في ذكرى اغتيال «سليماني».. هل اقتربت المواجهة الإيرانية الإسرائيلية؟

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

منذ مقتل «رجل إيران القوي» قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في 3 يناير  2020، توعدت إيران “بانتقام قاسٍ”، على لسان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وتصاعدت نبرة التهديدات يومياً، ولم تهدأ مشاهد الهتافات في شوارع طهران والمدن الإيرانية، المنادية بـ”الموت لأمريكا”.

واليوم أفادت بعض الصحف الإسرائيلية، باختراق مواقعها الإلكترونية؛ ويأتي ذلك تزامنا مع الذكرى الثانية لمقتل قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني.

ووفقا لـ “إيران إنترناشونال”، تم اختراق موقعي صحيفتي “جيروزاليم بوست” و”معاريف” الإسرائيليين،

وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن موقعها الإلكتروني تعرض للاختراق ووصفت الأمر بأنه يمثل تهديدا واضحا للبلاد.

وبدلا من عرض صفحة إخبارية رئيسية، أظهر الموقع رسما توضيحيا يشير على ما يبدو إلى الجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي قتل في غارة جوية بطائرة أميركية مسيرة في العراق في مثل هذا اليوم من عام 2020.

وأظهر الرسم التوضيحي ما بدا أنها رصاصة تنطلق من خاتم أحمر حول إصبع، في إشارة واضحة إلى خاتم مميز كان يضعه سليماني حول إصبعه.

وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” التي تصدر يوميا باللغة الإنجليزية في تغريدة على موقع التدوينات المصغر تويتر إنها تعمل على حل المشكلة.

وأضافت “نحن على علم باختراق واضح لموقعنا على الإنترنت إلى جانب تهديد مباشر (لإسرائيل)”.

ولم يتأثر على ما يبدو تطبيق الصحيفة على الهاتف المحمول في حين تعمل المواقع الإخبارية الإسرائيلية الأخرى بشكل طبيعي.

وبعد اختراق صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن نفس الصورة والرسالة التي نشرها القراصنة تم نشرهما لفترة وجيزة على حساب تويتر الخاص بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، ولكن سرعان ما تم حذف منشور تويتر.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدّثت عن  المناورات الإيرانية الأخيرة التي جرت في 24 ديسمبر الماضي، وقالت إن الإيرانيين في إطار المناورات العسكرية لحرس الثورة والجيش الإيراني، “ناوروا على (محاكاة) مهاجمة ما سموه الموقع الصهيوني في ديمونا وإطلاق صواريخ نحوه”، ورأت أن هذه المناورات “تأتي في إطار الحرب النفسية وإعلان نيّات من جانب إيران”.

رسالة من العراق

أحيا آلاف من أنصار تحالف الحشد الشعبي العراقي يوم السبت الماضي الذكرى الثانية لمقتل قائد إيراني وملازمه العراقي في غارة أمريكية بطائرة مسيرة.

وتصاعدت في ساحات المظاهرات شعار  “الموت لأمريكا”، من قبل المحتشدين الذين ملأوا ساحة ببغداد تكريما للجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي ترأس فيلق القدس ، ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري ، حتى وفاته في 3 كانون الثاني (يناير) 2020.

وكُتب على إحدى اللافتات في المسيرة التي نظمها مؤيدو الحشد الشعبي الموالي لإيران عبارة “يجب إنهاء الإرهاب الأمريكي”.

وقد أثار مقتل سليماني ، مهندس الاستراتيجية العسكرية الإيرانية في الشرق الأوسط، موجات من الصدمة في جميع أنحاء المنطقة وأثار مخاوف من مواجهة عسكرية مباشرة بين عدوين لدودين منذ عقود ، واشنطن وطهران.

ميزانية إضافية

الكنيست الإسرائيلي

في ديسمبر الماضي صادقت اللجنة المالية في الكنيست الإسرائيلي على ميزانية دفاع إضافية يبلغ مجموعها حوالي 9 مليارات شيكل (حوالي 2.9 مليار دولار)، استعداداً لعمل عسكري.

وأشارت المعلومات إلى أن هذه الخطوة تأتي وسط تقارير تفيد بأن إسرائيل تعد خطط طوارئ لعمل عسكري ضد إيران حال فشل الجهود الدبلوماسية في تقليص برنامجها النووي، وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة “يسرائيل هيوم“.

كما لفت التقرير إلى أن الميزانية تحوّلت لوزارة الدفاع الإسرائيلية سراً على أن تناقشها اللجنة المشتركة لميزانية الأمن.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن “هذه الإضافة تقررت خلال الأسابيع الأخيرة، لذلك لم تشمل في الميزانية العامة“.

إلى ذلك، أتت هذه التطورات بعد زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي إلى تل أبيب، التقى فيها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ووزير الدفاع بيني غانتس.

وشددت الأطراف في ذلك اللقاء على ضرورة منع إيران من محاولة كسب الوقت، داعين المجتمع الدولي إلى ضرورة أخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد.

رسائل تحذيرية

في وقت سابق أعلن أكبر قائدين عسكريين في إيران عن مناورات بحرية أجرتها بلاده لتحذير تل أبيب ، ووسط مخاوف إيرانية من خطط إسرائيلية محتملة تستهدف مواقع نووية على أراضيها، كشف قائد ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، الجمعة الماضية، أن المناورات تضمنت إطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز.

واعتبر حسين سلامي في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي الإيراني، أن تلك المناورات نفذت لإرسال رسالة تحذيرية، فيما قال رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري، إن 16 صاروخا باليستيا من طراز مختلفة أطلقت في نفس الوقت ودمرت أهدافا محددة سلفا.

يشار إلى أن إسرائيل تهدد منذ فترة طويلة بعمل عسكري إذا فشلت الدبلوماسية في منع طهران من امتلاك قنبلة نووية.

وقد دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، القوى العالمية إلى عدم السماح لإيران بكسب الوقت في المفاوضات النووية التي توقفت بطلب من إيران والتي من المقرر أن تستأنف اليوم (الإثنين).

الفرصة الضائعة

182327f4ad3094392459d21ad1d761fd

منذ أيام انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «إيهود باراك» بشدة، تعامل حكومة بنيامين نتنياهو مع ملف إيران، متحدثا عن فرصة ضيعها زعيم الليكود.

وقال باراك -في مقال نشره في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، موجها انتقادات حادة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق- إن نتنياهو “أضاع فرصة ذهبية عام 2015″، مؤكدا أن “السياسة تجاه إيران منذ عام 2015 هي إفلاس له عنوان ومسؤول. تقصير قائم على الإهمال غير المشروع وخداع الذات الخطير”.

وأضاف: “كانت الاتفاقية في عام 2015 سيئة حقًا، ولكن بمجرد توقيعها أصبحت حقيقة، لقد اختار نتنياهو الصدام غير المجدي مع (الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما) ؛ وبالتالي أضاع فرصة ذهبية بتعزيز قوة إسرائيل وتوفير الوسائل التي تسمح لها بالتصرف بشكل مستقل ضد البرنامج النووي الإيراني“.

وأشار إلى أنه “في عام 2018، دفع نتنياهو ترامب إلى الانسحاب من الاتفاقية، وهي خطوة وهمية سمحت للإيرانيين بالركض السريع نحو “دولة العتبة”، زاعمين أن الأمريكيين هم من ينتهكونها”.

وعن اللجوء إلى استخدام القوة ضد إيران، قال باراك: “إعداد خيار عسكري لتأجيل البرنامج النووي يتطلب عدة سنوات ومساعدة أمريكية ضخمة.. هذا ليس تهديدا وجوديا، لكنه تغيير جوهري سلبي في وضعنا الاستراتيجي. هذا هو الفشل الذي تركه لنا نتنياهو”.

ربما يعجبك أيضا