لإنهاء الاحتلال الحوثي.. «ألوية العمالقة» تتدخل لتحرير شبوة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

وصلت طلائع  من قوات ألوية العمالقة إلى وسط مدينة عتق، مركز محافظة شبوة جنوبي اليمن. وحظي وصول هذه القوات بترحيب شعبي كبير. وكانت الألوية قد أكدت أن قواتها العسكرية التي انطلقت من جبهة الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي بمحافظة شبوة، ستعمل على  تحرير المديريات التي سقطت بيد مليشيات الحوثي في شبوة.

تشكلت قوات ألوية العمالقة عام 2015، وشكلت المقاومة الجنوبية نواتها الأولية، ويبلغ قوامها أكثر من 15 ألف جندي، ساهمت في طرد ميليشيا الحوثي من عدن، وشكلت رأس الحربة في معارك الساحل الغربي، ومثلت القوة الضاربة في تأمين المديريات الساحلية على البحر.

خطة الانتشار.. ترتيبات وتدابير

لم يربك استهداف ميليشيات الحوثي لمطار عتق الدولي في شبوة خطة قوات ألوية العمالقة في الانتشار في المحافظة. فقد أكد المركز الإعلامي لألوية العمالقة، أن الهجوم الصاروخي الحوثي لم يوقع أي خسائر قي الأرواح والعتاد، مشددا على أن عملية الانتشار تمشي وفقا للخطة المرسومة.

كما أشار إلى أن القوات التي انتشرت في شبوة هي من ضمن قوات الاحتياط، فيما الوحدات المرابطة في الساحل الغربي كافة صامدة في مواقعها. التدابير والترتيبات اللازمة على الصعيد العسكري واللوجستي لعملية شبوة تم اتخاذها وفق مصادر من ألوية العمالقة، والشبوانيون بانتظار ساعة الصفر لما يرونه أنه تصحيحا لمعارك وهمية زعمت قيادات الإصلاح أنها تخوضها ضد الحوثيين لتحرير الأرض من قبضتهم، قبل أن تظهر الأدلة مؤامرات الطرفين والتي مكنت الميليشيات الحوثية من السيطرة على مديريات مهمة بالمحافظة في سبتمبر المنصرم من دون قتال ما أتاح لها التقدم نحو مأرب وصولا إلى احتلال مديريات العبدية وجبل مراد والجورة.

وتزامن الهجوم، مع حلول الذكرى الأولى للهجوم الغادر والإجرامي الذي استهدف مطار عدن الدولي، بثلاثة صواريخ في 30 ديسمبر العام الماضي لاغتيال وزراء حكومة الكفاءات اليمنية، وخلَّف الهجوم مجزرة وحشية راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من بينهم قيادات مدنية وعسكرية وموظفون دوليون وصحفيون.

إقالة محافظ الإخوان

يأتي تحرك قوات العمالقة في شبوة، في أعقاب إقالة المحافظ الإخواني محمد صالح بن عديو المتهم بالتواطؤ مع الحوثيين، والمتورط بقضايا فساد وانتهاكات، وتعيين الزعيم القبلي والبرلماني البارز عوض الوزير العولقي محافظا للمحافظة، في إطار ترتيب سياسي وعسكري وقبلي واسع، يستهدف إجهاض مخططات الإخوان والحوثيين، واستعادة مبادرة الهجوم في جبهات القتال مع ذراع إيران في اليمن.

لذلك فإن دخول قوات العمالقة على خط معركة شبوة جنوب اليمن، شكّل بداية التصحيح الحقيقي لتحييد العناصر والجهات الإخوانية، التي تآمرت على إسقاط محافظات شبوة والبيضاء ومأرب، لصالح المليشيات الحوثية، وهو ما بدا جليا من خلال حفاوة الاستقبال الشعبية التي أبداها سكان مدن شبوة.

وكان بن عديو، أطلق 3 عمليات عسكرية لتحرير مديريات عين وبيحان وعسيلان، لكنها لم تكن تعدو عن كونها تصريحات إعلامية مخادعة لامتصاص غضب المجتمع الشبواني وتخدير للشارع اليمني.

شبوة.. أهمية استراتيجية

يشكل موقع شبوة الجغرافي بجنوب اليمن أهمية إستراتيجية لجميع أطراف الصراع، ومفترق طرق بين شرق البلاد وغربها ووسطها. تمتلك محافظة شبوة موقعا استراتيجيا هاما في منتصف الساحل الشرقي تزهو بإطلالتها على بحر العرب وطريق الإمداد التجاري. وتعد ثالث أكبر المحافظات اليمنية من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحتها 42.584 كم مربع، وتتكون من 17 مديرية وعاصمتها عتق. ويبلغ شريطها الساحلي حوالي 300 كم حيث يعد رافدا هاما للثروة السمكية.

وتعد شبوة من المحافظات الغنية بالثروة المعدنية والنفطية، حيث تضم عدة قطاعات نفطية منتجية، كما تضم أكبر شركة لتسييل الغاز في اليمن، و3 حقول نفطية تنتج خمسين ألف برميل يوميا على الأقل.

هذا وتجمع محافظة شبوة بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر، فهي عروس بحر العرب ومهد الحضارات العريقة. تصدرت مكانتها التاريخية كعاصمة لأقدم الممالك الشهيرة في اليمن وشبه الجزيرة العربية.

ربما يعجبك أيضا