “إننا ندين استخدام إيران للصواريخ الباليستية في مناورة اليوم”.

وقال المتحدث إن هذا الإطلاق يعد انتهاكًا واضحًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الذي يطالب إيران بالامتناع عن أي أنشطة تتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية، بما في ذلك إطلاق الصواريخ باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.

وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 ، الذي تم تبنيه بعد التصديق على الاتفاق النووي عام 2015 ، يدعو إيران إلى الامتناع عن تطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس حربية نووية.

ومع ذلك، صرحت إيران أن صواريخها غير قادرة على حمل أسلحة نووية، وبالتالي فإن أنشطتها الصاروخية لا تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.

تهديد إسرائيل

تصاعدت في الأشهر الأخيرة الحرب الكلامية بين المسؤولين الإسرائيليين والإيرانيين. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن بلادهم قادرة على قصف المنشآت النووية الإيرانية. كما تحدث مسؤولون في الجمهورية الإسلامية عن رد “دامِغ” على مثل هذا الهجوم.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، قد قال إنه إذا وصلت المحادثات النووية مع إيران إلى طريق مسدود، فينبغي على الغرب أن يطرح خيار “تهديد عسكري ذي مصداقية” على الطاولة.

وقال: “إذا اعتقد الإيرانيون أن العالم لا ينوي بجدية إيقافهم، فسوف يذهبون إلى القنبلة”.

هذا، وقد قال قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إن التمرين “تحذير جاد وحقيقي وميداني لتهديدات المسؤولين الإسرائيليين” بـ “توخي الحذر من أخطائهم”.

وهدد قائد الحرس الثوري الإيراني بأن “المسافة بين العملية الفعلية والتدريبات الصاروخية للحرس هي فقط في تغيير زوايا إطلاق الصاروخ”.

ديمونة الهدف

أفادت وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري الإيراني بأنه خلال التمرين الأخير جنوبي إيران، تمت محاكاة “هجوم على مفاعل ديمونة النووي” في إسرائيل. في حين أن وسائل إعلام إسرائيلية كانت قد ذكرت، في وقت سابق، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لـ”محاكاة” هجوم على برنامج إيران النووي.

وكتبت وكالة “فارس” للأنباء في هذا الصدد أن الهجوم تمت محاكاته من خلال سلاح الجو التابع للحرس الثوري “باستخدام 16 صاروخا باليستيا و5 طائرات مسيرة انتحارية”.

كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي أبلغ إدارة بايدن بـ”الجدول الزمني” للجيش الإسرائيلي لمهاجمة إيران.

وقال مسؤول أميركي كبير في 8 ديسمبر (كانون الأول) إن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين سيناقشون التدريبات العسكرية لمحاكاة هجوم على المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت الدبلوماسية.

وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فمن المقرر أن تجري قوات الدفاع الإسرائيلية مناورة عسكرية واسعة النطاق الربيع المقبل “لمحاكاة هجوم على برنامج إيران النووي” فوق البحر المتوسط.

وهذه التدريبات العسكرية هي واحدة من أكبر التدريبات التي سيجريها سلاح الجو الإسرائيلي على الإطلاق وستتضمن عشرات الطائرات، بما في ذلك طائرات F-35 وF-15 وF-16 المقاتلة، وطائرات التجسس وطائرات التزود بالوقود.

ومن داخل إيران، رأت وجهة النظر المحافظة والتي عبرت عنها صحيفة “كيهان” المعروفة بتوجهاتها السياسية المتشددة، أن هذه المناورات قد حملت رسالة سياسية إلى الأطراف الغربية التي تتفاوض مع إيران في فيينا مفادها أن الحكومة الإيرانية الجديدة لن تقبل مناقشة موضوع القدرات الصاروخية لإيران بأي شكل من الأشكال.

وبذلك، يكون التهديد بضرب مفاعل ديمونة الإسرائيلي، هو في إطار الرد المتبادل بأن إيران ستقدم على ذلك، إذا تعرضت منشآتها النووية للضرب من جانب إسرائيل.

ومن وجهة نظر أخرى، عبرت عن الرؤية الإصلاحية، كتبت صحيفة “ستاره صبح”، إن المناورة الأخيرة التي أجرتها إيران كانت ردة فعل على التهديدات الإسرائيلية إلا أنه لم يكن هناك داع لإجرائها لاسيما في الوقت الذي تحاول فيه طهران التفاوض مع المملكة العربية السعودية وحل الأزمة بين البلدين، وبالتالي فإن القيام بمثل هذه الخطوات في هذا التوقيت قد يعرقل الأمور ويزيدها تعقيدا.

ربما يعجبك أيضا