الحوثي يواصل العبث وتهديد الملاحة.. اختطاف سفينة شحن قبالة سواحل اليمن

محمود طلعت

تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران عدوانها برا وبحرا وجوا، ضاربة بعرض الحائط جميع الاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية.

قرصــنة في البــحر

وبهذا النهج الخبيث، أقدمت مليشيات الحوثي، مساء أمس (الأحد) على القيام بعملية قرصنة واختطاف لسفينة شحن تحمل علم دولة الإمارات وذلك أثناء إبحارها مقابل محافظة الحديدة، حسبما أعلن المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد الركن تركي المالكي.

سفينة الشحن ذات النداء «روابي» كانت تحمل معدات ميدانية خاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بسقطرى، بما فيه من عربات الإسعافات، معدات طبية، أجهزة اتصالات، خيام، مطبخ ميداني، مغسلة ميدان، ملحقات مساندة فنية وأمنية.

العميد المالكي أوضح أن عملية القرصنة تمثل تهديدًا حقيقيًا لخطر المليشيا الحوثية الإرهابية على حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.

وشدد العميد المالكي على أن المليشيا الحوثية الإرهابية تتحمل المسؤولية الكاملة نتيجة فعلها الإجرامي بقرصنة السفينة وانتهاك مبادئ القانون الدولي الإنساني، ودليل سان ريمو بشأن القانون الدولي في النزاعات المسلحة في البحار واتفاقيات الأمم المتحدة للبحار.

وأضاف: «على المليشيا الحوثية إخلاء سبيل السفينة بصفة فورية وإلا سوف تتخذ قوات التحالف كافة الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع هذا الانتهاك بما فيها استخدام القوة عند الاقتضاء».

أصابع إيرانية خبيثة

وبحسب مصادر يمنية فإن مليشيات الحوثي تسعى لتغير حمولة الشحنة ونقل الأسلحة إليها في مسعى لاستثمار ذلك إعلاميا أمام أنصارها.

يقول مراقبون: إن مليشيات الحوثي بتوجيه من الحرس الثوري الإيراني لجأت لاختطاف السفينة للضغط على تحالف دعم الشرعية لوقف العملية العسكرية في اليمن.

وطبقا للمصادر فإن مليشيات الحوثي قرصنت سفينة «روابي» إلى ميناء الصليف بالقرب من سفينة صافر والتي تعرف بقنبلة صافر النفطية الراسية شمالي ميناء الحديدة.

وتشير المصادر إلى أن السفينة الإيرانية «بهشاد» الراسية في جزر دهلك والتي يستغلها الحرس الثوري لأغراض عسكرية شاركت على الأرجح في تزويد مليشيات الحوثي بالمعلومات لقرصنة سفينة «روابي».

وفي نوفمبر من العام 2019 احتجزت مليشيات الحوثي سفينة سعودية صغيرة وزورق سحب يحمل علم كوريا الجنوبية ضمن عملياتها الممنهجة في قرصنة سفن الشحن.

كما سبق لمليشيات الحوثي في فبراير 2020 القيام بقرصنة سفينة عمانية إثر جنوحها بسبب الرياح إلى جزيرة صغيرة واقعة تحت سيطرة الانقلابيين قبالة سواحل الحديدة.

ويشير خبراء إلى استخدام إيران لسفنها الاستطلاعية في البحر لتزويد الحوثيين ببيانات استهداف السفن، معتبرين أن استغلال المليشيات لرادارات السفن نوع جديد من القرصنة يهدد أمن الملاحة الدولية.

ويؤكد عسكريون على أن أعمال القرصنة البحرية التي تمارسها المليشيات الحوثية في البحر الأحمر يحتم على المجتمع الدولي فرض عقوبات رادعة ضد المليشيات الانقلابية.

يقول سياسيون إن تحرير الحديدة وشريطها الساحلي من مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا ضرورة لتأمين حرية حركة الملاحة في البحر الأحمر.

ومنذ إيقاف العملية العسكرية الواسعة لتحالف دعم الشرعية لتحرير مدينة الحديدة في ديسمبر 2018 وتوقيع اتفاق ستوكهولم أفشل التحالف العربي أكثر من 100 هجوم بحري للمليشيات الحوثية ضد سفن شحن وناقلات نفطية وسفن ذات مهام مدنية.

وتؤمن تحركات قوات التحالف العربي البحرية والجوية مرور أكثر من 6 ملايين برميل من النفط والمنتجات النفطية يومياً عبر إحدى أهم الممرات الضيقة في العالم، وهو مضيق باب المندب.

إدانــات واســـــــعة:

وتوالت ردود الفعل التي تدين بشدة قيام مليشيا الحوثي الموالية لإيران، بالسطو المسلح على سفينة شحن قبالة مدينة الحديدة اليمنية.

حيث دانت مصر الجريمة الحوثية، مؤكدة أن مثل تلك العمليات الإرهابية تُشكل خطرًا حقيقيًا على حرية الملاحة وسلامتها في البحر الأحمر، فضلًا عما تمثله من انتهاك سافر لقواعد القانون الدولي، داعيةً في الوقت ذاته إلى الإفراج الفوري عن السفينة.

كما عبرت الأردن عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذه الأفعال الإرهابية، التي تشكل تهديدا لحرية الملاحة البحرية، وانتهاكا صارخا للقانون الدولي، مطالبا بإخلاء السفينة فورا لاستكمال مسيرها.

ودانت اليمن عملية القرصنة من قبل المليشيات الحوثية وقالت إنها تمثل انتهاكا حقيقيا على الأمن والاستقرار الدوليين وعلى أمن وسلامة الملاحة العالمية واستخفافها لجميع مبادئ القانون الدولي الإنساني.

بدورها، اعتبرت منظمة التعاون الإسلامي، هذا الاعتداء عملا إجراميًا من شأنه عرقلة حرية الملاحة البحرية والتجارية الذي تضمنه القوانين والمعاهدات الدولية، ويؤدي إلى وقف إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني.

كما دان البرلمان العربي بشدة فعل مليشيا الحوثي الإرهابية، وحذر من خطورته على حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، كونه يمثل خرقا صارخا للقوانين والأعراف الدولية وتطورا خطيرا يهدد أمن وسلامة الملاحة البحرية في هذه المنطقة الحيوية من العالم.