قوات اليونيفيل في لبنان.. المسؤوليات – التحديات

رؤية ـ جاسم محمد 

ما زال حزب الله يحرص على ظهوره العلني على الخط الأزرق مع إسرائيل، واضعا أعلام إيران وحزب الله وفلسطين على امتداد السياج الحدودي ، وهذا ما يمثل تحديا لعمل قوات اليونيوفيل في لبنان، وهذا  ما يمثل قلقا للدول المساهمة، خاصة عندما يكون الحديث عن  الدول الأوروبية المساهمة بقوات اليونيفيل.

أنشأ مجلس الأمن اليونيفيل في مارس 1978 لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان ، واستعادة السلم والأمن الدوليين ، ومساعدة الحكومة اللبنانية في استعادة سلطتها الفعلية في المنطقة وكان لا بد من تعديل الولاية مرتين، بسبب التطورات في عامي 1982 و 2000. وفي أعقاب أزمة يوليو أغسطس 2006، عزز المجلس القوة وقرر أنه بالإضافة إلى التفويض الأصلي، سيقوم ، من بين أمور أخرى ، بمراقبة وقف الأعمال العدائية ؛ مرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية أثناء انتشارها في جميع أنحاء جنوب لبنان. وتقدم مساعدتها للمساعدة في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين والعودة الطوعية والآمنة للنازحين.

أزمة لبنان وتجديد انتداب اليونيفيل 10 أغسطس 2021 

لم تمنع تغييرات الانتهاكات مع موعد تجديد تفويض اليونيفيل السابق في صيف 2020 ، كان حزب الله يوسع بشكل مطرد حجم ونطاق أنشطته العسكرية في جنوب لبنان على الرغم من وجود أكثر من 10.000 جندي من اليونيفيل.

وسعت إدارة ترامب إلى معالجة هذه المشكلة في مجلس الأمن في 4 مايو2020 ، حيث أبلغت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة كيلي كرافت المجلس أن حزب الله لا يزال “يملي على اليونيفيل أين ومتى يمكنه القيام بدوريات”، وأن الحكومة “تمنع البعثة من تنفيذ تفويضها من خلال إنكارها” الوصول إلى مواقع داخل منطقة عملياتها “. على الرغم من أن جوانب معينة من التفويض قد حظيت بالثناء – بما في ذلك فرقة العمل البحرية ، و “استقرار” وجود القوات على طول الخط الأزرق ، والآلية الثلاثية التي سمحت للضباط الإسرائيليين واللبنانيين بالاجتماع بشكل روتيني تحت رعاية اليونيفيل .وأصبح قوام اليونيفيل 10811 فردا لحفظ السلام من 32 دولة  اعتبارًا من أبريل 2021 وتعتبر ،إندونيسيا ، إيطاليا وغانا، أكبر المساهمين .

المسؤوليات ضمن السلطة المفوضة ، سيكون كبير موظفي الشؤون السياسية مسؤولاً عن المهام التالية:

ـ تقديم مدخلات موضوعية، بشأن جميع المسائل المتعلقة بتنفيذ المهام الموكلة للبعثة من منظور السياسة والعلاقات العامة وكذلك لضمان التوافق مع سياسات الأمم المتحدة وممارساتها وإجراءاتها .

ـ وضع استراتيجيات شاملة، ومتكاملة فضلا عن التوجيه السياسي والاستراتيجي لعمليات اليونيفيل ، بما في ذلك التوجيه الموضوعي بشأن قضايا السياسات لتعزيز الأهداف العامة للبعثة ؛ تحديد القضايا الناشئة المتعلقة بولاية اليونيفيل ، وتحليل الآثار وصياغة التوجيهات بشأن الاستراتيجيات والتدابير الممكنة. 

 ـ دعم أي ضمان نزاهة وفعالية دور الاتصال، والتنسيق لليونيفيل مع أطراف النزاع، بما في ذلك من خلال الآلية الثلاثية. 

ـ  دعم وزارة الخارجية  ووزارة الداخلية، في الوفاء بالتزامات تقديم التقارير للبعثة إلى مقر الأمم المتحدة، بما في ذلك التقارير السياسية المنتظمة والدورية عن التطورات في منطقة البعثة والبلد المضيف وكذلك المدخلات لتقارير الأمين العام إلى مجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار 1701. 

 ـ تعزيز مشاركة الحكومة اللبنانية، ووزاراتها ومؤسساتها الأمنية في جنوب لبنان ، مما يساهم في الواقع في بسط سلطة الحكومة الفعلية في المنطقة التي تم تفويض اليونيفيل بمساعدتها.

ـ الحفاظ على الاتصال والتنسيق السياسي ، مع الممثلين الدبلوماسيين للبلدان المساهمة بقوات والدول الأعضاء في مجلس الأمن والشركاء الآخرين ، بما في ذلك الأحزاب السياسية ذات الصلة والجهات الفاعلة في المجتمع المدني. 

ـ دعم إدارة الصحة في إدارة قسم الشؤون السياسية، وتحديد الأهداف وتحديد الأولويات، وضمان بذل جهد متماسك، وإعادة تخصيص الموارد داخل القسم حسب الحاجة، وتقييم الأداء من خلال تقييم أداء الموظفين ، وتعزيز وتسهيل تطوير الموظفين وتدريبهم ، بما في ذلك ضمان الامتثال للتدريب الإلزامي. 

التحديات 

إشارة إلى دراسة موسعة باللغة الإنجليزية بعنوان ، قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل ،صادرة في 25 مايو 2021، نشرها موقع جورج تاون  giwps.georgetown ، فإن أبرز التحديات التي تواجه قوات اليونيفيل هي :

ـ  فراغ السلطة : المنطقة التي تعمل فيها اليونيفيل تفتقر إلى سيطرة الحكومة ،وهي تقع تحت سيطرة حزب ـ الله في الجنوب ، وهذا يمثل صعوبات في الوفاء بمتطلبات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.

ـ  جائحة كورونا : حددت القوات صعوبة رئيسية في عملهم وهي النقص للتفاعل مع المجتمع المضيف بسبب COVID قيود، وأثبتت الاختبارات أن فيروس كورونا المستجد كان منتشرا كثيرا في المنطقة. 

ـ اللغة والترجمة : حاجز اللغة والترجمة من العربية إلى لغات قوات حفظ السلام مما تسبب في تأخير العمليات.

ـ التمييز على أساس الجنس :  التمييز على أساس الجنس والعنصرية بين المدنيين .

ـ الأمن : عدم الاستقرار في المنطقة ، العداء بين حزب الله وإسرائيل .

ـ المهاجرين : هناك أعداد كبيرة من موجات الهجرة من سوريا الى لبنان.

الاستنتاج

تزايدت مخاوف بعض دول أوروبا وكذلك الاتحاد الأوروبي، حول مشاركة قواتها مع قوات اليونيفيل الدولية في لبنان،في أعقاب اتخاذ بعض دول أوروبا، قرار بحظر حزب الله بجناحيه العسكري والسياسي، وبدون شك، تدرك هذه الدول، مدى استغلال حزب الله إلى “ورقة اليونيوفل”.

وما زالت بعض دول أوروبا لم تحسم، أمرها من وضع حزب الله على قائمة الحظر، ربما بسبب مشاركة قواتها ضمن القوات الدولية في لبنان.

ما ينبغي أن تعمل عليه الآمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، هو تعزيز قرارات الأمم المتحدة، أبرزها قرار مجلس الأمن 1701 ، من أجل تأمين قوات اليونيفيل، وتعزيز أمن القوات، ومراجعة مواقفها من حزب الله.