منتدى شباب العالم.. الرئيس المصري يحذر من «الفقر واستمرار النزاعات والتغيير بالقوة»

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عددا من الرسائل “التحذيرية” الهامة إلى المصريين وشعوب العالم بخصوص العديد من القضايا المهمة، في مقدمتها “مواجهة الفقر وتأثيره على المجتمعات، وأهمية العمل لإحداث التنمية، وضرورة وقف النزاعات الموجودة في عدد من الدول وبدء إعادة الإعمار من جديد، وخطورة التغيير بالقوة على المجتمعات”.

“مواجهة الفقر”

الرئيس المصري، حرص في مداخلة خلال جلسة نقاشية في اليوم الثالث لمنتدى شباب العالم، اليوم (الأربعاء)؛ بعنوان “تجارب تنموية في مواجهة الفقر”، على أبرز خطورة الفقر وتأثيره على المجتمع، مبينا أن الفقر جائحة تدمر الحاضر والمستقبل وتدخل الدولة في متاهات يصعب الخروج منها كالتخلف والجهل، وأنه يجب محاربة الفقر عن طريق العمل بجد واتقان لأنه يدمر الحاضر والمستقبل ويقتل الأمل.

وأوضح السيسي في كلمته أن مصر كانت في 2011 على وشك الانهيار الكامل، وأنه منذ عشر سنوات وعقب إجراء الانتخابات في 2012 جاءت حكومة أو قيادة لم يستطع الشعب تحمل أدائها لمدة عام ، وخرج عليها، متابعا: “ما علاقة ما أقوله بالفقر؟، والإجابة أنه عندما بدأنا المسؤولية، لم يكن في تفكيرنا غير محاربة الفقر في مصر بالعمل بإخلاص وجد وبقدر الإمكان بإتقان وإيمان، ولم يكن هناك حل آخر”.

وشدد السيسي على أن موضوع الفقر من أهم الموضوعات التي نحتاج جميعا إلى التفكير في مواجهتها، وأن الدولة المصرية انفقت خلال السنوات السبع الماضية 400 مليار دولار (أكثر من 6 تريليونات جنيه) للخروج من متاهة الفقر، منوها بأن مصر أدارت الموقف من جائحة كورونا بتوازن ما بين الإجراءات الاحترازية والغلق المؤقت وما بين العمل بلا توقف، وأن الفقر أخطر كثيرا من جائحة كورونا.

“حياة كريمة”

وفي حديثه عن مبادرة حياة كريمة، قال : “إن الدولة تولت تنفيذ المبادرة والتي تضمنت تطوير 300 ألف وحدة سكنية، يتم تجهيزها وتأثيثها من جديد، حيث تحتوي الوحدة على ثلاث غرف، لمراعاة العدد الكبير لأفراد الأسر، ​وذلك في دولة ظروفها الاقتصادية متواضعة.

وتابع: “نحن لسنا كالدول الغنية، ولكننا عندما بدأنا تنفيذ ذلك لم نقل أننا لن نستطيع تقديم أي شيء لهؤلاء المواطنين، ولكننا أكدنا أننا سنواجه الفقر ونبني لهؤلاء الأشخاص ما يليق بهم، ونقوم بإخراجهم من تلك الحالة الصعبة التي كانوا يعيشون بها”.

ودعا الرئيس، القائمين على منتدى شباب العالم إلى إعطاء الفرصة للشباب الأجانب من جميع أنحاء العالم، لأن يروا التجربة المصرية الفريدة من خلال مبادرة “حياة كريمة” حتى يستفيدوا منها، لافتا إلى أن الدولة تحركت منذ 7 سنوات، وما زالت تعمل وستعمل حتى تخرج مصر من هذا الفقر.

“الإصلاح الاقتصادي”

وسلط السيسي الضوء على برنامج الإصلاح الاقتصادي، قائلا: “عندما بدأنا في تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي في نوفمبر 2016 كان هذا الإجراء يتم التحسب منه كثيرا، وكان هناك تخوف كبير من رد فعل الرأي العام والشعب على الإجراءات الصعبة، ولكني أسجل من هذا المنتدى كل الاحترام والتقدير للشعب المصري على تحمله واستيعابه لتلك الإجراءات”.

وأضاف الرئيس “عندما ناقشنا برنامج الإصلاح الإقتصادي على مستوى مصغر في الحكومة، كانت الأجهزة والوزارات متحسبة جدا من هذا الموضوع ، لكنني راهنت على تحمل الشعب المصري وقدرة المرأة المصرية على تحمل هذا البرنامج” ، مؤكدا أنه لولا البرنامج لتعرضت مصر لكارثة كبيرة وصدمة اقتصادية وصحية أثناء جائحة كورونا.

ولفت السيسي إلى أن 60% من الدول الأفريقية تعاني من الفقر، وأنه تحدث مع المنظمات – خلال المنتدى – عن ضرورة الائتمان منخفض التكلفة للدول الأفريقية لحمايتها من المخاطر الموجودة في القارة، وبالتالي مؤسسات التمويل والبنوك التي تمنح القروض تكون تكلفة مخاطر الائتمان لديها عالية لذلك يتضاعف العبء.

“إعادة الإعمار”

أكد السيسي خلال جلسة نقاشية بعنوان “المسؤولية الدولية في إعادة مناطق ما بعد الصراعات”، ضرورة وقف النزاعات والاقتتال من خلال تحرك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في دول الصراعات للمساعدة في إعادة الإعمار وتخفيف آثار هذه الأزمات على المواطنين.

وشدد الرئيس على ضرورة وقف النزاعات والصراعات حتى نعطي الفرصة للأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي ومنظمات العمل المدني التي ترغب في المساهمة في هذا الأمر للتحرك إلى الأمام، مردفا: “في الوقت الذي تتوقف فيه النزاعات والصراعات ستكون هناك فرصة لإعادة الإعمار”.

وأكد السيسي ضرورة الاهتمام بالبعد الإنساني والنفسي والاجتماعي من آثار هذه الأزمة التي استمرت لمدة 10 سنوات أو أكثر من ذلك، مكملا: “باسم المنتدى وباسم الشباب المشارك الذي يحلم بالاستقرار والسلام والأمن والتنمية، نوجه نداء لكل الدول التي بها صراعات والقادة المسؤولين، بأن ينظروا بمنظور مختلف يؤدي إلى تسوية هذه الأزمات حتى نخفف ونقلل من حجم الآثار الصعبة التي ترتبت على هذا النزاع”.

وأضاف “نحن في مصر مستعدين مع كل الأشقاء وكل الدول التي بها نزاعات أن نشارك بإيجابية، لأن نرى أن السلام والبناء والتعمير ثوابت بالنسبة لنا، ونحن في مصر لا نتدخل في شؤون الدول وندعو دائما إلى عدم تدخل الآخرين في شؤوننا حتى نستطيع أن نحل مشكلاتنا بأنفسنا بعيدا عن النزاع أو الاقتتال بشكل أو بآخر” .

وفيما يخص قطاع غزة، أكد الرئيس السيسي أن القطاع بحاجة إلى أرقام أكثر بكثير من مبلغ الـ500 مليون دولار، وأن مصر كانت تتمنى المساهمة بأكثر من ذلك، مطالبا الدول المناحة بتقديم الدعم الممكن لمساعدة القطاع”.

“التغيير بالقوة”

وقال الرئيس: “منذ حوالي ثلاث سنوات، سألني أحد شاب من إحدى الدول الشقيقة، هل تغيير الأمور في دولته أفضل بالقوة أم بالصبر؟، فأجبته “رأيي أن الصبر أفضل، لأن التغيير بالقوة قد يؤدي إلى خراب، ولن يتم السيطرة عليه، وقد تكون أنت كشاب متصور أنك تستطيع تحقيق المستقبل بهذا التغيير”.

وأضاف: “أود أن أقول لكل المتابعين لهذا الأمر إن منطقتنا العربية دفعت ثمنا كبيرا بسبب فرض وتدخل الآخرين في شؤونها، وسأكرر كلامي بأن الدول التي حدثت بها صراعات، كانت في البداية محاولة فقط للتغيير، ولكن لم يدرك أصحاب التغيير، أن ذلك المسار قد يؤدي إلى الخراب الذي نعيشه”.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن ذلك كان من الممكن أن يحدث في مصر، وأكرر ذلك حتى يعلم ويتذكر الشعب المصري، أن الله سبحانه وتعالى، تفضل علينا كثيرا بحمايتنا من ذلك المصير، فدولة بها 100 مليون نسمة كانت ستصبح دولة أزمات ولاجئين، وينظر لنا العالم أجمع في ذلك الوضع، ويعطينا المانحون مساعدات”، مطالبا بضرورة الانتباه إلى ذلك .

ربما يعجبك أيضا