السودان في مفترق طرق.. اجتماعات طارئة ومخاوف من «الفوضى»

محمود طلعت

ما يزال السودان يعيش حالة من التوتر السياسي، ازدادت حدته في الفترة الأخيرة مع عودة التظاهرات إلى الشارع وسقوط قتلى وجرحى، وسط غياب تام لأفق الحل، ما يثير مخاوف الكثيرين بانزلاق البلاد نحو الفوضى.

وتصاعد الاحتجاجات الرافضة للاتفاق الذي وقعه رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مع حمدوك في 21 نوفمبر والذي عاد بموجبه الأخير لمنصبه رئيسا للوزراء بعد عزله ضمن قرارات الجيش الصادرة في 25 أكتوبر الماضي.

الإقامة الجبــرية

منذ صباح اليوم (السبت)، تداولت العديد من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، أنباء تفيد بوضع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، مرة ثانية قيد الإقامة الجبرية.

تلك الأنباء نفاها جملة وتفصيلا مكتب رئيس الوزراء السوداني، في صفحته الرسمية عبر «فيسبوك» والذي أكد أن حمدوك يتمتع بكامل حريته في التحرك والاجتماع والتواصل.

وكان مقررًا أن يلقي حمدوك خطابا للسودانيين ليل الجمعة عبر التلفزيون الحكومي، ولكن لم يحدث ذلك وسط أنباء عن إلغائه بعد تدخل العديد من الشخصيات وطنية، بحسب «وسائل إعلام سودانية».

اجتـــماع طارئ

ويأتي ذلك في وقت يعقد مجلس السيادة الانتقالي بالسودان اجتماعا طارئا لبحث التطورات، بعد تقارير تحدثت عن إصرار حمدوك على الاستقالة.

ويحاول الاجتماع دراسة مقترحات بغية تقديمها لحمدوك لثنيه على الاستقالة، لمنع تدهور الأوضاع في البلاد، التي تشهد أزمة سياسية منذ أكتوبر الماضي.

وتعكف القوى السياسية حاليا لدراسة خريطة الطريق التي تقدم بها حزب الأمة مع إضافة بعض المقترحات والدفع بها إلى رئيس الوزراء، مؤكدة أن الاتصالات المحلية والإقليمية أثنت المرة الماضية حمدوك من تقديم استقالته.

إجراء الانتخابات

وفي كلمة له بمناسبة الذكرى 66 لاستقلال السودان، أكد البرهان تمسك مجلس السيادة الانتقالي بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وفي وقتها المحدد، معتبرا أن الانتخابات هي السبيل الوحيد للحكم.

ودعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الجميع إلى التحلي بالحكمة وإعلاء قيمة الوطن والانتماء له فوق كل الانتماءات لمواجهة الوضع العصيب بالبلاد.

وقال البرهان «نجدد التأكيد على حماية البلاد من الانزلاق نحو الفوضى والخراب.. وسنحافظ على الفترة الانتقالية ونجاحها واستكمال مهامها ومواصلة مسيرة السلام».

بنــــــاء الـــــدولة

وأضاف في كلمته «بناء الدولة السودانية الحديثة لن يأتي إلا بالتوافق والتراضي الوطني ونبذ الفُرقة والتشتت.. وهناك أزمات تحيط بالوطن وهي مهددات وجودية لا يمكن التغافل عنها أو مواجهتها إلا بالوعي التام».

وقال: «التنازع حول السلطة والانفراد بها وما ترتب عليه من إزهاق للأرواح وإتلاف للممتلكات يوجب علينا تحكيم صوت العقل»، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الحوار الجاد مفتوح للجميع.

قتــــلى وجـــرحى

واستنكر مجلس السيادة الانتقالي، الأحداث التي صاحبت تظاهرات 30 ديسمبر، والتي أدت لسقوط قتلى وجرحى، حيث وجه المجلس السلطات المختصة بأخذ الإجراءات القانونية والعسكرية لتدارك مثل هذه الأحداث، مشددة على أنه «لن يفلت أي معتدٍ من العقاب».

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية، أمس (الجمعة)، إن عدد القتلى جراء قمع الشرطة للاحتجاجات، ارتفع إلى 5 أشخاص.