السيارات الكهربائية.. هل تقود العالم في حقبة المستقبل النظيف؟

كتب – حسام عيد

شهدنا في عام 2021، انتعاشة وازدهار في بعض القطاعات الحيوية، بدعم من تعافي الاقتصاد العالمي مع تسارع وتيرة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، وجاءت السيارات الكهربائية بين تلك القطاعات.

وقد تمكنت السيارات الكهربائية من تحقيق نجاح جديد قد يشير إلى توجه الصناعة إلى زيرو انبعاثات خلال المستقبل القريب.

انتشار متسارع.. ومبيعات قوية

شهد الطلب على السيارات الكهربائية حول العالم ارتفاعًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، حيث تجاوز حجم السوق العالمي 209 مليار دولار خلال عام 2021.

كما أن هناك نمو سنوي مركب متوقع لحجم السوق بنحو 25% خلال الفترة 2022 – 2030، ليقترب من التريليون دولار (957 مليار دولار) بحلول عام 2030.

أما بالنسبة للمبيعات التي شهدها سوق السيارات الكهربائية خلال العام الماضي، فقد وصل معدل النمو إلى أكثر من 83% مقارنة بحجم مبيعات عام 2020، ولكن مقارنة بالعام 2019 فسنجد أن نمو حجم مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا بلغ نحو 180%.

وقد استحوذ حجم مبيعات السيارات الكهربائية على 7.3% من مبيعات قطاع السيارات عالميًا في 2021، وقد تم بيع أكثر من 5.6 ملايين سيارة كهربائية.

فيما توقعت وكالة الطاقة الدولية IEA في تقرير لها نشر على موقعها الرسمي في نوفمبر 2021، وصول عدد السيارات والشاحنات والأوتوبيسات الكهربائية المرخصة وتسير على الطرق في جميع أنحاء العالم إلى 145 مليون مركبة بحلول عام 2030 في ظل الجهود التي تقوم بها حكومات العالم للحد من التلوث عبر إلزام منتجي السيارات للتحول من المركبات التقليدية العاملة بالوقود التقليدي إلى الطاقة النظيفة.

وذكرت أن إنفاق المستهلكين على السيارات الكهربائية بلغ العام الماضي 120 مليار دولار، بزيادة قدرها 50% مقارنة مع مستويات الإنفاق في عام 2019، خاصة مع اتخاذ عدد من حكومات العالم سياسات تحفيزية لتشجيع الراغبين في امتلاك سيارة جديدة على اقتناء مركبات خضراء بديلًا عن تلك التي تعمل بالوقود التقليدي سواء ديزيل أو بنزين.

كما توقع موقع statista تزايد الحصة السوقية للسيارات الكهربائية إلى 80% من إجمالي مبيعات المركبات الجديدة في العالم بحلول عام 2050، كما تكهن بأن تمثل السيارات الخضراء ما يقرب من 70% من إجمالي المرخص والذي يسير على الطرق.

ويمكن القول إن كل هذا النمو الذي شهده سوق السيارات الكهربائية خلال عام 2021 كان بدعم من توجه الحكومات وكبرى صناع السيارات في العالم، مثل؛ فورد، فولكس فاجن، جنرال موتورز وغيرها من الشركات التي تركز الآن على تصنيع السيارات الكهربائية بعيدًا عن شركة تسلا الأمريكية التي تستحوذ على النسبة الأكبر فيما يخص السيارات الكهربائية، وذلك بالإضافة إلى استراتيجيات الحياد الكربوني وتوجه العالم نحو صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2030 وكذلك هناك خطط بحلول عام 2050.

الاستثمارات الهائلة التي حددتها “تويوتا” و”فولكس فاجن” هي خطوات رائعة للأمام، لكن حتى الآن، تهيمن “تسلا” على الريادة المسيطرة فيما يتعلق بالمبيعات الحقيقية، وما تزال هي العلامة التجارية المرادفة للمركبات الكهربائية، كما أنها الشركة الوحيدة التي تنتج سيارات كهربائية حاليا بكميات كبيرة، لذلك كان أن طلبت “هيرتز” 100 ألف سيارة من “تسلا” وليس من “جنرال موتورز” أو “فورد” أو “فولكس واجن” أو “تويوتا”.

ومن المتوقع تواصل وتيرة مبيعات المركبات الكهربائية الازدياد في 2022 مع توسع القدرة الإنتاجية وإطلاق طرازات جديدة.

تحديات أساسية

مستقبل السيارات الكهربائية في العالم وزيادة حجمها مقارنة بالمركبات العاملة بالوقود الأحفوري مرهون بعدد من العوامل في مقدمتها تطورات جائحة كورونا، ونقص الرقائق الإلكترونية، ومستقبل صناعة البطاريات.

ولا تزال هناك بعض التحديات الأساسية أمام هذه السوق، فحتى الآن نشهد محدودية المركبات والتي تحولت في حد ذاتها إلى ظاهرة في ظل جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى بعض التحديات الاقتصادية المتمثلة في أزمة سلاسل التوريد ما يعني ندرة الرقائق اللازمة لتصنيع تلك السيارات، وكذلك فيما يخص الاستثمارات المكلفة في البنية التحتية للشحن كون هذه السيارات تقوم على بطاريات.

كما شهدنا ارتفاع أسعار مكونات البطاريات الكهربائية التي سجلت قفزات قياسية لتلامس بنهاية عام 2021 أعلى مستوياتها منذ 3 سنوات.

وختامًا: إن كنت تخطط لشراء سيارة جديدة، فيجب مراعاة الأمور والعوامل التالية حتى تصل لبناء قرار سليم يلبي رغباتك واحتياجاتك المستقبلية؛ هل ستحصل على سيارة أخرى تعمل بالبنزين أم ستفكر بسيارة كهربائية؟ إن قررت الحصول على سيارة كهربائية، فأيها؟ من هناك: ما هو الأهم بالنسبة لك: التكلفة؟ نطاق البطارية؟ القدرة على الشحن بسهولة؟ تكون المنافسة الحقيقية بين المركبات الكهربائية ومركبات محركات الاحتراق الداخلي، وليس بين المركبات الكهربائية والمركبات الكهربائية.

ربما يعجبك أيضا