في 2022.. «وجهتك الاستثمارية» إلى أين؟

كتب – حسام عيد

إذا كانت لديك مدخرات مالية وتحدوك طموحات كبيرة للفوز بالفرص والمكاسب المأمولة أو المتوقعة مع مطلع العام الجديد، عبر ضخها في وعاء استثماري بصبغة الملاذات الآمنة، ومن ثم تحقيق العوائد المحتملة، وربما يتحقق ذلك من خلال بعض القطاعات مثل الأصول غير السائلة كالعقارات أو الأصول المالية كالأسهم والذهب أو الأصول الرقمية كالعملات المشفرة. وفي التقرير التالي سنقدم عرض تحليلي مبسط لمسار أداء تلك القطاعات في 2021 ومن كان الأكثر ربحية ومن سجل خسائر، بالإضافة لتوقعات 2022، وبالتالي سنساعدك في بناء واتخاذ القرار المناسب.

العقارات

تعد العقارات من الأصول الاستثمارية الرائجة من منطلق قاعدة إنها من ضمن الأكثر تخزينًا واحتفاظًا بالقيمة وقد تدر أرباحًا ومكاسب مضاعفة.

تقرير لشركة “نايت فرانك”، والتي تعد واحدة من أهم شركات الاستشارات العقارية، أفاد بأن أسعار السكن في 55 دولة ارتفعت بأكثر من 9%، وقد جاءت تركيا في الصدارة بأكثر من 29%، ثم نيوزيلندا بنحو 25.9%، والولايات المتحدة بنسبة 18.6%، وأستراليا بقرابة 16.4%، ولكن الصين كان لديها تراجعًا واضحًا في هذا القطاع الذي يمثل نحو 30% من الاقتصاد وهذا ما أجبر الصينيين للعزوف عن الإقبال على العقارات وسلوك الاتجاه للاستثمار في الساعات الفخمة مثل “روليكس” بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.

العملات المشفرة

شهدنا إقبالًا كبيرًا على الاستثمار في العملات الافتراضية بشكل واضح، ووصلت قيمة السوق إلى 2.3 تريليون دولار، واستحوذت عملة بيتكوين على النسبة الأكبر من الارتفاعات بنسبة 75%، ثم إيثريوم بقرابة 458%، ما يعني أن معدل الاستقطاب للاستثمارات كان في تصاعد مستمر خلال عام 2021.

وقد تصبح “بيتكوين” وغيرها من العملات المشفرة أقل تقلبًا في عام 2022، فقد كانت أسعار “بيتكوين” في رحلة جامحة في 2021، حيث بلغت مستوى الـ69 ألف دولار، لكنها تُتداول اليوم دون مستوى الـ50 ألفًا.

من المحتمل أيضًا أن يساعد الاعتماد المتزايد وشرعية العملات المشفرة في التخفيف من بعض التقلبات، وقد تستمر الأسعار في التحرك بشكل حاد، لكن التحولات قد لا تكون بالعنف نفسه الذي حدث خلال السنوات القليلة الماضية.

أسواق الأسهم

شهدت معظم أسواق الأسهم في المنطقة ارتفاعات كبيرة، وأنهت عام 2021 بمكاسب قياسية، وتمكن بعضها من التحليق إلى مستويات تاريخية.

وتصدر المشهد بصعود قوي بلغت نسبته 68.2% مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية، يليه مؤشر سوق الأسهم السعودية مرتفعًا بنسبة 29.8%، ودعم هذا الأداء الإيجابي لبورصات منطقة الخليج تحديدًا عدة عوامل أهمها ارتفاع أسعار النفط وإعادة فتح الاقتصاد فضلًا عن جهود الحكومات لتحفيز الاقتصاد وأسواق المال ولاسيما في الإمارات.

كما ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية “إيجي إكس 30” بنحو 10.2% -أعلى وتيرة صعود في عامين- إلى مستوى 11949 نقطة.

وأيضًا، كان العام 2021 جيدًا لمن استثمر في سوق الأسهم الأمريكية، فعلى سبيل المثال، صعد المؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنحو 28% في 2021، لكن يُتوقع أن تشهد الأسواق الأمريكية في 2022 تباطؤا بسبب مبادرة الرئيس جو بايدن الضريبية، إذ سيتضاعف إجمالي الضرائب التي سيدفعها الأمريكيون على الاستثمارات انطلاقًا من العام 2022.

الذهب

ربما كان المعدن الأصفر النفيس هو الخاسر الأبرز في 2021، حيث تراجع بنحو 5%. ولكن منذ بداية جائحة كوفيد-19 في مارس 2020 ارتفع الذهب بنحو 16%، حيث انتعشت الأسعار مع ظهور سلالات جديدة من الفيروس وحالة الجمود السياسي في الولايات المتحدة، ولكن بعد ذلك دخلت السبائك حالة ركود.

وقد ردع الدولار الأمريكي القوي وتهديد البنوك المركزية الرئيسية في العالم بتخفيض التحفيز، العديد من المستثمرين، الذين رأوا فرصًا أفضل في ارتفاع أسواق الأسهم. كما استحوذت فترات الازدهار والانهيار المثيرة لعملة بيتكوين، التي غالبًا ما توصف على أنها المعادل الرقمي للسبائك الذهبية، على الاهتمام.

التوقعات في 2022 في كثير من بيوت الخبرة، تشير إلى أن التراجع في الذهب سوف يستمر، حيث يرجح دويتشه بنك نزول منحنى أسعار الذهب ليلامس مستوى الـ1500 دولار للأوقية مقارنة بتداوله الآن عند مستوى 1800 دولار، وذلك بسبب رفع معدلات أسعار الفائدة المرجح خلال العام الجاري، ولكن زيادة الأسعار والتضخم المتسارع الذي أصبح ظاهرة عالمية قد يكونا لهما رأي مختلف كون الذهب من الملاذات الآمنة وأدوات التحوط المفضلة وسط الأزمات.

كما يرى المحللون في “جيه بي مورجان” أن الذهب يتعرض لمزيد من الضغط مع استمرار التعافي الاقتصادي العالمي، ويتوقعون متوسط ​​سعر يبلغ 1631 دولارًا للأوقية.

وفيما يتعلق باحتمالات رفع الفائدة وخيارات استثمار الأموال، فمن الأفضل الاحتفاظ بها في البنوك وضمان عائد مرتفع. والولايات المتحدة تعتزم رفع الفائدة إلى قرابة 1% في 2022، وكذلك بنك إنجلترا المركزي الذي رفع الفائدة من 0.1% إلى 0.25%. لذلك تبقى الخيارات جميعها مفتوحة.

ربما يعجبك أيضا