بعد تصريحات «المواجهة» و«الاستفزاز».. هل تتأزم العلاقات الأمريكية الروسية؟

حسام السبكي

حسام السبكي

في آتون معركة، لم تتجاوز بعد حدود “التصريحات العنترية”، بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، والقاسم المشترك بها طرف ثالث “أوكرانيا”، تعتبره واشنطن حليفًا، وظهيرًا شرقيًا لحلفائها الأوروبيين، مع العدو الأزلي -إن جاز التعبير- منذ حقبة الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق، صدرت تحذيرات أمريكية جديدة من خطر “المواجهة” بين الجانبين، فيما وصفت روسيا التصريحات بـ”الاستفزازية” و”الغباء”!.

يتزامن ذلك مع محادثات مرتقبة بين الولايات المتحدة وروسيا، اليوم (الإثنين) في جنيف، لم تخلو من توتر مسبق، بلغ حد الخطر من نشوب مواجهة عسكرية مباشرة بين قوات حلف الناتو وروسيا، في ظل مطالبات مستمرة من الأخيرة بوقف التدريبات “الغربية” على حدودها، والحصول على ضمانات أمنية.

تحذير من مواجهة محتملة

eeddd2941edbfc34ba05729181794bbd

ساعات قليلة، وتنطلق محادثات أمريكية روسية مرتقبة، في جنيف اليوم (الإثنين)، وقبيل ذلك، حرص وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على تحذير روسيا، أمس (الأحد)، من خطر “مواجهة” قبل بدء محادثات في جنيف حول الوضع في أوكرانيا، في ظلّ توتر شديد تمر به العلاقات بين البلدين.

وقال بلينكن على شبكة “سي إن إن”: إن “هناك مساراً للحوار والدبلوماسية لمحاولة حلّ بعض هذه الخلافات وتجنّب مواجهة”.

وأضاف: “المسار الآخر هو مسار المواجهة والتداعيات الهائلة على روسيا في حال جددت اعتداءها على أوكرانيا. نحن بصدد تقييم أي مسار يستعدّ الرئيس (فلاديمير) بوتين لاتخاذه”.

وعلى ذكر المباحثات المرتقبة، استبعدت روسيا الأحد القيام “بأي تنازل” خلال المحادثات البالغة الأهمية مع الولايات المتحدة في جنيف حول أوكرانيا والأمن في أوروبا، معربة عن “خيبة أمل” من “الإشارات” الصادرة من واشنطن.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي يشارك في المفاوضات، في تصريحات لوكالات الأنباء الروسية: “لن نقبل بأي تنازل. هذا أمر مستبعد تماما”، مضيفا “خاب ظننا بالإشارات الصادرة في الأيام الأخيرة من واشنطن وبروكسل أيضا“.

وتبدأ المحادثات بين الدبلوماسيين الأمريكيين والروس في جنيف، اليوم (الإثنين)، بعد مواجهة استمرت أسابيع حول نشر روسيا قوات قرب حدودها مع أوكرانيا، وسيحاول المبعوثون من كل جانب تجنب حدوث أزمة.

وكان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قال، أول أمس (السبت)، إن الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون لأن يناقشوا مع روسيا في محادثات جنيف إمكان وضع الجانبين قيودا على المناورات العسكرية ونشر الصواريخ في المنطقة.

هذا وتعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاؤها على تجهيز مجموعة من العقوبات المالية والتكنولوجية والعسكرية ضد روسيا، والتي يقولون إنها ستدخل حيز التنفيذ في غضون ساعات بعد غزو أوكرانيا، وهي خطوة تهدف لتوضيح التكلفة الباهظة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا أرسل قواته عبر الحدود.

ووصف المسؤولون، وفقًا لوسائل إعلام أمريكية، تفاصيل تلك الخطط لأول مرة، قبيل سلسلة من المفاوضات الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة مع موسكو وهي واحدة من أكثر اللحظات خطورة في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة.

وتشمل الخطط التي ناقشتها الولايات المتحدة مع الحلفاء في الأيام الأخيرة عزل أكبر المؤسسات المالية الروسية عن المعاملات العالمية، وفرض حظر على التكنولوجيا الأميركية اللازمة للصناعات الدفاعية، وتسليح المتمردين في أوكرانيا، كما ستدير واشنطن وحلفاؤها ما يرقى إلى حرب عصابات ضد احتلال عسكري روسي محتمل.

G2OH5C54Z5JUZHKTWHVR3ZSUNE

من جانبه، اعتبر الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبيرغ، أن خطر اندلاع نزاع بين الحلف وروسيا لا يزال قائما، لكن ثمة إمكانية لتحقيق حل سياسي للخلافات العالقة بين الطرفين.

وقال ستولتنبيرغ، بحسب “وسائل إعلام بريطانية”، أمس (الأحد): “من الممكن إيجاد حل سياسي وأخذ مباعث قلق روسيا بعين الاعتبار… لكن خطر نشوب نزاع لا يزال قائما“.

وتوعد ستولتنبيرغ بـ”إجراءات ردع من قبل الناتو” بحق روسيا في حال اندلاع مثل هذا النزاع بين الطرفين“.

وتابع الأمين العام للحلف: “الناتو سيأمل في السيناريو الأفضل وسيعمل بشكل دؤوب في هذا الاتجاه، لكنه سيستعد للأسوأ”.

رد روسي حاد

TASS 49816071

وفي رد دبلوماسي يحمل طابع الحدة، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن تصريح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، حول إمكانية تدبير روسيا حادثا لاستغلاله لمهاجمة أوكرانيا “استفزازي وغبي”.

وقال ريابكوف، وفقًا لوكالة “تاس”، أمس (الأحد): “هذا التصريح بحد ذاته استفزاز كبير. إنه موجه للأشخاص غير المؤهلين الذين يؤمنون بشكل أعمى بالدعاية الأمريكية“.

وتابع ريابكوف: “التحدث عن إمكانية أي استفزازات بعد مرور مدمرة بريطانية رفقة طائرة استطلاع أمريكية عبر كيب فيولينت قبالة سيفاستوبل أمر غبي على الأقل. إنها مزحة ساخرة، والتلاعب بعبارات لا علاقة لها بالواقع“.

وشدد على أن مثل هذه التصريحات تهدف إلى تشويه نهج موسكو، التي قال إنها لا تتبع أي نوايا سرية تجاه كييف وتطالبها فقط بتطبيق اتفاقات مينسك بشكل كامل.

وأردف: “نحن مستعدون لمواصلة العمل مع جميع الأطراف في كل المنصات التي تم إنشاؤها لهذا الغرض. لكن مطالبتنا بأن نعترف بأنفسنا كطرف في الصراع غير جدية وغير مستحقة في الحقيقة”.

ربما يعجبك أيضا