سوريا.. هل هناك خلافات بين «الأسد» وإيران؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تغلغل إيراني غير مسبوق في كافة المدن السورية التي يسيطر عليها نظام الأسد، يتحركون كما يريدون ويشكلون الميليشيات تلو الميليشيات في كافة المدن السورية، مليشيات تابعة حصرا لنظام الملالي في قم وطهران ولا تأتمر إلا بأمر الاستخبارات الإيرانية.

لا نتحدث هنا عن الجامعات الإيرانية ونهب أراضي السوريين (السكان الأصليين الذي تم تهجيرهم خارج بلدهم)، ولا عن استقدام عشرات الآلاف من الشيعة الأفغان والإيرانيين والباكستانيين والأذريين ومنحهم الجنسية السورية وإحلالهم محل سكان سوريا الأصليين، ولا عن ارتداء الآلاف من عناصر المليشات الأجنبية متعددة الجنسيات للباس العسكري السوري، وإنما نتحدث عن عشرات القواعد العسكرية وخطوط إمدادات لوجستية عبر العراق ولبنان لا تتوقف فيها الأرتال العسكرية عن القدوم لسوريا.

مخطئ من يظن أن إيران دخلت سوريا لتدعم نظاما بل دخلت لاحتلال سوريا، وهذا ما يعلنه القادة العسكريين في إيران بلا مواربة، وواهم أنه سيستطيع “تقليم أظافر إيران”، فالأمر لم يعد مجرد “أظافر” بل احتلال كامل.

وجاء قصف ميناء اللاذقية شريان حياة اقتصاد نظام الأسد ليعمق الخلافات بين الجانبين، فإيران تدرك أن هناك ضوءًا أخضر روسيًا لقصف مواقعها، وأن النظام موقفه غير واضح، والمفارقة أن المضادات الجوية والدفاع الجوي للنظام لا يتدخل ولا يتم تفعيل منظومة الإس 300، بل إن قاعدة حميميم الروسية تبعد عن مواقع القصف الأخير 15 كليومتر ليس إلا، كما صحيفة “تايم أوف إسرائيل” كشفت عن إجراء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مكالمة هاتفية مع وزيري خارجية إسرائيل ونظام الأسد قبل استهداف ميناء اللاذقية.

فضائية العربية، تحدثت اليوم بأنه تم إقالة نائب قائد البحرية السورية بعد ترويجه لنشاط فاسد في منطقة الساحل، وزعمت أن نظام الأسد بدأ بإعادة النظر في الدور الإيراني بمنطقة الساحل السوري، كما أنه منع جهات إيرانية من العمل برصيف الحاويات بميناء اللاذقية”، خصوصا بعد الغارات الإسرائيلية على ميناء اللاذقية، بل وزادت أن: “الأسد طلب بإعفاء جواد غفاري مسؤول إيران في سوريا من منصبه”، وهو ما لا يمكن تأكيده أبدا، مع العلم أن الإعلام العربي يظن أنه بمثل هذه الأخبار قد يعمق المسافة والخلافات بين الجانبين، وهو ما لم يحدث لأن إيران أصلا تهمين على الوضع بشكل كبير.

وقالت مصادر “العربية” إن تطوير وتعزيز إيران لقدراتها في سوريا يعرضان مصالح النظام للخطر، وقوات النظام تدرك أن إيران تعزز قدراتها في سوريا دون تنسيق معها، خصوصا أن قائد وحدة 190 بفيلق القدس الإيراني يقود جهود نقل الأسلحة لسوريا، وأردفت أن “إيران تستخدم سفنا مدنية لنقل عتاد عسكري لتعزيز نشاطها في سوريا”.

إسرائيل كثفت في الآونة الأخيرة من غاراتها الجوية على مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا وسط صمت مطبق من نظام الأسد وإيران، ووعود عن “رد في الوقت المناسب”، وهو الرد الذي تأخر سنوات حتى الآن!.

خوف من تجدد الغارات

فيما أصدر المصرف المركزي التابع للنظام بيانا، طالب فيه التجار والمستوردين باستخلاص بضائعهم التي وصلت إلى مختلف المرافئ السورية الخاضعة لسيطرة الأسد، وذكر المصرف أنه تقدم بهذا الطلب بسبب تعرض المرافئ السورية لاعتداءات متكررة.

قصف لا يتوقف

جيش الاحتلال الإسرائيلي لا تتوقف غاراته على مواقع النظام والقوات الإيرانة في سوريا، وكان آخرها الثلاثاء الماضي، غارات جوية على ساحة الحاويات بميناء اللاذقية، استهدفت بحسب مصادر إعلام عبرية شحنة أسلحة إيرانية، الغارات كذلك أدت إلى نشوب حريق كبير في منطقة الاستهداف، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية كبيرة بعدد من الحاويات.

كما أفاد موقع “واللا” walla العبري، نقلا عن مصادر في جيش الاحتلال، بقصف العشرات من الأهداف التابعة لحزب الله اللبناني في سوريا والمثلث الحدودي مع الأردن، خلال الثلاث سنوات الماضية، وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن هذه الأهداف شملت مخازن أسلحة.

ربما يعجبك أيضا