كيم يتحدى العالم.. تجربة صاروخية جديدة للمرة الثانية في أسبوع

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

في ثاني إطلاق من نوعه للدولة المسلحة نوويا في أقل من أسبوع، أشرف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، شخصيا على اختبار ناجح لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت ووصف بأنه يتمتع بـ«قدرة فائقة على المناورة».

يعد هذا ثالث اختبار كوري شمالي يتم الإبلاغ عنه لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت حتى الآن والذي يمكن أن يتجنب الكشف عنه لفترة أطول من الصواريخ الباليستية، وذلك بعد اختبارين أحدهما في سبتمبر 2021 وآخر الأسبوع الماضي، حيث تتطلع البلاد إلى إضافة سلاح متطور إلى ترسانتها.

وتحلق الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت نحو أهداف على ارتفاعات أقل من الصواريخ الباليستية، ويمكن أن تحقق أكثر من خمسة أضعاف سرعة الصوت، أو حوالى 6200 كم/ساعة.

ورصدت كل من كوريا الجنوبية واليابان عملية الإطلاق، وقالتا إن صاروخا أطلق من كوريا الشمالية باتجاه البحر.

np file 134748
صاروخ

قدرة فائقة

أصاب الصاروخ الذي كان يحمل «مركبة شراعية تفوق سرعتها سرعة الصوت» الهدف المحدد في المياه الواقعة على بعد 1000 كيلومتر، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA) الرسمية.

وأظهرت الصور المنشورة على موقع «رودونج سينمون» الجريدة الرسمية لحزب العمال الحاكم، كيم يرتدي معطفًا جلديًا أسود طويلًا ويستخدم منظارًا لمشاهدة الصاروخ من منصة المشاهدة على الهاتف المحمول.

وقال تقرير وكالة الأنباء المركزية الكورية: «تم التحقق بشكل لافت للنظر من القدرة الفائقة على المناورة للمركبة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت من خلال اختبار إطلاق النار النهائي، حيث قام برحلة القفز الانزلاقي من منطقة 600 كيلومتر قبل أن تصنع مفتاحًا بطول 240 كيلومترًا».

قال ليم يول تشول، أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة كيونغنام في سول: «حضور كيم جونغ أون في اختبار الصاروخ يشير إلى أن مستوى إكمال الصاروخ الفرط صوتي وصل إلى مستوى مرض»، بحسب «فرانس برس».

وأظهرت صور أخرى في «رودونج سينمون» الصاروخ وهو ينطلق من الأرض عند الفجر وسط حريق من النار والدخان، وكيم يناقش الرسوم البيانية مع مسؤولين يرتدون زيا عسكريا.

وقال الجيش الكوري الجنوبي: إن عملية الإطلاق وصلت إلى سرعات تفوق سرعة الصوت وأظهرت علامات واضحة على «التقدم» من اختبار الأسبوع الماضي.

تسافر الصواريخ فوق الصوتية بسرعة 5 ماخ أو أعلى ويمكنها المناورة في منتصف الرحلة، مما يجعل تعقبها واعتراضها أكثر صعوبة.

وتنضم كوريا الشمالية إلى عدد صغير من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، في محاولة تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.

إدانات دولية

أثارت هذه الخطوة إدانة عدة دول من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي دعت كوريا الشمالية إلى وقف أعمالها المزعزعة للاستقرار.

قالت إدارة الطيران الفيدرالية: إن عملية الإطلاق أجبرت الولايات المتحدة على وقف بعض الرحلات الجوية لفترة وجيزة على ساحلها الغربي، وكان أكثر تقدمًا في طبيعته من اختبار الأسبوع الماضي، لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت وفقًا لقادة عسكريين في كوريا الجنوبية.

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تجربة كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ باليستي، معتبرا أن هذه التجربة تنتهك قرارات عدة لمجلس الأمن، وتمثل «تهديداً صريحاً لجيران بيونج يانج».

أعلن البيت الأبيض أن تجارب كوريا الشمالية الصاروخية تمثل خطرا على المجتمع الدولي، داعيا بيونج يانج إلى «الامتناع عن الاستفزازات».

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: «ندين إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي، هذه العملية تعتبر انتهاكا للعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي وتشكل خطرا على جيران كوريا الشمالية والمجتمع الدولي».

كما أعربت كوريا الجنوبية ت عن قلقها إزاء تجارب جارتها الشمالية الصاروخية، ووجه الرئيس مون جيه- إن، تعليماته إلى كل وزارة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم حدوث مزيد من التوتر في العلاقات بين الكوريتين، وحتى لا يشعر الشعب الكوري الجنوبي بالتوتر.

وقال القصر الرئاسي (البيت الأزرق)، في بيان، إن مجلس الأمن الوطني الكوري الجنوبي عقد اجتماعا طارئا أبدى فيه الأعضاء أسفهم الشديد لأن الإطلاق يأتي في وقت يعتبر فيه استقرار المنطقة أمرا في غاية الأهمية وحثوا كوريا الشمالية على استئناف الحوار والتعاون.

وقالت القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، إنها على علم بالإطلاق وتنسق مع الشركاء والحلفاء، وأضافت: «رغم أن تقييمنا أظهر أن هذا الحدث لا يشكل تهديدا فوريا على الأمريكيين أو على الأراضي الأمريكية أو على حلفائنا، فإن إطلاق الصاروخ يلقي الضوء على الأثر المزعزع للاستقرار لبرنامج الأسلحة غير المشروع لكوريا الشمالية».

وقالت وزارة الدفاع اليابانية: إذا كان الصاروخ اتبع المسار الطبيعي للصواريخ الباليستية سيكون قد قطع مسافة أقل من 700 كيلومتر مثل الصاروخ الذي أطلق في الفترة الأخيرة.

photo diffusee 12 janvier agence coreenne KCNA montre leader coreen Kim Jong droite supervisant presente comme essai missile hypersonique 0
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون

تقدم سريع

في العقد الذي أعقب تولي كيم السلطة، شهدت كوريا الشمالية تقدمًا سريعًا في تقنيتها العسكرية على حساب العقوبات الدولية، وتم إدراج الصواريخ الفائقة السرعة ضمن المهام «ذات الأولوية القصوى» للأسلحة الاستراتيجية في خطتها الخمسية، وأعلنت عن اختبارها الأول – Hwasong-8 – في سبتمبر من العام الماضي.

وجاء الاختبار الأخير، في الوقت الذي اجتمع فيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة برامج أسلحة بيونج يانج، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: إن الإطلاق «ينتهك العديد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».

وتأتي الاختبارات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في الوقت الذي رفضت فيه كوريا الشمالية الاستجابة لنداءات الولايات المتحدة لإجراء محادثات.

في اجتماع مهم للحزب الحاكم في كوريا الشمالية الشهر الماضي، تعهد كيم بمواصلة بناء القدرات الدفاعية للبلاد، بسبب بيئة عسكرية غير مستقرة في شبه الجزيرة الكورية، دون ذكر الولايات المتحدة.

لا يزال الحوار بين واشنطن وبيونج يانج متوقفًا، وتخضع البلاد لمجموعات متعددة من العقوبات الدولية بسبب برامجها النووية والصاروخية الباليستية.

كانت الأمة الفقيرة، تحت حصار صارم من جراء فيروس كورونا الذي أضر باقتصادها، وقد تسببت العزلة التي فرضتها كوريا الشمالية على نفسها في نقص كبير في المواد الغذائية.

ربما يعجبك أيضا